Admin Admin
عدد الرسائل : 1849 عدد نقاط العضو : 4089 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
| موضوع: عملاق دوخ جيشاً بأكمله الإثنين فبراير 01, 2010 2:36 am | |
| الشهيد القائد: محمود المبحوح المخطط لعمليتي أسر الجنديين الصهيونيين (سعدون) و(سبورتس) عذرا يا أبا العبد، فمهما كتبنا عنك فلن نوفيك حقك، ومهما سطرت الأقلام فلن تروي حكاية جهادك كاملة فأنت أسطورة المقاومة والجهاد.
هكذا يمضي الرجال الأبطال، هكذا يرتحلون بعد مشوار جهادي ودعوي مشرف، فحق لفلسطين أن تفخر بك يا أبا العبد يا قائدنا ويا حبيبنا ويا شهيدنا البطل، فأنت من أوجعت الصهاينة وأسرت وقتلت من جنودهم وشفيت صدور قوم مؤمنين.
اليوم ترتحل يا شهيد بعدما شرفت فلسطين كل فلسطين، وشرفت الجهاد والمقاومة، فصنعت مجدا وعز لكل فلسطين الحبيبة، وخضت معارك الشرف والبطولة ضد الصهاينة وأغظت قلوبهم.الميلاد والنشأة في الرابع عشر من شهر فبراير لعام ألف وتسعمائة وستين ميلادية، أطل نور الفارس القسامي القائد محمود عبد الرؤوف محمد المبحوح " أبو العبد"، وكانت فلسطين بأسرها على موعد مع انطلاق صرخات طفل في المهد سيكبر يوما ويصبح شوكة في حلق الصهاينة ويقض مضاجعهم ويزلزل عروشهم، ويخطف جنودهم ويقتلهم.
ولد شهيدنا المجاهد محمود المبحوح في مخيم جباليا/ بلوك تسعة، بجوار بركة أبو راشد، وفي أسرة ملتزمة ومتدينة تعود جذورها إلى قرية بيت طيما المحتلة عام 1948م ترعرع ونما وعاش حياته في مخيم جباليا مخيم الثورة والصمود والشرارة الأولى للانتفاضة المباركة. كان شهيدنا منذ صغره يكره الاحتلال ويحب الانتقام منهم بأي طريقة كانت، وكان يحلم بأن يكبر يوما ليقارع جنود الاحتلال الصهاينة وينتقم من مرتكبي المجازر بحق شعبنا.
كان شهيدنا رحمه الله يمارس الرياضة باستمرار، وكان كثيرا ما يتردد على نادي خدمات جباليا وكان يمارس رياضة كمال الأجسام.
وفي إحدى البطولات حاز على المرتبة الأولى في كمال الأجسام على مستوى قطاع غزة.
وفي عام 1982م انتقل شهيدنا رحمه الله إلى مخيم تل الزعتر.حياته الاجتماعية كان والد شهيدنا له من الذكور 14، ومن الإناث اثنتين، وكان ترتيب شهيدنا رحمه الله الخامس بين إخوانه.
وكان شهيدنا رحمه الله في العام 1983م على موعد مع حفل زفافه لزوج الدنيا، فتزوج من إمرأة صالحة.
و لشهيدنا رحمه الله أربعة أبناء، ذكر وثلاث إناث وهم على الترتيب عبد الرؤوف (21سنة وهو طالب جامعي يدرس في اليمن)، منى ( 20عام)، مجد (11عام)، رنيم (8 سنوات).رحلة السجوناعتقل شهيدنا رحمه الله عدة مرات في سجون الصهاينة، وفي السجون المصرية، فاعتقل في عام 1986م في سجن غزة المركزي ( السرايا)، ووجهت له تهمة حيازة الأسلحة وبعد خروجة من سجون الاحتلال الصهيوني استكمل حياته الجهادية فعاش مطاردا للاحتلال الصهيوني .رحلته التعليميةدرس شهيدنا رحمه الله المرحلة الابتدائية فقط في مدرسة الأيوبية (ج) بمخيم جباليا ثم حصل على دبلوم الميكانيكا وتفوق في هذا المجال، وكان ناجح جدا في عمله حتى افتتح ورشة عمل في شارع صلاح الدين، وأحبه الجميع، حتى أن الكثير من أهلنا في أراضي ال48 المحتلة كانوا يأتون إليه وقت إجازتهم لإصلاح سياراتهم في يوم السبت، ولحسن أخلاقه ومعاملته الطيبة مع الناس أحبه الجميع وكل من حوله.
وعندما انتقل إلى سوريا حاز على العديد من الدورات الهامة في عدة مجالات أبرزها دورات الحاسوب وتعلم العديد من اللغات الأجنبية
شهيدنا في صفوف حماس والإخوان المسلمين والقسام
كانت بداية شهيدنا رحمه الله في العام 1978م، عندما التزم في مسجد أبو خوصة ( المسجد الشرقي حاليا).
ومنذ التزام شهيدنا رحمه الله كان يحارب الكثير من البدع مثل محلات القمار والمقاهي التي تفسد شباب المسلمين.
وفي العام 1983م، كان هناك حملات شرسة من جماعات يسارية ضد الجامعة الإسلامية وكانت تلك الجماعات تقوم بمحاربة الجامعة الإسلامية وتسعى للسيطرة عليها لمنع قيام جماعات إسلامية مناهضة لها، وفي ذلك الحين وقف شهيدنا وقفة جادة وقوية لمناصرة الجامعة في ذلك الوقت.
كان شهيدنا رحمه الله منذ صغره يعشق المقاومة والجهاد في سبيل الله، وكان يتدرب على السلاح، وفي العام 1986م اعتقل في سجن غزة المركزي بتهمة حيازة سلاح الكلاشينكوف لمدة عام، وبعد خروجه من السجن لم يتوقف عمله الجهادي بل ازداد قوة، وازدادت علاقته بالشيخ أحمد ياسين وبالشيخ المؤسس العام للكتائب صلاح شحادة.
عمل شهيدنا رحمه الله في المجموعة الأولى التي أسسها القائد محمد الشراتحة، وكان قائدنا محمد عضوا من أعضاء تلك المجموعة العسكرية.
و شهيدنا رحمه الله هو المسئول عن خطف جنديين صهيونيين وقتلهما.
مواقف مميزة ممن حياة الشهيد كان شهيدنا رحمه الله لا يحب الكلام الكثير، وكان يتغير وجهه عندما يرى الصهاينة ويعشق الانتقام من الصهاينة، وكان صاحب شخصية قوية جدا، وكان شهيدنا رحمه الله صاحب سرية عالية وكتمان.
وهناك قصة مميزة حدثت مع شهيدنا البطل " إبان الانتفاضة الأولى وعند مرور أحد الدوريات العسكرية في منطقة تل الزعتر طاردوا بعض الصبية بحجة منع التجوال ولم يكن هناك منع تجوال فقام الصبية بالاحتماء داخل المنزل منزل الشهيد، فتصدى لهم أبو العبد ودار بينه وبين الصهاينة جدل طويل قائلا لهم: أن ليس هناك منع تجول ولا يحق لكم ملاحقة الصبية، وتفاقم الوضع ، حتى وصل أن يشهروا السلاح عليه فقام برفع قطعة حديديه على الجنود وهددهم بها إن لم ينسحبوا، فما كان إلا انسحبوا وقاموا باستدعاء قوات كبيرة ، وتدخل أخو أبو العبد حتى أشغلهم عن شهيدنا ومن ثم انسحب شهيدنا من المكان قبل مجيء قوات الدعم المساندة للجنود الصهاينة ، وبعد ذلك قام الصهاينة بتطويق المنطقة وفرض حظر التجوال بحثا عن الشهيد.
بعد أسر الجنديين الصهيونيين وقتلهما بعدما انكشف أمر شهدينا في 11/5/1989م، قامت قوات خاصة فجرا ذلك اليوم مستقلة سيارات من نوع فورد، بتطويق بيت الشهيد وقاموا بعمليات إنزال على شرفة المنزل وسطح المنزل، وقاموا بإلقاء قنابل صوتية وتكسير أبواب المنزل بدون سابق إنذار واعتقلوا كل من في البيت بما فيهم أطفاله الصغار.
وكانت هناك قوات خاصة في كراج الشهيد تنتظر قدومه لقتله أو اعتقاله، وكان الجنود الصهاينة متخفين بزي عمال زراعة، وعندما توجه أخواه إلى الورشة ( الكراج) قام الصهاينة بإطلاق الناري عليهما لحظة دخولهما، وأصيب أخوه فايق وتم اعتقاله من قبل الصهاينة أما نافز فقد أصيب بجرح بالغة الخطورة وتم نقله إلى مستشفى الأهلي.
ورغم الحصار والمطاردة ذهب أبو العبد إلى المستشفى ليطمأن على أخويه ومن ثم غادر المكان وبعد ذلك تمكن من الخروج من قطاع غزة.
وفي عام 1990م ، قررت المحكمة الصهيونية هدم بيت الشهيد ومصادرة الأرض، وكانت التهمة الموجهة إليه خطف جنود صهاينة.الخروج من غزةبعد مطاردة في غزة دامت أكثر من شهرين ، تمكنوا من اجتياز الحدود هو ورفاقه ، إلى مصر، وعندما اكتشف أمرهم من قبل الصهاينة، طالبوا الحكومة المصرية بتسليمهم إلا أنهم تمكنوا من الاختفاء عن أعين قوات الأمن المصرية لمدة 3 شهور حتى تم الاتفاق على تسليمهم وترحليهم إلى ليبيا ، ومن هناك غادروا إلى سوريا حيث أكمل مشواره الجهادي هناك.ليلة الاستشهاديا لها من دنيا، تفرق بين الأحباب وتباعد بين الأصحاب وترسم صورة الفراق و الغياب، وجاء اليوم الذي يعلن فيه عن موعد غياب القمر الأخير عن سماء الدنيا الفانية والارتحال إلى دنيا الآخرة والبقاء.
ففي ليلة 19/1/2010م، كان شهيدنا القائد الحبيب محمود يمكث في أحد فنادق دبي بالإمارات، لكنه لم يكن يعلم أن الموساد والصهيوني ووكلائه في المنقطة يترقبونه ويتربصون به ثأرا لجنودهم المقتولين منذ زمن، ولكن ليس مواجهة كالرجال بل غدرا وخيانة، واستخدموا في جريمتهم الجبانة الصعقات الكهربية ومن ثم الخنق ليرتقي شهيدنا الحبيب إلي جنان الله الباري بعد مشوار جهادي شرف كل فلسطين وكل الأمة.
وبذلك قد نال شهيدنا الشهادة التي تمناها على مدى سنوات طوال، فأراد الله البقاء سنوات طوال يخدم فيها الإسلام والمقاومة، ومن ثم الشهادة في سبيل الله فنال أجر البقاء بخدمة الإسلام وظفر بالشهادة ليختم بها حياته فرحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.رحم الله شهيدنا القائد واسكنه فسيح جناته
نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا
والملتقى الجنة بإذن الله تعالى | |
|
albasri20
عدد الرسائل : 17 العمر : 66 الموقع : المانيا عدد نقاط العضو : 17 تاريخ التسجيل : 05/11/2009
| موضوع: رد: عملاق دوخ جيشاً بأكمله الإثنين فبراير 01, 2010 5:00 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: هنيئا لك أيها العملاق ...نسأل الله تعالى ان يتقبله شهيدا عنده في جنات النعيم..وان يرزقنا الشهادة في سبيله.. لا توجد كلمات تفي بحق هذا العملاق ولا بحق أي عملاق نذر نفسه ودمه في سبيل الله ..والله ان الكلمات عاجزة عن وصف المشاعر.. ولي عتب على الاخ كاتب الموضوع : اخي تقول (فحق لفلسطين أن تفخر بك يا أبا العبد يا قائدنا ويا حبيبنا ويا شهيدنا البطل) وانا اقول فحق المسلمين ان يفخروا بك يا ابا العبد يا قائدنا ويا حبيبنا ويا شهيدنا البطل).. كلنا نشعر بالفخر بامثالكم يا اهل غزة... لقد علمتم الدنيا معنى الحياة ومعنى الجهادومعنى الصمود.. نصركم الله وأيدكموحفظ قيادتكم المؤمنة المجاهدة....
أخوكم البصري من العراق الاسير | |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 1849 عدد نقاط العضو : 4089 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
| موضوع: رد: عملاق دوخ جيشاً بأكمله الثلاثاء فبراير 02, 2010 12:15 am | |
| بارك الله فيك اخي الحبيب وعاتبك في محله علما باننا في فلسطين والله لا نميز بين فلسطيني وعربي او مسلم فكلنا اهل واخوة في الاسلام كما والله اننا نتفاخر بابطال الملسلمين في مشارق الارض ومغاربها حقك علي وشكرا لك على المرور الكريم | |
|
بنت الاسلام
عدد الرسائل : 518 العمر : 37 عدد نقاط العضو : 739 تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: عملاق دوخ جيشاً بأكمله الثلاثاء فبراير 02, 2010 5:58 am | |
| رحم الله شهيدنا الفارس واسكنه فسيح جناته ونسال الله المضي في دربه ومواصلة كفاحه اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك | |
|
albasri20
عدد الرسائل : 17 العمر : 66 الموقع : المانيا عدد نقاط العضو : 17 تاريخ التسجيل : 05/11/2009
| موضوع: رد: عملاق دوخ جيشاً بأكمله الثلاثاء فبراير 02, 2010 6:01 am | |
| شكرا لك اخي الحبيب على كلماتك الطيبة ’’’’ والله ما قلت ما قلت الا لاني احبكم ..فحب فلسطين قد زرع في قلوبنا منذ نعومة اظفارنا.. جزاك الله خيرا. | |
|
Admin Admin
عدد الرسائل : 1849 عدد نقاط العضو : 4089 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
| موضوع: التفاصيل الخفية في حياة المقاتل "الصامت" محمود المبحوح (أبو العبد) الثلاثاء فبراير 02, 2010 7:36 am | |
| بقي "الهدف الصعب" الذي قضَّ مضاجع "إسرائيل" "فلسطين" تقتنص تفاصيل خفية من حياة المقاتل "الصامت" محمود المبحوح شكّل أول مجموعة عسكرية لـ"حماس" عُرفت باسم "المجد" شقيقه: اعتقاله أهّله لريادة العمل العسكري الذي قاده بسريّة تامة والدته: (إسرائيل) اتخذت مني ورقة ضغط ليسلّم نفسه غزة/إيمان عامر:في الرابع عشر من يناير من العام1960 سجّلت فلسطين اسماً بقيت مسيرته الجهادية "طيّ الكتمان" طوال عشرات السنين، إلا أنه كان معروفاً للاحتلال الإسرائيلي الذي فعل "المستحيل" من أجل اصطياده، والتخلّص منه بعدما أصبح يشكل كابوساً يؤرقهم حتى بعد إبعاده. وتعود المخاوف الإسرائيلية من محمود عبد الرؤوف المبحوح المكنّى "أبو العبد" إلى ما قبل عشرين عاماً, حينما أقدم هو وزميله محمد نصّار على خطف جنديين إسرائيليين في عمليات متفرقة وقتلهما, ولمواصلته في دعم المقاومة الفلسطينية من الخارج، ولأنه يشكل خطراً على أمنهم. "فلسطين" التقت بأهل الشهيد المبحوح الذي ارتقى شهيداً في عملية اغتيال قبل أحد عشر يوماً في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكشفت تفاصيل حياته وسماتِه التي أهَّلته لأن يكون رقماً صعباًمختلف منذ الولادة!التميّز كان رديف الشهيد منذ ولادته، وهو ما جعل والدته تشعر بأنه سيكون مختلفاً منذ لحظة ولادته، حيث نزل من بطنها بسلاسة وبلا ألم يذكر، ومشى وهو لم يتجاوز الثمانية أشهر بعد. ومضت الأيام والسنون حتى أصبح محمود "الوسيم" شاباً فتياً طويل القامة, مفتول العضلات التي نمّاها بتدريبات كمال الأجسام التي واظب عليها، مستخدماً قوّته البدنية في الحق والذود عن المظلوم، ومن ثمّ أكمل -نصف دينه- وتزوج من فتاة ساندته في طريقه. وكان للبيئة الملتزمة التي أحاطت به وعاش في أكنافها دور كبير في التزامه وتمسكه بدينه في زمن سادته التوجهات اليسارية وغير الإسلامية. وتذكر شقيقته الكبرى "فائقة" لـ"فلسطين" أحد المواقف الذي لا يزال يمر أمام عينيها كما لو أنه وليد اللحظة، وتقول:" لقد كان شديد الحرص على دينه، ففي أحد الأيام تحدث إلىَّ عن عفّة الفتاة وأهميتها وطلب مني ارتداء "الجلباب" الذي كان شيئاً منبوذاً حينها، واستجبت لطلبه بقناعة تامة، ولكن مديرة المدرسة رفضت ذلك, وأقدمت على معاقبتي، فجاء إليها وأجبرها على الموافقة على إدخالي للمدرسة، ومواصلة دراستي، فكنت أول طالبة ترتديه وذلك عام 1983". "وَرْشة الميكانيكا"وسعى الشهيد المبحوح للبحث عن عمل يقتات منه ويشغل بقية وقته، فاتجه للعمل داخل "إسرائيل" كما معظم شباب القطاع، وتعلّم مهنة الميكانيكا بسرعة فائقة، لكن والده طلب منه التوقف عن العمل هناك خشية ضعف تديّنه، حسب شقيقه المقرب فائق. ويضيف في حديثه لـ"فلسطين" " بعد فترة افتتح له والدي ورشة ميكانيكا خاصة به، وبدأ العمل بها، وكان يشعر بشيء ما في داخل نفسه، وكأنها قوة كامنة تنتظر الانفجار، ولكنه لم يستطع ترجمتها إلا بعدما بدأت ترتاد ورشته شخصيات كان لها ثقل على الساحة الغزيّة، ومنها الشهيد أحمد ياسين وصلاح شحادة، وذلك بهدف إصلاح سياراتهم أو لأمور تختص بطبيعة عمله، وبعد فترة وجيزة نشأت علاقة قوية بينه وبين الشيخ صلاح شحادة". ويتابع: " كانت هذه الورشة هي بداية الانطلاق للعمل التنظيمي والعسكري، وفي عام 1985 ضبطت قوات الاحتلال أول قطعة سلاح كان يخبئها في الورشة، فألقت القبض عليه وزجّته في سجن السرايا مدة عام، بهدف ثنيه عن العمل العسكري، ولكن السحر انقلب على الساحر حينما وجد محمود أن معظم المعتقلين من أقطاب الإخوان المسلمين في غزة، ومنهم الشهيد فتحي الشقاقي، ومحمد الجمل، ومصباح السوري الذين عززوه فكرياً ودعوياً، ليخرج بعد عام -لم يكن أسود- مؤهلاً للعمل العسكري بجدارة، فكان السجن البداية الحقيقية لذلك". وواصل فائق المقرّب من الشهيد " تأثر بهؤلاء المعتقلين كثيراً، وتألم بسبب استمرار وجودهم داخل المعتقل، وما أن خرج منه حتى رأيناه مختلفاً وبشكل جديد، فانتمى للحركة، وتواصل مع مؤسسيها وخصوصاً الشيخ صلاح شحادة الذي اعتقله الاحتلال، فتواصل معه وهو لا يزال داخل السجن، وشكّل بعد سنوات أول مجموعة عسكرية لحركة حماس باسم "المجد"، وكانت مكونة من ثلاثة هو ومحمد نصار ومحمد الشراتحة". ويذكر فائق أن ما ساعده على الاستمرار في المقاومة والعمل العسكري بنجاح، السريّة التامة التي امتاز بها منذ صغره، فلم يكن أي من أهله أو أصدقائه يعلم بتحركاته تلك، ويضيف: " كل ما سبق لم نكن نشعر- نحن أخوته- به، لأنه لم يكن يحب الظهور وكان شديد الكتمان". وأوضح أنه كثف من عمله حتى أشار عليه الشيخ شحادة بأول عملية عسكرية للمجموعة والتي تمثلت بخطف جندي إسرائيلي وقتله, وإخفاء جثته عام 1989، من أجل جسّ نبض ردة الفعل للإقدام على عملية خطف أخرى لإتمام صفقة تبادل أسرى، وإخراج الأسرى من السجن.باكورة العمليات ويضيف فائق " الفترة التي أمضاها في السجن شجعته على تنفيذ العملية، فقد تسلل الحزن إلى قلبه حينما خرج منه تاركاً خلفه العديد من الأسرى، فارتأى بأن العملية ستزيل شيئاً من هذا الألم، وبعد إعداد الخطة الخاصة بالعملية خرج محمود ومحمد نصار لتنفيذها وارتديا ملابس المستوطنين, ووضعا على رأسيهما قبعتين صغيرتين ، حتى بديا كما المستوطنين". ويتابع "وساعدهما على ذلك بياض بشرتهما، وميل لِحيتيهما إلى اللون الأحمر، واستقلا سيارة تسمى "ترامب" مجانية، وتوجها نحو إحدى المستوطنات وكانا يجيدان اللغة العبرية، فأوقفها أحد الجنود ويدعى "آفي سبورتس" ظاناً أنها ستنقله إلى منزله، فخطفه الاثنان، وقتلاه، وتخلصا من السيارة وجثته". قوات الاحتلال أصابها هوَس وجنون بسبب اختفاء سبورتس، ولم يغمض لها جفن حتى عثرت على جثته بعد مضي عدة أشهر، وبعد إتمام العملية ونجاحها عاد البَطلان إلى غزة، ولكن الراحة لم تعرف لجسديهما وتفكيرهما طريقاً, فبدأ للتخطيط لعملية خطف أخرى، وكان ذلك بعد مضي أربعين يوماً على العملية الأولى، يسرد فائق المبحوح. وتابع " توجها إلى (إسرائيل) بنفس الخطة السابقة، مستخدمين سيارة من نوع "سوبارو" حصلا عليها من أحد بائعي السيارات المسروقة من "إسرائيل"، واقتربا من إحدى المستوطنات، وإذ بجندي يسمى "آلان سعدون" يوقف السيارة تماماً كما فعل سبورتس، ولم يكن يعلم بأن المصير ذاته ينتظره، فدخل السيارة وبعد لحظات اكتشف بأنه أصبح "مخطوفاً" فحاول أن يقاوم مختطفيه وأشهر مسدسه، إلا أنهما سارعا إلى قتله حتى لا تنقلب الأمور, ويصبحا إما جثتين هامدتين أو أسيرين، ودفنا جثته في سديروت".عملية أخرى ولكن!وعادا إلى غزة مرة أخرى غير محققين هدف العملية وهو خطف جندي ليكون أسيراً يقايضان الاحتلال عليه، من أجل إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى، ولكن الأمور اختلفت هذه المرة، بسبب أن الشخص الذي أوكلا إليه مهمة التخلص من السيارة عبر حرقها بالكامل، لم ينفذها طمعاً منه في بيعها والحصول على سعرها، فتم ضبطها وبها بقع من الدم. ويواصل فائق سرد وقائع من حياة شقيقه الشهيد " تعرف الاحتلال على بائع السيارة من خلال البحث والتحقيقات، مما أوصلهم لمحمد الشراتحة الذي اعتقل وتعرض لتعذيب وحشي كاد يجهز عليه، حتى أدلى باعترافاته على بقية المجموعة بعد بضعة أيام ليعطيهم فرصة الهروب، ومنذ تلك اللحظة أصبح محمود مطارداً وهدفاً إسرائيلياً". وتقول والدته التي أعْيَاها ما حدث لفلذة كبدها منذ ذلك الحين :"رحلة عذابي معه بدأت في تلك الليلة، فبمجرد اعتراف محمد عليهما داهمت قوات الاحتلال منزلنا, واعتقلتنا جميعاً بلا استثناء، ولم يراعوا عجوزاً ولا طفلاً صغيراً، ووضعونا في السجن، وأطلقوا سراحنا بعدما تأكدوا من أننا لا نعرف شيئاً عنه"، مشيرة إلى أنه بدأ يتنقل بين البيّارات وأزقّة المخيم محاولاً التخفي عن أنظارهم. ويتحدث فائق الذي يصغره بعشرة أعوام عن بداية مطاردة شقيقه، حينما توجه مع شقيقه نافذ إلى ورشة الميكانيكا بعد مداهمة منزلهم، فتفاجأ بوجود قوات خاصة ترتدي ملابس المدنيين، فأطلقوا عليه رصاصة استقرت في ساقه، وأخرى أصابت "نافذ"، ظناً منهم بأنه الهدف الذي يبحثون عنه وقع فريسة سهلة في مصيدتهم، واكتشفوا بأنهم أخطؤوا الهدف بعدما حاول الهرب منهم متوجهاً إلى بيّارة قريبة ليفاجأ بمئات من الجنود مصطفين فيها، فاعتقلوه على الفور وتبينوا بأنه شقيقه وأطلقوا سراحه.محاولات عقيمة واستمرت المحاولات الإسرائيلية للقبض عليه، مستخدمين كافة الوسائل لذلك، فتارة يلجؤون لهدم منزل أهله وكان ذلك عام1990، وهو أول منزل يتم تدميره في قطاع غزة على أيديهم، وتارة أخرى يقومون باعتقال والدته وزوجته كورقة ضغط عليه لتسليم نفسه، إلا أن تلك المحاولات سرعان ما فشلت أمام حنكته وسريّته وإصراره على البقاء حياً حتى يسجِّل انتصارات تقهر المحتل. مضى أربعون يوماً على مطاردتهم "المجنونة"، حتى تمكن من خلال مساعدة مسئولي حركة حماس له ولرفيق دربه النضالي محمد نصار من الخروج من القطاع عبر الحدود المصرية. وتضيف والدته التي لم تنسَ أياً من تفاصيل رحلة ابنها :"كان قلبي ينفطر ألماً على حاله، ولكني استعنت بالله، وأوكلت أمري له، وصبرت على الحرب النفسية التي شنها الاحتلال ضدنا"، مبينة أن محمود بقي في مصر مدة شهر، ومن ثم انتقل إلى ليبيا ومكث فيها قرابة العام والنصف. ومن ثمّ السودان وكان محافظاً على استمراره في العمل على تأسيس حركة حماس في الخارج، ومن ثمّ سافر إلى سوريا ليضع القواعد العسكرية للحركة، واستقر فيها مستعيناً بتعاون الأجهزة الأمنية السورية معه، والتي لم تقف في وجهه، إلا أنها كانت تحذره من المسّ بسيادة بلدها، كأن يتحرك عسكرياً من على الأراضي السورية.تأسيس قواعد حماس في سورياوتمكن بعد ذلك من جلب زوجته وأبنائه إلى سوريا رغبة منه في الاستقرار هناك، ولكن قلبه كان يتشوق لرؤية أهله وكان له ذلك عام 1995 حينما تسلل إلى الأردن وطلب من والدته ووالده الحضور مدة أسبوع حتى ينعم برؤيتهم. وعن ذلك تقول والدته لـ"فلسطين" :"حينما رأيته في المطار فقدت وعيي من شدة اشتياقي له، وقضيت أجمل اللحظات بجواره، ولكن وضعه الأمني قطع علينا تلك السعادة المؤقتة". وتروي تلك الأم المعذّبة بحرمانها من رؤية ابنها حياً وميتاً، تفاصيل أكثر أيام حياتها قسوة وألماً، وأردفت بالقول:"كان ذلك في مطلع الألفيّة الثانية حينما سافر إلى مصر لأداء بعض المهام، فاعتقلته السلطات المصرية مدة عام بدون تهمة توجه إليه، وتعرض للأذى الجسمي والنفسي، ولكن قوة شكيمته وأنفته دفعاه لتجاوز تلك المحنة، فقد حرّك المساجين والذين كان منهم فلسطينيين ومصريين، ووحدهم وحرضهم على تنظيم إضراب جماعي للمرة الأولى، وفعله عبر وسائل الإعلام، مما اضطر السلطات المصرية للإفراج عنه بشرط عدم رجوعه للبلد مرة أخرى". وتجلّت أنفته وشموخه في موقف ذكره شقيقه، بينما كانت السلطات المصرية تعدّ محمود للركوب في طائرة تقلّه خارج مصر، وهو مكبّل اليدين والقدمين، فرفض ذلك وأصر على فك قيوده، وتعطّلت الطائرة مدة ساعة وهو لا يزال مُصراً على موقفه حتى رضخوا له وفكوا قيده، فغادرها رافعاً رأسه كما اعتاد. وبيّن ذوو الشهيد أنه عمل في سوريا في قسم إمداد حماس بالأسلحة خارج البلاد العربية حتى لا يلحقها الضرر، ولكنه لم يطلع حتى أبناءه على هذا الأمر الذي اكتشف بعد اغتياله، لافتين إلى أنه طوال تلك المدة كان التواصل بينهم محدوداً نظراً لقوة حسّه الأمني، وهو ما زاد من تلهفهم لرؤيته.دموع ذرفها بحرارة!قليلة هي دموع الرجال، قاعدة لم تنطبق بإحكام على الشهيد الذي بدا صلباً وجسوراً في المواقف التي تحتاج إلى ذلك، ولكن دموعه كانت قريبة حينما تقوم قوات الاحتلال بارتكاب أي حماقة بحق الشعب الفلسطيني، وكانت تنهمر بشدة غير مألوفة، ليزداد إصراراً على العطاء والبذل من أجل وطنه وشعبه، ومما زاد من حزنه الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والتي جعلت من قلبه كقطعة قماش بالية. ولفت ذووه إلى أنه كان كلّما غضِب جراء ذلك ضرب قبضة يده اليمنى بكفه الأيسر، وضغط على فكّيه، كما كان يفعل منذ صغره، منوهين إلى أنه كان يشعر بقرب أجله خلال الفترة الأخيرة مما دفعه لسدّ الديون التي تراكمت عليه، وتأمين بعض المال وإعطائه لزوجته الصابرة وأبنائه، كما لو أنه يوزع تِركته عليهم، حتى تحقق ذلك حينما نفّذت أيادٍ خفيّة عميلة اغتياله عبر صعقه بالكهرباء وخنقه بينما كان متوجهاً إلى إمارة "دُبيّ" في مهمة غامضة، لتتكشّف فيما بعد ملامح شخصية هذا الرجل الذي عمل بصمتٍ ودعم المقاومة في الخفاء. | |
|