Admin Admin
عدد الرسائل : 1849 عدد نقاط العضو : 4089 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
| موضوع: الرجل والقردة - قصة من الأدب الصيني الأربعاء مايو 05, 2010 5:56 am | |
| الرجل والقردة
[center]قصة صينية ل : واي جنشو ( الصين ) ترجمها من الفرنسية : ابراهيم درغوثي / تونس استعرض رجل مع طفله القرود في حديقة الحيوانات ، فقال : - هل تعرف أسماء هذا النوع من الحيوانات ؟ فأجابه الطفل : - لا أعرف يا أبي . وظل يتابع بعينيه القرود وهي تقفز في كل الاتجاهات . - تذكر يا بني إن هذا النوع من الحيوانات يسمى القرد ، وهو حيوان وجد في هذا العالم لتسلية الإنسان . هكذا حدث الوالد ولده بحكمة الكبار ، لكن الابن تساءل : هل حقا ما تقول يا أبي ؟ فرد عليه الأب : أنت لا تصدق كلامي ؟ أنظر إذن . وأخرج من حقيبته حبة فول سوداني رماها في القفص ، وراء ظهر القرد الكبير الذي استدار بخفة عجيبة نصف دورة قبل أن يختطف حبة الفول الطائرة بفمه . وعاد فاستخرجها بقائمته الأمامية ، فقشرها وأكلها مكشرا تكشيرات مضحكة . وجد الطفل أن القرد أتى عجبا فانفجر ضاحكا . وأبهجت الأب حركات الحيوان ، فرمى حبة فول سوداني أخرى داخل القفص مباشرة ، فوق مؤخرة القرد الذي أنجز تمارين المرة السابقة : استدار وقفز ، فاختطف الفولة بفمه " على الطائر " ، ثم استخرجها ، فقشرها وأكلها . وتشجع الرجل ، فواصل رمي الفول السوداني حبة وراء حبة داخل القفص . والقرد الكبير يختطف الفول ليأكله أو ليوزعه على صغاره المتجمهرين حوله . وغادر الأب وابنه المكان متحسرين بعد أن فرغ الكيس الكبير من حبات الفول . في طريق عودتهم إلى المنزل سأل الطفل أباه : - أبي ، لماذا كنت في كل مرة تقذف بحبات الفول وراء ظهر القرد الكبير ؟ - لقد قمت بذلك متعمدا حتى أجعل القرد الكبير يدور ويستدير . فلو رميت الحبات في وجهه لما كان مضحكا بذلك الشكل . هكذا عبر الرجل عن رضاه بما أنجز ذلك اليوم . وأفحمت الإجابة الولد ، فهتف : - كم أنت ماكر يا أبي . فأضاف الأب : - يظن القرد نفسه ذكيا دون أن يعلم أن الإنسان قادر على أن يجعله يقع بسهولة في فخاخه . وا أسفي عليك أيها القرد .
في حديقة الحيوانات ، أشارت قردة كهلة إلى عدد من البشر واقفين أمام القفص وسألت طفلها : - هل تعرف ما يسمى هذا النوع من الحيوانات ؟ أجاب الطفل القرد : - لا أعرف . وظل يتفرس في وجوه المتفرجين الضاجين بالكلام . فواصلت القردة : - تذكر يا بني أن هذا النوع من الحيوانات اسمه الإنسان . وهو لعبة ما وجدت إلا لتسليتنا خصيصا نحن القردة . فرد عليها القرد الصغير مشككا في كلامها : - هل حقا ما تقولين يا أمي ؟ - أنت لم تصدق كلامي ؟ سترى ... في هذه اللحظة ، بدأ رجل كهل في إلقاء حبات الفول السوداني داخل القفص ، وراء ظهر القردة التي استدارت بخفة عجيبة ، فترددت هنيهة قبل أن تختطف الفولة الطائرة لترمي بها في فمها . ثم عادت فاستخرجتها بقائمتها الأمامية وقشرتها وأكلتها وهي تومئ إماءات مضحكة . وظلت القردة تقوم بأدوارها ، والرجل يرمي الفول السوداني وراء ظهرها إلى أن أفرغ الكيس الكبير داخل القفص . وذهب الزوار ، فسأل القرد الصغير أمه : - لماذا تلقيت الفولات بفمك يا أمي ؟ فخورة بإنجازها ، قالت القردة : - لو اختطفتها بقائمتي ، هل كان الرجل سيواصل إلقاء لبفول داخل القفص ؟ فصاح القرد الصغير معجبا بأمه : - كم أنت عظيمة أيتها الأم . فأضافت القردة والدنيا لا تكاد تسعها : - الإنسان ، نوع من الحيوانات يظن نفسه شديد الذكاء لكنه لا يدري أننا نستطيع خداعه بسهولة نحن القردة . يا لبؤسك أيها الإنسان ... العبرة : كما تنظر الى الناس ينظر اليك
| |
|