الجزار ... يخدم لآخرته ولم يعد يخدمنا

قرأت ذات مرة هذه القصة وأحببت أن أسردها لكم من كتاب

(لا تحرج الموت الجميل).

يحكى.. عن شيخ تعود أن يشتري اللحم من قصاب معين ،وكان هذا القصاب يتحايل بشتى الطرق في أن يغش ليكسب بعض المال ، تارة يضع قطعة من الورق الثقيل ،أو بإضافة أجزاء غير صالحة للأكل ،مع التلاعب في الوزن ،فقد تعود الجزار على هذا الأسلوب مع كل زبائنه.وقد ساعدته الظروف على تكوين ثروة من المال الحرام.
ذهب القصاب إلى بيت الله الحرام وإستمع إلى بعض الدروس الدينية فشعر بالإثم العظيم الذي كان يرتكبه وقرر إصلاح حاله مع الناس وعقد العزم على ذلك.
فكر في طريقة تساعده على أن يعيد للناس ما أكله من حقوقهم دون أن يشعر أحد بذلك ، خاصة أن أغلب زبائنه معرفين . وكان يشعر بالسعادة الغامرة وهو ينفذ الفكرة التي هداه تفكيره لها ، وبعد أن تردد عليه الشيخ أكثر من مرة .توقف عن التعامل معه.وترك دكانه إلى محل آخر .
ذات يوم التقى القصاب مع الشيخ فسأله :-
-لماذا يا شيخنا تركت الشراء من دكاني ؟
رد عليه الشيخ:-
- أنني يا بني أختار المكان الذي يناسبني أكثر.
-هل رأيت ما يضايقك مني ؟
فقال الشيخ:-
لا ياأخي ، لقد انتهبت إلى أنك أصبحت تزيد في الوزن وتختار القطعة الجيدة للزبائن ،وترمي غير الصالحة ،فعرفت أنك أصبحت تخدم نفسك . وكنت في السابق ألاحظ أنك تضع قطعة حديدية تحت كفة الميزان فكنت أقول لنفسي هذا الرجل يأخذ من حسناته ويضيف لحسناتي.
ولكن بعد عودتك من بيت الله الحرام تغير الوضع .فقلت بيني وبين نفسي أنه الآن يخدم لآخرته ،ولم يعد يخدمنا . ولهذا تركت محلك ،وليس لي ما اقول لك إلا وفقك الله للصلاح.

لهذا أعزائي إذا رايتم أو تعاملتم مع أناس كهذه فاصبروا عليهم فبصبركم تزيدون حسناتكم ..وبنصيحتكم ترتفع حسناتكم أكثر وأكثر

» الجزار القاتل البرئ