أهلا وسهلا بك في موقع منتدى ومجموعة كنز المعرفة حيث المتعة والمعرفة ، يهتم الموقع بالقضية الفلسطينية والتنمية الشخصية وتطوير الذات من خلال مقالات وقصص ذات فائدة نرحب بمساهماتكم واقتراحاتكم
المنتدى: http://inof2200.gogoo.us
المجموعة: http://groups.google.com/group/info2200
للتواصل عبر الماسنجر : raed.2200@live.com
كنز المعرفة
أهلا وسهلا بك في موقع منتدى ومجموعة كنز المعرفة حيث المتعة والمعرفة ، يهتم الموقع بالقضية الفلسطينية والتنمية الشخصية وتطوير الذات من خلال مقالات وقصص ذات فائدة نرحب بمساهماتكم واقتراحاتكم
المنتدى: http://inof2200.gogoo.us
المجموعة: http://groups.google.com/group/info2200
للتواصل عبر الماسنجر : raed.2200@live.com
كنز المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع فلسطيني ثقافي بهتم بالشباب كما يهتم بالتنمية الشخصية وتطوير الذات
نتشرف بدعوتكم لزيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/info2200
عدد الرسائل : 1849 عدد نقاط العضو : 4089 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
موضوع: امرأةٌ تبعثُ أمّة الخميس مايو 20, 2010 12:59 am
كنتُ أتصفّحُ اليومَ كتابَ "أنفاس الرّبى" لـ "شرين النّجار" .. فَلَفَتَ نظري ذلك العنوان:
امرأةٌ تبعثُ أمّة
هذه المرأة اسمها ميسون .. والمكان: دمشق .. والزمان: يومٌ من أيّامِ سنة 607 هـ .. والمحنة: هجومُ الصّليبيينَ الغزاة كالطوفانِ يُدمّرُ كلّ من يقفُ أمامه .. محنتها: استشهادُ إخوانها الأربعة في جهادهم المقدّس
جمعت النساء اللاتي حضَرنَ يُواسينها ويُعزّينها، وقالت لهنّ: إنّنا لم نُخلَق رجالاً نحمل السيوف، ولكن ... إذا جَبُنَ الرّجال لم نعجز نحن عن العمل....!!! هذا والله شعري أثْمَنُ ما أملك، أنزلُ عنه قيداً لفرَسٍ تُقاتل في سبيل الله، لعلّي أحرّكُ به هؤلاء الأموات..!!
وأخذت المقصّ فجزّت شعرها وصنَعَ النساءُ صنيعها، ثمّ جلسنَ يُضَفّرنه لُجماً وقيوداً لخيلِ المعركة الفاصلة، لا يُضفّرنه ليوم زفافٍ أو ليلة عرس...!! وأرسَلْنَ هذه القيود واللجم إلى خطيب الجامع الأمويّ سبط ابن الجوزي، فحملها إلى الجامع يوم الجمعة، وقعد في المقصورة وحبسَ هذه اللّجم بين يديه والدموع تترقرق من عينيه، ووجهه ممتقعٌ شاحبٌ والناس يلحظون ذلك كلّه...
ثمّ قامَ وخطبَ خطبةً حروفها من نارٍ، تلذعُ أكبادَ من يسمعها وكلماتها سَجَر ... فكانت إحدى المعجزات البلاغية التي يهدر بها كلّ عصر مرة لسان محدّث، أو يمشي بها قلمٌ مُلهَم... كرامةٌ من الكرامات، وواحدةٌ من خوارق العادات، فحفظ الرواة منها جُمَلاً نقلوها إلى لسان الأرض، كان مما حفظوا:
" يا من أمَر دينهم بالجهاد حتى يفتحوا العالم ويهدوا البشر إلى دينهم فقعدوا حتى فتح العدوّ بلادهم وفتنهم عن دينهم...!!! يا أيّها الناس ...!! ما لكم نسيتم أمر دينكم، وتركتم عِزّتكم، وقعدتم عن نصر الله فلم ينصركم... وحسبتم أنّ العزّة للمُشرك، وقد جعلَ الله العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين..؟؟؟!!!
يا ويحكم ...!!! أما يؤلمكم زيُشجي نفوسكم مرأى عدوّ الله وعدوّكم يخطو على أرضكم التي سقاها بالدماء آباؤكم، يُذلّكم ويستعبدكم وأنتم سادة الدنيا..؟!! أما يهزّ قلوبكم ويُنمّي حماستكم أنّ إخواناً لكم قد أحاطَ بهم العدوّ وسامهم ألوان الخَسْف..؟ أما في البلد عربي ..؟ أما في البلد مسلم ..؟ أما في البلَد إنسان ..؟!!
العربيّ نصرُ العربيّ، والمسلم يُعين المسلم، والإنسانُ يرحمُ الإنسان... من لمْ يهبّ لنصرة إخوانه لا يكون عربياً ولا مسلماً ولا إنساناً ...!!! أفتأكلونَ وتشربونَ وتنعمونَ وإخوانكم هناكَ يتسربلونَ باللهبِ ويخوضونَ النّارِ وينامونَ على الجمر...؟؟!!
يا أيّها الناسُ إنّها قد دارت رحى الحرب .. ونادى منادي الجهاد .. وتفتّحت أبوابُ السّماء، فإنْ لم تكونوا فرسانَ الحربِ فأفسحوا الطريقَ للنساء يدرن رحاها، واذهبوا فخذوا المجامرَ والمكاحلَ... يا نساءً بعمائم ولحى...!!!
أولاً ... فإلى الخيولِ، وهاكم لُجمها وقيودها. يا ناس ...! أتدرونَ ممّ صُنِعتْ هذه اللّجم والقيود...؟؟ لقد صنعتها النساءُ من شعورهنّ، لأنّهنّ لا يملكنَ شيئاً غيرَه...!!! هذه والله ضفائر المخدّرات التي لم تكن تُبصرها عينُ الشمس صيانةً وحِفظاً .. قطعْنها لأنّ تاريخَ الحبّ قد انتهى وابتدأ تاريخُ الحربِ المقدّسة .. الحربُ في سبيل الله. وفي سبيل الأرضِ والعِرض... فإذا لم تقدروا على الخيول تقيّدونها بها فخُذوها فاجعلوها لكم ذوائبَ وضفائر .. إنّها من شعورِ النّساء ... ألم يبقَ في نفوسكم من شعور ...؟؟!!
وألقاها من فوقِ المنبرِ على رؤوسِ النّاس .. وصرخ:
"تصدّعي يا قُبّةَ النّسرِ ،،، وميدي يا عُمُدَ المساجد ،،، وانقضي يا رجوم ،،، لقد أضاعَ الرّجالُ رجولتهم "
فصاحَ النّاسُ صيحةً ما سُمِعَ مثلُها..!! ووثبوا يطلوبنَ الموتَ، فجاءَ النّصرُ المُبينُ على يد امرأةٍ واحدة أيقظت أمّة نائمة...!!
إنّ قعودنا عن الدعوة والتبليغ ما هوَ إلا رصاصةٌ غادرةٌ نوجّهها إلى صدورِ إخواننا العارية .. وإنّ إثارنا تربية العيالِ وجمع الأموالِ ، على بذلِ الأوقاتِ والبِشارةِ والنّذارة، لهوَ أعظمُ يد عونٍ نُقدّمها لعدوّهم .. وإنّ اعتزالنا في خلوات التعبّد وإيثار السلامة عن غشيان الخلق والأخذ بنواصيهم إلى طريقِ الله لهيَ بذورُ محنةٍ جديدةٍ نزرعها ليجني لظاها إخواننا المعذّبون