أهلا وسهلا بك في موقع منتدى ومجموعة كنز المعرفة حيث المتعة والمعرفة ، يهتم الموقع بالقضية الفلسطينية والتنمية الشخصية وتطوير الذات من خلال مقالات وقصص ذات فائدة نرحب بمساهماتكم واقتراحاتكم
المنتدى: http://inof2200.gogoo.us
المجموعة: http://groups.google.com/group/info2200
للتواصل عبر الماسنجر : raed.2200@live.com
كنز المعرفة
أهلا وسهلا بك في موقع منتدى ومجموعة كنز المعرفة حيث المتعة والمعرفة ، يهتم الموقع بالقضية الفلسطينية والتنمية الشخصية وتطوير الذات من خلال مقالات وقصص ذات فائدة نرحب بمساهماتكم واقتراحاتكم
المنتدى: http://inof2200.gogoo.us
المجموعة: http://groups.google.com/group/info2200
للتواصل عبر الماسنجر : raed.2200@live.com
كنز المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع فلسطيني ثقافي بهتم بالشباب كما يهتم بالتنمية الشخصية وتطوير الذات
نتشرف بدعوتكم لزيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/info2200
عدد الرسائل : 1849 عدد نقاط العضو : 4089 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
موضوع: غلاء المهور والتجارة المربحة الإثنين يونيو 21, 2010 7:00 am
حدد الدين الاسلامي طبيعة العلاقات بين البشر , ومن هذه العلاقات ما يربط المرأة بالرجل من أجل التناسل وقف عقد شرعي يحدد الطريقة التي تربط بين الطرفين . ويقول الله تعالى : " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" . وعند التدبر نرى ان المودة و الرحمة هي نتاج هذا الارتباط المقدس بين الجنسين .
وهنا أتطرق الى الرحمة , الرحمة يا أمة على أبناء المسلمين , فعندما يهُُم اي شخص بالزواج اول ما يتطرق إلى ذهنه المهر الذي يشكل عبئا كبيرا أمام تاسيس عائلة و لا سيما ان المقبلين على الزواج تكون خطاهم قد بدأت للتو بالانتاج , ولكن للأسف صار المهر مسالة برجوازية ومفهموم مغلوط لدى الناس . ولا نـُخفي حقيقة ان بعض ولاة أمر النساء يتصرفون بهذا المهر إن لم يكن كله فغالبيته , ولا تحظى المرأة الا بالقليل من ذلك , فصارت هذه المسألة يـُتاجر بها واصبحت تجارة مربحة لدى الكثيرين .
هنا أطرح تساؤلا هاما , هل يتم تثمين بنات المسلمين وفقا للمهر وقيمته ؟؟ هل بنت فلان اذا طلبت مهرا اضعاف مهر بنت أخرى تكون أعز منها مقام و مقدرة ؟؟ فهل أصبحت المرأة سلعة يتجر بها منها البضاعة الكاسدة التي يــُطلب من أجلها القليل , ومنها بضاعة أصلية أخذت شهادة المواصفات الآيزو لكي تــُلبس من رأسها الى أخمص قدميها بالذهب و الحرير ؟؟
سمعت مرة تفسير تافه لهذه المسالة وهو أن المهر يعبر عن عادات عريقة تعكس احترام الطرف الآخر أمام ألسن الناس , فالجارة الفلانية للعروس ستبدأ بتحريك اللسان ونشر قيمة المهر المطلوب , وهذا هام جدا من أجل حفظ سمعة عائلة العروس الحبيبة , ويرفع من قدر العريس أيضا في عين الحما و الحماة .
مسخرة ما بعدها مسخرة , متى صارت سمعة الانسان تــُقاس وفقا للمجاملات التافهة و الألوف بل عشرات الألوف من الدنانير التي تــُغدق بها العروس ؟
وهنا نقطة بالغة الاهمية , عندما يتشرط أهل العروس على العريس بشقة مفروجة و أثاث مــُفتخر و مهر مقدمه و مأجله الالوفات و ذهب وغير ذلك , هل نسيوا ان هذا الرجل سيعيش مع ابنتهم المصونة وفق رزق الله تعالى و توفيقه ؟؟ فالله يقلب الاحوال , يوم لك ويوم عليك , فربما ولعل تمر أيام عجاف على هذا الرجل لا يستطيع توفير ما تشتهيه النفس , وأيضا لعلها تمر ايام رزق وفير توفر له و لأسرته حياة كريمة .
الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " أقلكن مهرا أكثركن بركة " فأين تطبيق المسلمين لحكم الرسول الذي هو أسوة للمسلمين من رجال و نساء ؟؟ حديث واضح وصريح ان المرأة لا تكون مباركة بكثرة المهر . بل العكس هو المفهوم قطعا , فهل هذا يجوز يا ابناء المسلمين ؟؟؟
الألفة و المحبة لا تــُشترى بالنقود و المادة , بل هي علاقة تربط طرفين جعلت من روح المرأة و الرجل جزءا واحدا , وتسكن انفاسهم سكن الطمأنينة و المحبة على أساس الألفة و المودة لا الذهب و الفضة . وقد حث الدين الاسلامي على من يخاف الله وذات الدين من النساء و الذين يتقون النساء من الرجال .
ولا أظن أن الرفق بالقوارير يكون وفق المال و الذهب و الألماس , بل هو الرفق بالقوارير بطبيعتهم الانسانية , الرفق عند الخطا , وخفض جناح الرحمة , وتفهم الطرف الآخر , بذلك هذه القارورة لن تــُكسر أبدا , بل ستكسر لا محالة اذا كان البيت يغرق بالذهب و الاموال ولكن يفتقر للمحبة المتبادلة .
أذكر مرة أن رجلا جاء بصحبة ابنته الى عيادتي , وتبين أن ابنته تعاني من التهابات في عصب الاسنان في أكثر من سن , ولكنها كانت تعاني من التهاب شديد في سن هو الذي حملها على الحضور . وقلت لأبيها ان من الضروري معالجة كل أسنانها بدون انتظار , فهي لم تبلغ من العمر الخامسة عشرة , واذا لم يتم معالجة الاسنان سيؤدي ذلك الى آلام حادة كل أسبوع , وستعاني من ضعف جسدي بسبب الالتهابات التي ستتكرر دوريا كل أسبوع , ولكن جاءني جوابه كصاعقة مؤلمة حيث قال : " أنا مــُش مجبور باسنانها , لما ييجيها العريس يساويلها اسنانها "
يعني أتساءل هنا : ما هي طبيعة علاقة هذه البنت بأبيها ؟؟ أين الحب الفطري الأبوي الذي يجب ان يكون مزروعا في قلبها وفق حنان الاب و رعايته ؟؟
المهم تجرعت هذه الكلمة , وبدأت فورا بعلاج أسنانها كلها , ولاحظ الاب ان الوقت يمر ولكني لم أنتهي بعد , بعد أن انتهيت قلت له : " قمت بمعالجة جميع الاسنان التي تعاني منها , وأجري على الله لن أطالبك بشيء بدون نفس , ولكن ما تخلفوا و تزتوا" , طبعا توقعت أن يثور الرجل في وجهي غضبا , ولكني دائما أقول ما يدور في خلدي إن كان حقا ومحبوسا بمرارة , ولكنه صمت ولم يعلق , وبعد يومين أتتني ابنته تدفع كلفة العلاج كاملة .
هذه الحادثة تدل على مفاهيم مغلوطة وناقصة لدى البعض بأن البنت عبارة عن بضاعة غير مربحة وغير منتجة لأنها ستخرج الى بيت غير البيت الذي وُلدت فيه , ولكن مع ذلك يتم تسعير هذه البنت عند الحديث عن المهر , فتصبح هذه البنت " حبيبة أبوها و غالية ومهرها غالي , والغالي بسوا غالي " نفاق و العياذ بالله .
هنا أختم قائلا : الرحمة بأبناء المسلمين , ويجب ان نتقي الله في بناتنا , و أن لا نجعل منهم سلعة نــُتاجر بها , ولكن هذا لا يعني عدم إكرام المرأة و إلباس المرأة الجميل من الثياب و الذهب و إسكانها مُسكنا يُريحها ويجعل منه ملاذ الراحة و بيت زوجية يحفظ مكانتها , ولكن الرأفة مطلوبة , والصحبة الطيبة لا تُقاس بكثرة الذهب و المال , بل بالمحبة و العشرة الطيبة.