یروى أنھ في الأیام الأولى لتولي محمد الفاتح(رحمھ الله) الملك بعد موت أبیھ ، ثارت المشاكل في وجھھ ، وكان صغیر السن ،لم یتجاوز الثالثة والعشرین من عمره ، وظن الناس أنھم یستطیعون التلاعب بھ . فبدأ الولاة في أثار المشاكل رغبة في الاستقلال فكانوا یجسون النبض لیروا قدرة الخلیفة الجدید على ضبط الأمور. وبدأ جیران الدولة وأعدائھا في الخارج یثیرون الزوابع لیرون إن كان قد حان الوقت لیقتطعوا بعض الأجزاء من الدولة العثمانیة ویضموھا إلى دولھم أم لا.
وبعض المشاكل أثارھا ضعاف النفوس ممن یرغبون في الحصول على عطایا ومنح السلطان وغیرھا الكثیر .و كان السلطان یناقش ھذه المسائل مع وزیره باستمرار، وفي إحدى جلسات النقاش الحامیة اقترح الوزیر على السلطان أن تُرتب ھذه المشاكل حسب أولویتھا كي یشرع السلطان في معالجتھا واحدة تلو الأخرى.
ھنا قال السلطان كلمة شدیدة القوة والعجب قال : وھل سأقضي عمري كلھ في حل المشاكل ؟؟؟ أعطوني خرائط القسطنطینیة
الحصن الذي قھر كثیر من الملوك والسلاطین ، وبدأ بالفعل في تجھیز الأمة لھذه الغایة النبیلة ، وتحقق الحلم وتبخرت مشاكلة الآنیة أمام تیار عزمھ وھدفھ الكبیر.
ومن ھذا الموقف نتعلم أن: الھدف الكبیر یقضي على المشكلات الصغیرة والغایة النبیلة تسحق ترھات الأیام.والعظمة تجلب معھا جیشا یأسر دناءة الھمة وصغر الطموح ، ومشاكل الحیاة العادیة.
ھذه سنیة كونیة ، فبقدر الطموح یھب الله القوة والقدرة ، فإذا ما ارتضى المرء منا لنفسھ أن یكون كبیراً فسیھب الله لھ عزیمة الأبطال ، وقوة البواسل وستُسحق المصاعب التافھة من تلقاء نفسھا تحت قدم ھمتك العالیة.أما الغارق في السفاسف فھمتھ ھمة فأر یضج نومھ صدى ھنا ، أو طرقة ھناك. وتأسره مصیدة تافھ تحوي قطعة جبن فاسدة.