Admin Admin
عدد الرسائل : 1849 عدد نقاط العضو : 4089 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
| موضوع: أرجوكم (مَسِّدُونَا) .أو (مَسِّجُونَا): كلمني .شكراً! د. حمدي شعيب الخميس فبراير 17, 2011 8:37 am | |
| (في أحد مصانع الصابون اليابانية أُسقِطَ في يد الإدارة العليا؛ من هذه المشكلة العويصة التي أحرجتهم، وهددت سمعة المنتج!!!؟. فما هي تلك المشكلة؟!. إنها ببساطة اختلاط الصناديق الفارغة بغيرها الممتلئة؛ أثناء مرورها على سير الشحن الآلي من المصنع إلى حاويات التوزيع الخارجي؟!. فقامت الإدارة على الفور بتكليف لجنة عليا متخصصة لدراسة المشكلة، وبعد عدة أشهر استحدثت جهازاً مكلفاً يكشف بالليزر، ويحدد الصناديق الفارغة المراد التخلص!؟. وحلت المشكلة على مرحلتين؛ المرحلة الأولى يتعرف فيها الجهاز على الصناديق الفارغة، والمرحلة الثانية يقوم مجموعة من العمال بالتخلص من هذه الصناديق المزعجة!!!؟. وبعد أن تم تركيب هذا الجهاز بعدة أيام؛ نما إلى علم الإدارة خبراً أصابهم بالخجل والإحراج؛ فهناك عامل متواضع يعمل على السير، في إحدى الوحدات الأخرى؛ قد آلمته تلك المشكلة؛ فتقدم وبمبادرة شخصية منه؛ فقدم لوحدته جهازاً مجانياً وعملياً، وبسيطاً وهو أن يوجهوا إلى هذه الصناديق أثناء حركتها على السير؛ مروحة قوية تتطاير ببساطة وسهولة أمامها هذه الصناديق الفارغة المزعجة؛ فتكشفها وتتخلص منها في نفس اللحظة؟؟؟!!!).
ترجيعات ... وذكريات!؟:
قرأت هذه الحادثة بحسرة في أحد أعداد مجلة (الإبداع الإداري)؛ وهاجت في نفسي هذه الترجيعات الشجية، على أوتار ملفات التاريخ الندية!؟.
حيث تذكرت الحبيب صلى الله عليه وسلم؛ وكيف كان يمارس أبرع فنون الاتصال الإداري مع القواعد!.
وتأمل كيف أخذ برأي الحباب بن المنذر رضي الله عنه يوم بدر؛ عندما خرج (رسول الله صلى الله عليه وسلم يبادرهم إلى الماء حتى جاء أدنى ماء من بدر نزل به. قال ابن إسحاق: فحدثت عن رجال من بني سلمة أنهم ذكروا أن الحباب ابن منذر بن الجموح قال: يا رسول الله أرأيت هذا المنزل؛ أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟!. قال: بل هو الرأي والحرب والمكيدة!. قال: يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل؛ فامض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم؛ فننزله ثم نغور ما وراءه من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب و لا يشربون!. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لقد أشرت بالرأي). [سيرة ابن كثير]
وقصة الخندق معلومة؛ حيث كانت فكرة سلمان الفارسي رضي الله عنه!.
ملاحظات ... وتساؤلات!؟:
ثم إنني عندما أعدت قراءة هذه الحادثة؛ وتأملت أحوال الكثير من المؤسسات؛ كما ينقلها إليَّ بعض منتسبيها؛ فترجمت ترجيعاتي في صورة هذه التساؤلات الحائرة:
1-إلى متى ستظل حبال الاتصال معطلة؛ بين الإدارة العليا، وبين القواعد من العمال البسطاء؟!.
2-وإلى متى ستظل الفجوة بين أهل القمة، وبين أهل القاع؟!.
3-إلى متى سيهمل رأي أهل الخبرة؛ حتى وإن تواضع مركزهم، ويتقدم عليهم أهل الثقة؟.
4-إلى متى تظل إدارة الأزمات المؤسسية بالطرق المركزية المعقدة؟!.
5-كم من وقت يضيع، وكم من تكاليف تهدر، وكم من مواهب مغمورة لا تجد من يكتشفها؟!.
6-كم من جهود تبذل وتفتقد من يقدرها، وكم من حلول بسيطة وعملية لأعقد المشاكل الإدارية تتوه إما بسبب التجاهل أو بسبب التجهيل؟!.
7-كم من علاجات لأخطر الظواهر السلبية المؤسسية تتفلت؛ وذلك بسبب هذا الغول المرعب، والذي يجثم على الصدور؛ وهو سوء الاتصال بين الوحدات المؤسسية، وغياب التواصل بين القيادات والقواعد؛ فكان الحصاد المر؛ هو ظاهرة الترهل الإداري؛ الذي من أخطر مظاهرها؛ غياب التنسيق بين الوحدات، وكثرة النقد، و...؟؟؟!!!.
8-حتى متى ستفتقد بعض المؤسسات العمل بروح الفريق؟!.
9-لماذا أصبح السائد في هذه المؤسسات هو إجادة مهارات العزف المنفرد؟!.
صديقاي ... يؤانساني!؟:
وعندما انتهت هذه التساؤلات؛ لم تنتهي معها تعليقات أصدقائي حول إشكالية سوء الاتصال الإداري!؟.
فسألت محوقلاً عن السبب؛ فتمتم رفيقي الظريف الذي بجواري؛ والذي يعاني من هذه الإشكالية داخل مؤسسته، وقال في تهكم: (هل صحيح أن الشبكة وقعت عندهم؟؟؟!!!).
فضحك الحضور، من المرارة التي أثارها هذا المزاح البريء؛ وذلك عندما علّقَ صديق آخر في مؤسسة أخرى: (يا أخي الحبيب (الرِّوِشْ)؛ ليت هؤلاء السادة العظام عبَّرونا؛ ولو حتى (مَسِّدُونَا) أو (مَسِّجُونَا): كلمني ... شكراً!!!؟؟؟).
استدراك وتنويه بريء:
(مَسِّدُونَا) أي ذكرونا بأي (Missed Call)!؟.
و(مَسِّجُونَا) أي عَبَّرونا بأي (Message)!؟.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . | |
|