عشق فلسطين فجاهد لأجلها ...قصة اسير

عاش الأسير المجاهد منير عبد الله مرعي في الأردن ، وتربى تربية إسلامية من خلال تردده على المساجد في نفس الحي الذي كان يسكن فيه داخل مدينة الزرقاء . انهى دراسته الثانوية كما واهتم بصحته الجسدية بالرياضة كما غذى عقله بالقرآن الكريم. اهتم بالكاراتيه منذ صغره و تربى على قول الله تعالى في (وأعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) .

( اللهم استخدمني ولا تستبدلني ) هذا الدعاء الذي كان على لسان منير ، مستاء مما يحدث في بلده الغالي ،وعما يحدث من مجازر في البوسنة والهرسك. فكان يقول حينها ( كم تمنيت لو كان لي توأم كي يذهب أحدنا إلى فلسطين والآخر إلى البوسنة ).

التحق منير بجامعة البوليتكنيك في الخليل بتخصص نظم معلومات عام 1998وسرعان ما التحق بصفوف الكتلة الإسلامية وكان نشيطاً في صفوفها، يقوم على خدمة الطلبة ومساعدة المحتاج منهم وحل مشاكل الطلبة الأكاديمية .
كان منير ومجموعته ينوون مهاجمة أحد الحواجز الصهيونية إلا أن اعتقال منير لدى السلطة قد أدى إلى تأجيل تنفيذ العملية. وعند انطلاق انتفاضة الأقصى المبارك وقصف العدو الصهيوني للسجون بغية قتل المعتقلين بداخلها أطلق سراح منير. وفور إطلاق سراحه بدأ منير بتنظيم الشباب وتدريبهم على السلاح وشكل مجموعته القسامية مجموعة الشهيد عباس العويعي التي ضمت كلاً من منير مرعي وطارق دوفش وفادي دويك .

قرر منير اقتحام مغتصبه اداورا لينفذ بداخلها عمله. طلب من فادي دويك وطارق دوفش مراقبة المغتصبة لعدة أسابيع. وبعد أسابيع طويلة قرر مرعي أن ينفذ العملية بعدما رأته إحدى المستوطنات وهو يراقب المغتصبة قبل التنفيذ و استفادوا من شهادتها فيما بعد أثناء المحاكمة.

قبل فجر 27/4/2002 م بعدة ساعات دخل المجاهدون الثلاثة المغتصبة ونفذوا العملية بنجاح ، وأسفرت عن قتل خمسة مغتصبين وجرح ثلاثة عشر واستشهاد المجاهد طارق دوفش الذي رفض الانسحاب من المغتصبة ،وأصر على مواجهة القوة العسكرية التي حضرت إلى المكان بالمروحيات قائلاً ( أنا ما أتيت إلى هنا كي أعود , أنا أتيت إلى هنا كي أستشهد), فيما اعتقل المجاهد فادي دويك بعد العملية بشهر واحد .

روى بعض أهل مدينة الخليل أن جنود الاحتلال كانوا يحملون صورة منير على الحواجز ويحذرون الناس من التستر عليه . بقي منير مطارداً لمدة سنة كاملة. كان ينام في مآذن المساجد في الشتاء القارص وفي البنايات التي كانت قيد الإنشاء وفي الأبنية المهجورة وفي كهوف الجبال وعلى اظهر المخازن.

وفي 2/4/2003 داهمت القوات الخاصة فجراً منزلاً كان يتواجد فيه منير وأحد مساعديه واعتقلتهم بطريقة مفاجأة ومباغته علماً أن منير حاول الهرب لكن كثافة الجنود المحيطين بالمنزل حالت دون ذلك لتضاف إلى لائحة تضم 70 اتهاما وهي تهمة محاولة الهرب لحظة الاعتقال .
عانى منير الأمرين في التحقيق لمدة 110 يوما تعرض فيها لشتى أنواع التعذيب وأدت إلى نقص وزنه بشكل حاد وملحوظ.

حكم على مجاهدنا البطل 5 مؤبدات ، وقبل أن ينطق القاضي بالحكم قال موجهاً حديثه إلى منير : انتم قتلة مجرمون وإرهابيون تقتلون الأطفال والأبرياء. فهب المجاهد منير مرعي كالأسد الهصور وخاطب القاضي الصهيوني : نحن قتلة وإرهابيون ؟؟؟ بل انتم القتلة والإرهابيون وقتلة الأطفال الرضع .. انتم من قتل محمد الدرة وإيمان حجو ... انتم من تقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ... انتم من يقتلع الزيتون .....