بسمة حويج .. شاهد على جريمة
فقدت والدها و3 من أشقائها
صفحة الارهاب الصهيوني
========================
www.facebook.com/Terrorism2012========================
لم تكن بسمة حويج، ابنة الخمسة عشر عاماً، تتخيل عندما عادت إلى منزلها، أنها لن تجد الكثير من عائلتها، ومعهم بيتها الذي احتضن سنوات حياتها، بعد تحول إلى كومة من الدمار، قضت على أحبتها.
إنه أول أيام حرب الفرقان، السابع والعشرين من كانون أول عام 2008، لا يمكن أن يُمحى من الذاكرة، مهما مرت السنوات، ففيه فقدت والدها وثلاثة من أشقائها، وإصابة الآخرين . في ذلك اليوم عادت بسمة من مدرستها لتجد منزلها وقد تحوّل إلى ركام.
قصف الاحتلال المدمر الذي عاشته بسمة خلال رحلة إيابها من مدرستها بغزة طال المنزل وتسبب في تدميره بشكل كلي وانهياره على من تصادف وجودهم بداخله من أبناء العائلة لحظة القصف.
مشاهد لا تنسى
بمرارة وألم تقول حويج : "لا يمكن أن أنسى تلك اللحظات .. عدت وأنا مرعوبة من أصوات القصف التي كانت تدوي في مكان، على أمل أن أجد الأمان في منزلي وبين أحضان أسرتي، لأجد المنزل كومة ركام، وحوله العشرات يتجمهرون".
وأضافت "لم يخطر ببالي ولو للحظة انني سأفقد أبي (جابر حويج 46 عاماً) وثلاثة من أشقائي ... كنت أتمنى أن يقتصر الامر على الدمار الذي لحق بمنزلنا لكن الكارثة التي حلت بمنزلنا لكن الكارثة التي حلت كانت اكبر من كل تصوراتي".
اغرورقت عينا بسمة، بالدموع، وهي تتذكر لحظات مشاهدتها جثامين والدها وأشقائها داخل احد المنازل القريبة من منزلهم المدمر . وقالت :" كل الكلمات وكل اللغات لا يمكنها ان تعبر عن مشاعري في تلك اللحظة ولا عن مشاعري كلما تذكرت ذلك المشهد".
مشاعر غضب
مزيج من الغضب يعتمل داخل نفس بسمة ولا يزال يتملكها حتى الآن بعد هذه الجريمة، التي لا تزال تسأل نفسها لماذا أقدم الاحتلال على اقتراف هذه الجريمة، لماذا اغتال براءة الأطفال؟.
كانت عائلة حويج تحيا حياة بسيطة وجميلة لكن فقدان رب العائلة وثلاثة من ابنائه جعل من واقع هذه الاسرة واقعا مرا وبالغ الصعوبة، وهو ما أوضحته بسمة قائلة: "حياتنا قبل قصف منزلنا كانت حياة جميلة، كنا اسرة عادية، كنا سعداء رغم فقرنا، كان أبي يعمل ويصل الليل بالنهار ليوفر لنا كل احتياجاتنا".
معاناة التشرد
ولا تقتصر معاناة الناجين من أبناء عائلة حويج على فقدان الأب وثلاثة من ابناء العائلة فقط, فالقصف الذي دمر منزل العائلة حول افرادها الى مشردين بلا مأوى لفترة طويلة.
تقول بسمة: "تسبب القصف في تدمير منزلنا كليا، تنقلنا منذ ذلك الوقت بين عدد من المنازل المؤجرة .. لم نذق طعم الاستقرار منذ قصفت طائرات الاحتلال منزلنا .. حياتنا اختلفت بشكل كلي منذ وفاة ابي واخوتي. لم تدخل الفرحة بيتنا لاننا باستمرار نشعر بان شيئا ما ينقصنا. لم تكن حياتنا قبل القصف مثالية لكننا كنا سعداء . بيتنا كان كبيرا وابي كان حنونا يهتم بنا ويرعانا".
تراجع وتحدي
وإثر الحادث المأساوي، تراجع مستوى بسمة الدراسي خلال العامين التاليين وهي التي اعتادت على مراجعة دروسها وكتابة واجباتها المدرسية بمساعدة والدها، وفي ظل تشجيعه وتحفيزه لها على التفوق، عدا عن أن هدم المنزل وتشريد أفراد العائلة افقدهم ايضا الاستقرار.
وقالت "كان أبي يدعمني باستمرار وكان يشجعني دوما لأكون متفوقة واتقدم دراسيا. كان يساعدني في مراجعة دروسي بكتابة واجباتي وعندما فقدته تراجع مستواي الدراسي .. كنت كلما افتح كتابا لأدرس اتذكره وابكي. لم يكن لدي قدرة على التركيز لكنني بتشجيع من أشقائي وأمي عدت مؤخرًا لما كنت عليه من تفوق".
في الآونة الأخيرة تحدت بسمة واقعها لتعود لتألقها، وقالت: "أنا الآن أدرس جيدا ومصرة على التفوق والحفاظ على مستواي ليكون ابي سعيدا وراضيا عني. سأفعل كل ما بوسعي واجتهد لأكون كما كان دوما يريدني ان اكون".
ذكريات مرة
ويقول محمود حويج 25 عاما أحد أشقاء بسمة الذين نجوا من القصف: "بعد استشهاد والدي مباشرة انا واخوتي سويا .. أذكر جيدا تعابير بسمة وهي تردد بذهول وبصوت باك : لقد قتلوا بابا . لمن سأقول بابا؟ في تلك اللحظة شعرت بالعجز والألم، وشعرت أيضًا بالخوف مما هو قادم. أحاول جاهدًا أنا وشقيقي الأكبر أن نسد جزءا من الفراغ الذي خلفه موت ابي لكن الامر لم يكن سهلا".
وأضاف "ما واجهناه كأسرة صعب للغاية .. نحن نتحدث عن فقداننا الأب والمسؤول الأول عنها، وفقدان ثلاثة اشقاء، وفقدان المأوى. ما واجهناه لا يوصف لكننا صابرون وسنصمد وسنعمل دوما على تحقيق امال والدنا واحلامه. كان يريد لنا الافضل والافضل هو ما سنسعى للوصول اليه رغم كل الصعوبات ورغم آلام الفراق".
تعتقد بسمة واشقاؤها ان تجاهل ما حدث هو السبيل الامثل ليواصلوا حياتهم لكنهم في ذات الوقت يدركون حقيقة ان جرحهم سيظل مفتوحا وانهم ابدا لن ينسوا ما جرى ."كلما تذكرنا الحادث كلما اصبح الالم اكبر لذلك نحاول جاهدين ان نتجاهل ما جرى رغم يقيننا بان جرحنا لن يتوقف يوما ما عن النزيف".
لا يزال الغضب يعتمل داخل بسمة وهي تسأل لماذا قتلوا أبي؟ لماذا قتلوا أخوتي؟ لماذا دمروا منزلنا وشردونا؟ وتبدي تصميماً أنها كما كل فلسطيني حر لن تغفر ولن تنسى.
=========================
شاركنا وكن معنا في فضحة السياسية الصهيونية