ثقتي بنفسي..كيف أبنيها؟
إعداد: سندس كيالي
الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد الثقة مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين تعرف أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم ناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم..
انعدام الثقة في النفس
ماذا تعني كلمة نقص أو انعدام الثقة في النفس؟ إننا غالباً ما نردد هذه الكلمة أو نسمع الأشخاص المحيطين بنا يرددون القول"إنهم يفتقرون إلى الثقة بالنفس"!
إن عدم الثقة بالنفس سلسلة مرتبط بعضها ببعض تبدأ:
أولاً: بفقدان الثقة بالنفس
ثانياً: الاعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفك وسلبياتك
ثالثاً: القلق بفعل هذا الإحساس والتفاعل معه.. بأن يصدر عنك سلوك أوتصرف سيئ أو ضعيف لا يمت إلى شخصيتك أوأسلوبك وهذا يؤدي إلى:
الإحساس بالخجل من نفسك.. وهذا الإحساس يقودك مرة أخرى إلى نقطة البداية..
وهي انعدام الثقة بالنفس وهكذا تدمر حياتك بفعل هذا الإحساس السلبي تجاه نفسك وقدراتك.. لكن.. هل قررت التوقف عن جَلْد نفسك بتلك الأفكار السلبية التي تعد بمثابة موت طاقاتك ودوافعك موتاً بطيئاً ؟ إذا اتخذت ذلك القرار بالتوقف عن إيلام نفسك و تدميرها.. ابدأ الخطوة َالأولى...
تحديد مصدر المشكلة:
أين يكمن مصدر هذا الإحساس؟ هل كان ذلك بسبب تعرضي لحادثة وأنا صغير كالإحراج أو الاستهزاء بقدراتي ومقارنتي بالآخرين؟ هل السبب أنني فشلت في أداء شيء ما.. كالدراسة؟ أو أن أحد المدرسين أو أحد رؤساء الأقسام في العمل قد وجه لي انتقاداً جارحاً أمام زملائي؟ هل للأقارب أو الأصدقاء دور في زيادة إحساسي بالألم؟ أما زال هذا التأثير قائماً حتى الآن؟ أسئلة كثيرة حاوِلْ أن تسأل نفسك وتتوصل إلى الحل.. كن صريحاً مع نفسك.. لا تحاول تحميل الآخرين أخطاءك، كي تصل إلى جذور المشكلة الحقيقية لتستطيع حلها، حاول ترتيب أفكارك استخدم ورقة وقلماً واكتب كل الأشياء التي تعتقد أنها ساهمت في خلق مشكلةِ عدمِ الثقة بنفسك، تعرف إلى الأسباب الرئيسية والفرعية التي أدت إلى تفاقم المشكلة.
البحث عن حل:
بعد أن توصلت إلى مصدر المشكلة.. ابدأ البحثَ عن حل.. بمجرد تحديدك المشكلةَ تبدأ الحلول قي الظهور.. اجلس في مكان هادئ وحاوِرْ نفسَك، حاول ترتيب أفكارك.. ما الذي يجعلني أسيطر على مخاوفي وأستعيد ثقتي بنفسي؟
مثلاً: إذا كان الأقارب أو الأصدقاء طرفاً أو عاملاً رئيسياً في فقْدِك الثقة..حاول أن توقف إحساسك بالاضطهاد لا لأنه توقف، بل لأنه لا يفيدك في الوقت الحاضر ويسهم في هدم ثقتك بنفسك ويوقف قدرتك على المبادرة بالتخلص من عدم الثقة. أقنع نفسك وردد:
من حقي أن أحصل على ثقة عالية بنفسي وبقدراتي.
من حقي أن أتخلص من هذا الجانب السلبي في حياتي.
ثقتك بنفسك تكمن في اعتقاداتك
في البداية احرص على أن لا تتفوه بكلمات يمكن أن تدمر ثقتك بنفسك.. فالثقة بالنفس فكرة تولدها في دماغك وتتجاوب معها، أي أنك تخلق الفكرة سلبية كانت أم إيجابية وتغيرها وتشكلها وتسيرها حسب اعتقادك بنفسك.. لذا تَبَنَّ عبارات وأفكاراً تشحنك بالثقة وحاول زرعها في دماغك.
انظر إلى نفسك كشخص ناجح واثق واستمع إلى حديث نفسك جيداً واحذف الكلمات المحملة بالإحباط، إن ارتفاع روحك المعنوية مسؤوليتك وحدك فحاول دائماً إسعاد نفسك.. اجعل الماضي بكل ما يحمله من محبطات ينتهى.. وأنت قادر على العفو والصفح اغفر لأهلك.. لأقاربك.. لأصدقائك.. اغفر لكل من أساء إليك لأنك لست مسؤولاً عن جهلهم وضعفهم الإنساني.
ابتعد كل البعد عن المقارنة أي لا تسمح لنفسك ولو من قبيل الحديث فقط أن تقارن نفسك بالآخرين.. حتى لا تكسر ثقتك بقدرتك وتذكر أنه لا يوجد إنسان عبقري في كل شئ.. ركّز على إبداعاتك وعلى ما تعرف فقط اجعله يبرز ويطفو ويظهر للآخرين، حاول تطوير هواياتك الشخصية.. وكن ما تريده أنت لا ما يريده الآخرون.. من المهم جداً أن تقرأ عن الأشخاص الآخرين وكيف قادتهم قوة عزائمهم إلى أن يحصلوا على ما أرادوا.. اختر لنفسك مثلاً أعلى وادرس حياته وأسلوبه.
بنك الذاكرة:
يقودنا النقص الزائد في الثقة بالنفس مباشرة إلى ذاكرة غير منتظمة فالعقل أشبه ما يكون بالبنك، إنك تودع يومياً أفكاراً جديدة في بنكك العقلي وتنمو هذه الودائع وتكوِِّن ذاكرتك …حين تواجه مشكلة أو تحاول حل مشكلة ما، فإنك ترجع إلى بنك ذاكرتك متسائلاً: ما الذي أعرفه عن هذه القضية ؟.. ويزودك بنك الذاكرة منك أوتوماتيكياً بمعلومات متفرقة تتصل بالموقف المطلوب ..ومن ثم فإن مخزون ذاكرتك هو مادة أفكارك الجديدة الخام..أي أنك عندما تواجه موقفاً صعباً…أياً كان هذا الموقف فكر بالنجاح، لا تفكر بالفشل استدعِ الأفكار الإيجابية..المواقف التي حققت فيها نجاحاً من قبل.. لا تقل: قد أفشل كما فشلت في الموقف الفلاني.. نعم أنا سأفشل.. بذلك تتسلل الأفكار السلبية إلى بنكك.. لتصبح جزءاً من مادة أفكارك الخام. حين تدخل في منافسة مع آخر، قل: أنا أستطيع أن أكون الأفضل وأنا لهذا أهل. ولا تقل لست مؤهلاً، اجعل فكرة (سأنجح) هي الفكرة الرئيسية السائدة في تفكيرك. إن التفكير بالنجاح يهيئ عقلك لإعداد خططٍ تنتج النجاح، والتفكير بالفشل يهيئ عقلك لوضع خطط تنتج الفشل. لذلك احرص على إيداع الأفكار الإيجابية فقط في بنك ذاكرتك، واحرص على أن تسحب من أفكارك الإيجابية ولا تسمح لأفكارك السلبية أن تتخذ لها مكاناً في بنك ذاكرتك.
عوامل تزيد ثقتك بنفسك:
- عندما نضع أهدافاً وننفذها فإنها تزيد ثقتنا بأنفسنا مهما كانت هذه الأهداف.. سواء على الصعيد الشخصي.. أو العملي.. مهما كانت تلك الأهداف صغيره.
- اقبل تحمل المسؤولية.. فهي تجعلك تشعرك بأهميتك.. تقدم ولا تخف.. اقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها.. افعل ما تخشاه عندها يختفي الخوف.. كن إنساناً نشيطاً.. اشغل نفسك بأشياء مختلفة.. استخدم العمل في معالجة خوفك.. تكتسب ثقة بنفسك أكبر.
- حدث نفسك حديثاً إيجابياً..في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة.. واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلم! فالكلام فيتامين بناء الثقة.. ولكن تمرَّن على الكلام أولاً.
- حاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات.. كلما شاركت في النقاش فإنك تعزز الثقة بنفسك,كلما تحدثت أكثر يسهل عليك التحدث في المرة التالية ولكن لا تنسَ مراعاة أساليب الحوار الهادئ المثمر.
- اشغل نفسك بمساعدة الآخرين تذكر أن كل شخص آخر، هو إنسان مثلك تماماً يمتلك قدراتك نفسها مع تفاوت في درجة القوة والضعف فيها، لكنه يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك وينميها باستمرار.
- اهتم في مظهرك و لا تهمله.. فإن المظهر هو أول ما يقع نظر الآخرين عليه.
- لا تنسَ.. الصلاة وقراءة القرآن الكريم فإن لهما عظيمَ الأثر فهما اللذان يمدان الإنسان بالطمأنينة والسكينة.. ويذهبان الخوف من المستقبل.. ويجعلان الإنسان يعمل قدر استطاعته ثم يتوكل على الله.. في كل شيء.