سألني أحدهم:
يقولون أن الدنيا مازالت بخير، فما رأيك؟.
أجبته بـنعم.. مازالت بخير..
فقال لي.. يا حالم، أتجهل وضعنا أم أنت غافل عن الواقع؟ أما ترى ما نحن فيه؟
وهل من خير يبقى في دنيا صرنا فيها ذليلين.. منهزمين؟ ويقول أهل الجهل أننا متخلفون؟
فقلت له..
أي الحالين أسوأ؟
أن نكون متراجعين متخاذلين، ولكن بيننا من يرفض ما نحن فيه، فيغضب لأجله، ويدعو لصلاحه وتغييره..
أم نكون على سوئنا نائمين.. ومن كؤوس تراجعنا شاربين.. لاهين غير آبهين.. فلا من تقي يبكي على الحال، ولا غيور ينادي بالصلاح؟
قال.. الثانية هي الطامة والله.. وهل أسوأ منها شيء؟
فقلت إذاً.. مازالت الدنيا بخير.
طالما أننا مازلنا في الأولى، فلازالت الدنيا بخير إذاً.. فهناك ما هو أسوأ.. وعندها تحسّر على دنيانا، وكبّر عليها أربعاً.
طالما أنه بقي في نفوسنا بعض من الأمل.. وقدر من الجد والعمل.. فلنستغلّه..
فالتطوير ممكن.. والصلاح كذلك..
وظّف بعض طاقتك في تطوير نفسك ومن حولك..
جرب ذلك قليلاً.. قلته وأقوله وأعيده ألف مرة.. جرّب أن تفكر بأننا ما زلنا بخير..
ولكي نحل المشكلة.. سيقوم كل منا بعمل القليل مما يستطيعه..
فقط نفكّر هكذا..
إن لم نرد وضع جهد فعليّ في تثقيف أنفسنا.. وزيادة معرفتنا.. في تطوير أنفسنا والناس..
فلنفعل القليل فقط ولندع الكثير لغيرنا..
مساهمتنا الصغيرة ستفيد كثيراً..
فأنت إذ تتحدث إلى جمع كبير لا ترى فيهم اهتماماً إلا من واحد.. فتذكّر أن هذا الواحد إن ورث منك الأمل.. وبدأ تحقيقه بالعمل.. فلن يوقفه أحد..
فلا تقارن شجاعة الأقل بانهزام الأكثر..
بل فكّر بما سيصنعه الأقل..
فلم نرَ تطوراً أو فوزاً.. إلا كان وراءه واحد فقط في العادة..
لعلّه أنت.. ولعله من تنصح..
أقل ما ستفعله.. أن تبتسم.. وتظهر التفاؤل على محياك..
هذه أقل رسالة يمكنك تقديمها للعالم.. تقول فيها:
لازالت الدنيا بخير