يعتبر شهر رمضان من أعظم النعم التي أنعمها الله على عباده المسلمين كي تكون محطة للوقوف مع النفس ومحاسبتها في علاقتها مع خالقها ومع خلقه ، والعاقل من الناس من يكون قد إستعدت نفسه لذلك الشهر الفضيل قبل دخوله ليخرج منه وقد تبدلت حاله لحال خير مما كان عليه، وارتقت نفسه للمعالي من الأمور. وللأسف أن كثير من المسلمين لا يعرفون عن الصيام وأهميته ومدى تأثيره في النفس إلا القليل، فهم لا يظنون في الصيام إلا أنه إنقطاع عن الطعام والشراب والشهوات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس فهذه من شكليات ومظاهر الصيام والتي من مقاصدها الشئ العظيم للإنسان وأولى هذه المقاصد العباده والطاعة لأمر الله عندما أمرنا بفريضة الصيام
بقوله تعالى ( يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة .
إن الإرتقاء بهذا الشهر العظيم بالنفس لدرجة التقوى أو البدء بهذه الصفه يعتبر من أهم الأهداف التي يحققها الإنسان من شهره الفضيل، وإنشغال النفس عن الناس والسعي لتقوية الذات وتعديلها من أهم الأهداف التي يجب تحديدها من قبل الإنسان المؤمن في رمضان ليعتاد عليها بعد رمضان .
وحتى يتخرج الإنسان المسلم من مدرسة رمضان صائما ناجحاً متميزاً يجب أن يكون قد أعد خطته العبادية والأخلاقية قبل دخوله الشهر ووضع أهم أهدافه التي يسعى لتحقيقها .
فالنفس الإنسانية تنمو وتتشكل من خلال التدريب المستمر، فالطفل في مراحل سنواته الأولى يبدأ التعلم من خلال التدريب على السلوكيات الإيجابية مما يتلقاه من بيئته وعندما يصل لمرحلة البلوغ يكون قد ثبّت سلوكياته التي إعتاد عليها وأصبحت برمجه ذاتية من شخصيته، ولكن ذلك لا يعني عدم قدرة الإنسان بعد بلوغه على عدم تغير وتعديل سلوكه وتصرفاته .
أهم ما يجب على الإنسان فعله حتي ينجح بخطتة هو:
· النية الصادقة لله سبحانه .
· الإعتراف بوجود سلوك سلبي أو إعتقاد خاطئ لديه ويجب العمل على تعديله والخلاص منه فلا يمكن أن تعتدل نفسه إن لم يكن هناك تغير في الإعتقاد .
· الإرادة والعزم على البدء الفوري في التغير .
· الصبر والمثابرة على الجهد والعناء في التغير.
· الثقة المطلقة بوعد الله وقدرته على تحسين الأمور وتغيرها .
· تنظيم الوقت وترتيب الأولويات .
أهم الخطوات التي يعدها الإنسان المسلم لخطته في رمضان هي :
v تجديد النية الصادقة مع الله ( تنوي من ليلة الصيام الأولى إخلاص الصيام وما يتبعه من أعمال لله سبحانه )
v حدد أهدافك من رمضان ماذا أريد أن أعدل في نفسي، وماذا أريد أن أكتسب ويكون ذلك ......................
§ إكثار الخلوة مع النفس والتفكر .
§ تدبر المواقف السلبية إتجاه النفس والآخرين .
§ كتابة السلوكيات السلبية ومقابلها من السلوكيات الإيجابية .
§ البدء بالسلوك الأهم لتعديله ( إن كنت مثلا مقصراً في الصلاه فالأولى تعويد النفس على الإلتزام بالصلاه، ثم بر الوالدين وهكذا ) .
§ إعزم على البدء والإلتزام بالسلوك الجديد .
§ إكثار الدعاء والإلحاح على الله .
§ كافئ نفسك إن نجحت في السلوك الإيجابي وعاقبها بالحرمان إن فشلت .
أهم السلوكيات التي تعين على الثبات .
v أكثر من مصاحبة الأخيار من الناس وأصحاب الأخلاق العالية .
v أكثر من دروس العلم ومجالسة العلماء وأصحاب الفقه .
v تعود على حب العلم والقراءة والبحث .
v أكثر من عمل الطاعات من خلال العبادات والمعاملات ( كثرة الصلاة والذكر وقراءة القرآن في الخلوات، الصبر على الأذى، مساعدة الآخرين )
v إعزم على المشاركة في الأعمال التطوعية لخدمة الآخرين .
v إحرص على المداومة على صلاة الفجر والتراويح مع الجماعه .
v حافظ على زيارة المساجد فهي بيوت الله التي تكثر فيها الصالحات .
v إن أخطأت في ذلك الشهر الفضيل تذكر أنك بشر ولا بد أن تخطئ وسارع لتعديل خطأك والإعتراف به والإستغفار والتوبة .
كيف تعرف أنك نجحت في خطتك بعد رمضان ؟؟؟؟؟؟؟؟
· إن رق قلبك وكثرة دمعتك خشية لله وحبا ورجاءا .
· إن إستمر العمل الصالح والسلوك الإيجابي لديك .
· إن إستشعرت نوراً وسعادة تشع من داخلك .
· إن أحسست بالراحة والأمان النفسي .
· إن أصبح لسانك وقلبك معلقاً بذكر الله .
· إن أصبحت تمل وتضطرب عند مجالسة أصحاب السوء .
· إن ضاقت عليك نفسك إن جالست أشخاص لا يتحدوثون إلا بالدنيا وشهواتها ولا يذكرون الله إلا قليلا .
· إن أغلقت إذنيك عند سماع ما لا يرضى الله .
· إن أغمضت عيناك عن النظر لكل حرام .
· إن أصبح قلبك معلقا بالمساجد وتشتاق إليها بعد مغادرتها .
· إن أصبحت في شوقٍ للقاء الله بعد إنتهاء صلاتك .
· إن حاصرتك نفسك اللوامة وانتصرت على نفسك الأمارة .
· إن أصبحت قلقاً على حال المسلمين وتبحث عن كل عمل يحسن حالهم .
· إن بكت دموعك على فراق رمضان .
· إن عزمت أن تجعل أيامك كلها كأيام رمضان .
· إن بدأت تعد العدة لخطتك القادمة إنشاء الله ( إن أحياك الله ) .
آمال إبراهيم أبو خديجة