فهذه قصه حقيقيه تتجسد فيها المعاني الجميله في شكل طفلين غايه في الجمال تبدأالقصه عندما زار رجل يدعي ابو ايمن صاحبه مسلم بن عمران فرأي ولديه فقال له ماشاء الله ان ولديك غايه في الجمال ويبدو انك احسنت اختيار زوجتك الا وهي امها وقطعا هم يشبهون امهم فقال له والله مااحببت في حياتي الا امرأه وهي ليست جميله بل هي دميمه فتعجب صاحبه وقال له كيف يعطيك الله هذين الطفلين الغايه في الجمال وامهم التي قطعا لا تقل جمالا عنهم وتقول لي انك مااحببت الا امراه واحده وايضا دميمه فكيف ذللك فقال له مسلم سأروي لك قصتي....
قال سافرت الي خراسان للتجاره ولم اكن متزوجا حينئذ وكنت قد ذهبت الي درس علم لرجل عالم مشهور في المدينه وحضرت له درس العلم وابهرني كثيرا وكنت قد اتممت تجارتي وقد اشار البعض علي بالزواج ففكرت كثيرا من اتزوج وقد علمت ان لهذا الرجل بنت ولكنها غير متزوجه وقد حجبها عن الناس فذهبت اليه وطلبتها للزواج فرفض ولكني الححت عليه وناشدته اني اريد ان اتزوج ابنته فوافق واتممت العقد ودخلت علي العروس في او ليله فكشفت النقاب عنها فرايت امرأه دميمه جدا من يراها يظن انها في الستين من عمرها وقد صدمت صدمه كبيره جدا فقالت لي(يا سيدي أنا سر من أسرار والدي كتمه عن الناس وأفضى به إليك إذ رآك أهلا لستره عليه فلا تخيب ظنه فيك ولو كان الذي يطلب من الزوجة حسن صورتها دون حسن تدبيرها وعفافها لعظمت محنتي وأرجو أن يكون معي منها أكثر مما قصر بي في حسن الصورة ، وسأبلغك محبتك في كل ما تأمرني ولو انك آذيتني لعددت الأذى منك نعمة فكيف إن وسعني كرمك وسترك ؟ انك تعامل الله بأفضل من إن تكون سببا في سعادة بائسة مثلي أفلا تحرص يا سيدي أن تكون هذا السبب الشريف .....))
ثم إنها وثبت فجاءتني بمال في كيس ، وقالت : يا سيدي ، قد احل الله لك معي ثلاث حرائر وما آثرته من الإماء وقد سمحت لك تزويج الثلاث وابتياع الجواري من مال هذا الكيس فقد وقفته على شهواتك ولست اطلب منك إلا ستري فقط !
فقلت لها : إن جزاء ما قدمتي ما تسمعينه مني : (( والله لأجعلنك حظي من دنياي فيما يؤثره الرجل من المرأة ، ولأضربن على نفسي الحجاب ما تنظر نفسي إلى أنثى غيرك أبدا )) ثم أتممت سرورها فحدثتها بما حفظته عن أبي عبد الله البلخي فأيقنت والله يا ابن ايمن إنها نزلت مني أرفع منازلها وجعلت تحسن وتحسن ، كالغصن الذي كان مجرودا ثم وخزته الخضرة من هنا ومن هنا
وعاشرتها ، فإذا هي أضبط النساء، وأحسنهن تدبيرا، وأشفهن علي ، وأحبهن لي ، وإذا راحتي وطاعتي أول أمرها وآخره ، وإذا عقلها وذكاؤها يظهران لي من جمال معانيها مالايزال يكثر ويكثر فجعل القبح يقل ويقل وزال القبح باعتيادي رؤيتها وبقيت المعاني على جمالها وصارت لي هذه الزوجة هي المرأة وفوق المرأة .
ولما ولدت لي جاء ابنها رائع الصورة فحدثتني انها كانت لا تزال تتمنى على كرم الله وقدرته أن تتزوج وتلد أجمل الأولاد ولم تدع ذلك من فكرها قط
ورزقني الله منها هذين الابنين الرائعين فانظر أي معجزتين من معجزات الإيمان