ترددت على مسمعي عبارتان تحملان نفس الهدف تقريباً..
العبارة
الأولى: " إن الفتن التي نمر بها الآن هي التي جعلتنا نحب ديننا أكثر من
ذي قبل! إن الفتن التي نمر بها هي النار التي تظهر صفاء الذهب الحقيقي
وتصفيه من الشوائب، والله أسأل أن يجعلنا من الذهب الخالص الذي تظهر بريقه
تلك النار!
العبارة
الثانية– شحص يبدي قلقه من أن لا نكون ممن يحبهم الله! ويسأل وبحرص عن كيفية نيل محبة
الله تعالى!
ما
بين حماسة وقوة العبارة الأولى، و الرجاء والخوف في العبارة الثانية يزداد
نبض القلب حباً لهذا الدين العظيم، وشوقاً لنيل رضا الكريم الرحيم.
معظمنا يردد يومياً بعد الآذان " رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً "..
رضيت بالله رباً: فأنا مؤمن به، مطيع لأوامره، متجنب لنواهيه ، راض بحكمه وقضائه، متشوق إلى لقائه..
وبالإسلام ديناً: فأنا فخور بانتمائي لهذا الدين، محافظ على شعائره، مدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة..
وبمحمد صلى الله عليه وسلم: فهو قدوتي في حياتي، أتبعه - قدر استطاعتي - دون زيادة أو نقصان..
جميل ترديد هذه العبارة بعد الآذان، لكن الأجمل أن نعي ونعني ما نقول!
أشاهد مدى قوة سباق المؤمنين والمؤمنات لنيل رضا الله تعالى، أحدهم يعمل، والآخر يقول، والثالث ينوي.
تتملكني السعادة من أجلهم، وتتبعها علامة استفهام كبيرة تقول لي: وأنت، ما هي مظاهر محبتك؟
هل ستدعون القوم يسبقونك!
يا مؤمن/ يامؤمنة ليس الشأن أن تُحِب، ولكن الشأن أن تُحَب! فهل أنت ممن "يحبهم ويحبونه"
إن
حب الله لك يعني أنه سينادي جبريل فيقول له : " يا جبريل إني أحب فلان
فأحبه " فيحبك جبريل عليه السلام، ثم ينادي جبريل في أهل السماء فيقول "
إن الله يحب فلان فأحبوه " فيحبك أهل السماء، ثم يوضع لك القبول في الأرض.
إن
حب الله لك يعني أن يكون سبحانه هو سمعك الذي تسمع به، وبصرك الذي تبصر
به، ورجلك التي تمشي عليها، وإن سألته فسيعطيك، وإن استعذت به فسيعيذك..
باختصار شديد، إن حب الله لك يعني السعادة والتوفيق في كل نواحي حياتك..
جعلنا الله وإياكم ممن يحبهم ويحبونه..