[url][/url]
د. فتحي احميدة - تعد السنوات التي تسبق التحاق الطفل بالروضة من السنوات الحاسمة في تطوير مفاهيم القراءة والكتابة المبكرة. ، فتعريض الأطفال لخبرات القراءة والكتابة في تلك السنوات أو عدم تعريضهم لها من شأنه أن يترك أثراً كبيراً على قدرة الأطفال على تعلم مهارات القراءة والكتابة والنجاح بهما عندما يدخلون المدرسة لاحقاً.
إن معرفة الوالدين بتعلم الطفل المبكر للقراءة والكتابة، والعوامل التي من شأنها أن تساعد أطفالهم على ذلك يعد من العوامل الهامة في تنمية مهارات الأطفال القرائية والكتابية.
وعلينا أن نسلم بأن كثيراً من الأطفال يدخلون الروضة أو حتى المدرسة دون أن تُقرأ لهم كتب أو قصص الأطفال، أو دون أن يتم تعريضهم إلى مفاهيم المواد المطبوعة التي تساعد في نمو المهارات القرائية والكتابية، وإن هذا يعزى لافتقار الوالدين للمعرفة بهذا النوع من التعلم، وضعف وعيهم بدورهم في مساعدة أطفالهم على تعزيز تعلمهم المبكر للقراءة والكتابة.
ولما كان للوالدين الأثر الكبير في نمو وتطوير التعلم المبكر للقراءة والكتابة في سنوات ما قبل المدرسة، فإن هناك حاجة ملحة لتبصيرهم بهذا التعلم، فعلى الوالدين أن يدركا بأن تطور القراءة والكتابة لدى الأطفال يتم بطريقة متزامنة مع تطور قدرة الأطفال على الاستماع والكلام .
و نتيجة للأبحاث فقد تم التوصل إلى أن الأطفال الصغار يبدأون بتطوير أشكال مبكرة للغة، وقدرة على معرفة القراءة والكتابة بطريقة متزامنة مع اللغة الشفوية، وقبل أن يلتحقوا بالروضة. والحق أن العديد من الأطفال يأتون إلى الروضة بخبرات مختلفة في القراءة والكتابة، فبعضهم من يقرأ ويكتب بالفعل، وثمة من يعر ف الحروف، ومن يكتب أسمه وبعض الكلمات الأكثر شيوعاً، وهناك من يقرأ بعض المواد المطبوعة هنا وهناك.
ويبدو أن هذا التعلم يتم في المنزل دون توجيه رسمي. فتعلم الأطفال المبكر للقراءة والكتابة يحدث بشكل طبيعي عفوي - إذا ما عاشوا في بيئة داعمة ومحفزة على تعليم القراءة والكتابة- ويتم بنفس الطريقة التي يتعلم فيها الأطفال اللغة الشفوية أو حتى بنفس الطريقة العفوية التي يتعلمون بها المشي.
ووفقاً لهذا التعلم المبكر، فقد أصبح للوالدين أدوار جديدة يمكن أن يقوما بها لتعزيز هذا التعلم، وجعل الأطفال الصغار- حتى في عمر السنة الأولى أو الثانية - يعيشون تعلم القراءة والكتابة عبر مجموعة من الإجراءات ومنها القراءة للطفل من الكتب والقصص والمجلات المخصصة للأطفال منذ سني حياته الأولى، وجعل هذه القراءة عادة يومية تتم في جو من الحب والدفء والحنان،و توفير مواد القراءة المختلفة للطفل كالقصص ومجلات الأطفال،ووضعها في عدة أركان في المنزل، وكذلك توفير أدوات الكتابة مثل ( أقلام شمع، طباشير، أقلام رصاص مختلفة، سبورات صغيرة، أوراق، أو بطاقات بأحجام وأنواع مختلفة)، وجعل تلك المواد والأدوات في متناول الطفل، و تشجيعه على استخدامها.
وعلى الوالدين توجيه الطفل إلى المواد المطبوعة الموجودة داخل البيئة المنزلية ( كالملصقات والكلام المكتوب الذي يعلق على جدران الحائط أو الكلمات الموجودة على علب الطعام) أو مطبوعات البيئة الخارجية (كيافطات الطرق وأسماء المتاجر)، والإشارة إليها وقراءتها أمامه، وتشجيعه على قراءتها.
اما قيام الوالدين بوضع كتبهم الخاصة في عدة أركان في المنزل، والقراءة منها، أو الكتابة حيث يراهم الطفل فمن شانه أن يلعب دور القدوة للأطفال في ممارسة وإظهار سلوكات القراءة والكتابة.
وتأكيدا الإتقان ليس مطلباً ننشده من تلك الفئة من الأطفال. فمثلاً، عندما لا يستطيع الطفل أن يكتب بشكل مقروء، ولكنه لا يزال يخربش أو يستخدم مجموعة حروف غير مفهومة، يمكن تشجيعه بالقول: ''ماذا كتبت؟ أو ما كتبته شيء جميل، أو هلا قرأت لي ما كتبت؟
ويحبذ اصطحاب الطفل إلى المكتبات العامة أو الخاصة، واستعارة الكتب والقصص منها لقراءتها مع الطفل في البيت، ويمكن كذلك اصطحاب الطفل إلى أماكن بيع كتب الأطفال، وجعله يحتار ما يفضله من كتب أو قصص.
ويعتبر الاستماع للطفل باهتمام عندما يحاول قراءة قصته للوالدين أو عند قيامه التظاهر بالقراءة، احد العوامل المهمة لتحبيبه بالكتاب