في
الثاني والعشرين من شهر يوليو لعام 1959م ، كانت فلسطين على موعد مع
إطلالة قمر جديد، ينير طريق المجاهدين، ودرب المقاومة والجهاد، وكانت
فلسطين مع صرخات طفل في المهد يملأ في يوم من الأيام غزة عدلا من بعد جور،
وحرية من بعد عبودية، وأمنا من بعد خوف إنه الشهيد المجاهد سعيد صيام "
أبو مصعب"
هذه
سبيلي إن صدقت محبتي فامض على دربي وواصل مسيرتي، رحل وزير الداخلية سعيد
صيام وهكذا لسان حاله يقول: فدربك يا أبا مصعب درب القادة العظام الذين
يحملون هم الأمة وهم الدين وما كانوا يوما من المتخاذلين والمتقاعسين"،
فتحية لروحك في الخالدين يا قائدنا ويا حبيبنا ويا معلمنا، فلله درك وأنت
تمضي إلى ربك شهيدا مضرجا بدمائك الطاهرة الزكية التي فاح عبيرها في كل
أرجاء فلسطين معلنة ارتقاء قائدا كبيرا وعظيما أنجبته فلسطين، لخدمة
الإسلام والمسلمين.
ومضي
أبو مصعب متمسكا بالثوابت والحقوق رغم كثرة المفرطين، ومضى في هذه الدنيا
وقد هجر الفنادق إلى خنادق الجهاد والمقاومة، فهذه خطى قائدنا الذي لم
يعرف يوم الكلل والملل طريقا إليه.
أبرز محطات الشهيد القائد سعيد صيام:
تخرج عام 1980 في دار المعلمين برام الله وحصل على دبلوم تدريس العلوم والرياضيات.
أكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة وتخرج منها سنة 2000، وحصل على بكالوريوس التربية الإسلامية.
عمل
مدرساً في مدارس وكالة الغوث الدولية بغزة من العام 1980 حتى نهاية العام
2003، حيث ترك العمل بسبب مضايقات إدارة الوكالة على خلفية انتماءه
السياسي.
- عمل خطيباً وإماماً متطوعاً في مسجد اليرموك بغزة، وواعظاً وخطيباً في العديد من مساجد قطاع غزة.
- شارك
في لجان الإصلاح التي شكلها الإمام الشهيد الشيخ أحمد ياسين، لحل النزاعات
بين الناس وذلك منذ مطلع الانتفاضة شغل "سعيد صيام" عدة مناصب أهمها:
- عضو اتحاد الطلاب بدار المعلمين برام الله في العام 1980 .
- عضو اتحاد الموظفين العرب بوكالة الغوث لعدة دورات.
- رئيس لجنة قطاع المعلمين لمدة 7 سنوات متتالية.
- عضو الهيئة التأسيسية لمركز أبحاث المستقبل مع الشهيد المهندس "إسماعيل أبو شنب".
- عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة.
-
ممثل حركة "حماس" في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية، وهو
عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقطاع غزة، ومسئول
دائرة العلاقات الخارجية في الحركة.
اعتقاله- اعتقل "سعيد صيام" أربع مرات خلال الأعوام 1989-1990-1991-1992 .
كان الشهيد سعيد صيام " أبو مصعب" من المبعدين إلى مرج الزهور بجنوب لبنان لمدة عام.
- كما اعتقل لدى جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطيني في العام 1995 على خلفية الانتماء السياسي
انتخب
عضواً للمجلس التشريعي الفلسطيني عن قائمة حركة حماس في دائرة غزة في
الانتخابات الأخيرة، والتي حصل فيها على أعلى أصوات الناخبين على مستوى
الأراضي الفلسطينية.
-
كُلف بالوزارة يوم الأحد الموافق 19 – 3 – 2006 سعيد صيام.. وتشكيل القوة
التنفيذية كان من ضمن مخططات العرقلة التي واجهتها حكومة حماس عقب تشكلها
وتوليها السلطة السعي لزيادة حالة الفلتان الأمني والاضطراب من قِبل بعض
الانقلابيين الساعيين لإسقاط الحكومة الشعبية، حتى يسهل الزعم بعجز حكومة
حماس عن السيطرة على الأوضاع الأمنية التي تمثل المشكلة الأكبر في الداخل
الفلسطيني.
جاءت
حالة الفلتان الأمني تزامناً مع صمت مريب من قبل الأجهزة الأمنية التابعة
لـ "محمود عباس"، والتي غضت بصرها عن حوادث الانفلات الأمني الذي يقوم بها
منتسبون لها، إضافة لرفضها المستمر تنفيذ أوامر وزير الداخلية "سعيد صيام".
وفي
ظل تلك الأوضاع لم تجد الحكومة الفلسطينية المنتخبة حلاً سوى تشكيل قوة
جديدة أنشأها وزير الداخلية "سعيد صيام" بعد تشكيل حماس للحكومة في مارس
من العام 2006 وأطلق عليها "القوة التنفيذية"، وكانت ذات تركيبة متعددة،
حيث أعضاؤها من مقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة، وفي يوم
17/5/2006 انتشرت "القوة التنفيذية" في شوارع المدن بهدف واضح هو: حفظ
الأمن والنظام، والقيام بالدور المفقود الذي كان يفترض أن تقوم به الأجهزة
الأمنية التابعة للسلطة، من فض للنزاعات، والمحافظة علی المؤسسات الحكومية
والوطنية والإسلامية، وحفظ الأمن العام للمواطن الفلسطيني.
وعندما أصدر عباس قراره
بعدم شرعية تلك القوة، صدر بيان من هيئة رئاسة الجهاز التشريعي أن المادة
69 الفقرة 7 من القانون الأساسي الفلسطيني نصت على أن الأمن الداخلي من
اختصاص مجلس الوزراء، كما نصت المادة رقم 3 من قانون الأمن رقم 8 عام 2005
على صلاحية وزير الداخلية لتشكيل أو استحداث أي قوة يراها مناسبة لمساندة
الأجهزة الأمنية فى حفظ النظام وفرض الأمن، كما أن المادة 69 من القانون
الأساسي يمنح الوزير صلاحية تشكيل مثل هذه القوة.
ورغم
كل المؤامرات التي كانت تتعرض لها حركة حماس، ووزارة الداخلية ووزير
الداخلية سعيد صيام، إلا أن أبا مصعب كان دوما سدا منيعا لأي محاولة
للمساس بأمن المواطنين وبأمن الشعب، فقد ضحى أبو مصعب بروحه من أجل هذا
الدين وما أجل أمن غزة وأمن مواطنيها.
وهكذا يغيب القمر غيابه الأخير، رحل ولسان حاله يقول: سأرقب نصركم بجوار ربي .. فقد أكلمت مهمتي.