أهلا وسهلا بك في موقع منتدى ومجموعة كنز المعرفة حيث المتعة والمعرفة ، يهتم الموقع بالقضية الفلسطينية والتنمية الشخصية وتطوير الذات من خلال مقالات وقصص ذات فائدة نرحب بمساهماتكم واقتراحاتكم
المنتدى: http://inof2200.gogoo.us
المجموعة: http://groups.google.com/group/info2200
للتواصل عبر الماسنجر : raed.2200@live.com
كنز المعرفة
أهلا وسهلا بك في موقع منتدى ومجموعة كنز المعرفة حيث المتعة والمعرفة ، يهتم الموقع بالقضية الفلسطينية والتنمية الشخصية وتطوير الذات من خلال مقالات وقصص ذات فائدة نرحب بمساهماتكم واقتراحاتكم
المنتدى: http://inof2200.gogoo.us
المجموعة: http://groups.google.com/group/info2200
للتواصل عبر الماسنجر : raed.2200@live.com
كنز المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع فلسطيني ثقافي بهتم بالشباب كما يهتم بالتنمية الشخصية وتطوير الذات
نتشرف بدعوتكم لزيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/info2200
أسطورة السبعينيات "جيفارا غزة" خرج من "ملاجئ التخفّي" ليدخل تاريخ الثورة
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد الرسائل : 1849 عدد نقاط العضو : 4089 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
موضوع: أسطورة السبعينيات "جيفارا غزة" خرج من "ملاجئ التخفّي" ليدخل تاريخ الثورة السبت يونيو 12, 2010 2:42 am
مضى ستةُ وثلاثون عاماً على رحيل الشهيد الأسطورة محمد محمود الأسوَد الذي منحه شعبه لقب "جيفارا غزة"، بفعل العمليات العسكرية الفذّة التي نفّذها منذ الستينيات، ولجوئه لأساليبٍ غير معهودة في التخفّي عن أنظار العدو الذي تربّص به بعدما كشف أمره وتعرّف على هويته المثيرة للغرابة والاحترام، والتي أهلته لأن يصبح عضو مكتب سياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهو في بداية العقد الثاني من العمر..
"فلسطين" عبر مذكراتي كشفت عن تفاصيل من حياته المتقلبة عبرَ التقاء الأشخاص الذين كانوا مقربين منه، ليسجلّوا لنا حقيقة ما كان يحدث في محطةٍ تاريخية حافلة يتوقف عليها المارّون في طريق النضال ومقارعة الاحتلال، الذي لم يتوانَ "موشيه ديّان" وزير ما يسمى "جيش الدفاع الإسرائيلي" أن يقف لجثمان جيفارا بعد اغتياله، ضارباً له "سلامَ تعظيمٍ" وأن ينثر "قطع الشوكولاتة" في كل مكان، كيف لا وهذا الرجل الذي أرهقهم بالبحث عنه جعل (إسرائيل) تدور حول نفسها لفترةٍ طويلة بينما جيشها يفتش في كل جحور غزة.
باكورة العمليّات
في السادس من يناير للعام 1946 كانت مدينة حيفا على موعدٍ مع ولادة الشهيد محمد محمود مصلح الأسود الملقب بـ "جيفارا غزة"، ولكن حلول النكبة بعد عامين حرمه من العيش والتمتع بطبيعة هذه المدينة الساحلية، فخرج مع أسرته بعد نكبة 1948 نازحاً إلى قطاع غزة وسكن في إحدى مخيمات وكالة الغوث، وحاول إكمال دراسته الجامعية في مصر في قسم "الهندسة المعمارية"،ولكن عائلته لم تستطع مساعدته فترك الدراسة، وعاد للقطاع بعد عام واحد حيث عمل فيه موظفاً بسيطاً، ومن ثم انضم إلى حركة القوميين العرب عام 1963 وأخذ ينشط في كل المجالات فكريا وتنظيميا وغيرها، حتى بات من العناصر وأصبح من عناصر التنظيم النشطة فى القطاع، ومضى في حياته النضالية حتى لحظة استشهاده في التاسع من مارس 1973.
رحلة بحثنا عن محمد الأسود بدأت بـ "جلال عزيزة" أحد رفاقه، حيث عرفه قبل أن يصبح "جيفارا غزة"، تعرّف عليه من خلال عملهما في طلائع المقاومة الشعبية التابعة لحركة القوميين العرب التي كان لها نشاطها الملحوظ في غزة حينها، وكان كلاهما أعضاء فيها، وزاد هذه العلاقة التي انحصرت في العمل التنظيمي بعد بضعِ سنواتٍ من الالتحاق به أن الاثنين متقاربان في العمر، وكان ذلك قبل حرب 1967، وجاءت الحرب فنبّهت الفلسطينيين لأهمية التمسك بمقاومة الاحتلال, وهو ما التفت إليه "جيفارا" وغيره من القوميين الذين بدؤوا في تكثيف العمل العسكري، فكانت أولى المهمات التي قاما بها سوياً هي جمع السلاح المتخلف من وراء الجيش المصري بعد العدوان، وتوقفت هذه العلاقة قليلاً، ثم ما لبثت أن عادت بشكلٍ أوسع بعد لقاء رسمي جمعهما ببعض بعد احتلال العدو لأراضي القطاع، فتحرّك ما سُميّ بالكادر الوسطي في حركة القوميين سريعاً للملمة الأوضاع وبدأ العمل في الجهاز النضالي الذي سمي بطلائع المقاومة الشعبية.
وقال عزيزة بعد شرود سحبه إلى الماضي البعيد:"بسببِ هذا اللقاء كان لي الشرف أن أكون في مجموعة قتالية يقودها محمد الأسود والتي قامت بعملياتٍ عسكرية قبل تأسيس الجبهة، وكان اسمه الحركي آنذاك "دوّاس بحر"، حيث اختاره لشغفه بالبحر"، وتمثلت هذه العملية بالهجوم على مركز "السرايا" بعد وضع "جيفارا" لخطة حول كيفية التقاء منفذيها في المكان وإلقائهم القنابل، وكنت أنا المنفذّ الرئيسي لهدف العملية التي تمت بسلام، واعترف العدو بها"، مشيراً إلى حرص "جيفارا" على سلامة المناضلين الذين يقومون بتنفيذ العمليات، فما كان منه إلا وأن صافحهم بحرارة بعد التقائه بهم.
وأضاف عزيزة:"في ذلك الوقت كان الشباب الفلسطيني لديه من الحماس، والهمة العالية لقتل الجنود الإسرائيليين ما يؤهله للقيام بعمليات مجدية, فتلتها عملية إلقاء قنبلتين يدويتين على "السرايا" ونصب كمين وزرع عبوة في مفترق الصناعة، وكان خلف منفذيها المباشرين، وعملية ثالثة قام بها بنفسه بإلقاء قنابل يدوية على جيبّ عسكري بجانب الميناء القديمة أدت إلى مقتل جنود إسرائيليين"، ورغم مرور سنينٍ عديدة على تلك العمليات المتتالية إلا أنه لا يزال يشعر بعناق "جيفارا" له بعد الانتهاء من تنفيذها، ليعطيهم موعداً للقاء آخر.
مَلَكة القيادة
ويرى بأن "جيفارا" حظي بمَلكة القيادة التي شكّلت لديه هذا الوعي المبكر، فكان يخططّ لكافة تحركاتهم، ويرسمها بدقة قبل تنفيذها حتى لا يقع في وحل مفاجآت العدو، حيث تابع جلال عزيزة حديثه:"فقد كان يتولى معظم المهام حتى الصغيرة منها، ويشعرنا باهتمامه بنا وبأحوالنا، فيحرص على الجانب الاجتماعي في حياتنا، ومساعدة المحتاجين منّا، خاصةً وأن الأوضاع المعيشية في تلك الحقبة كانت متدهورة من فقر واحتلال".
أخذ يكمل رواية القصة وهو يقلّب بين مجموعةٍ من الصور لرفيق دربه "جيفارا":"كما أنه تمتع بعقلية تحليلية متميزة، ففي إحدى المرات سألته: هل تعتقد بأننا بإلقاء قنبلة أو نصب كمين هنا أو هناك سنكون قادرين على هزيمة العدو الذي يمتلك قوة لا يستهان بها؟ فردّ ببساطة: "نحن نعمل على استنزاف العدو أما دور التغلب عليه فهو من مسئولية الجيوش العربية وبالتحديد الجيش المصري"، فعندما يكوّن نفسه ويقوّي شوكته عندئذٍ سيكون عدونا قد أُنهك بهذه الضربات التي نوجهها، فهذه الرؤية عندما يتّبناها شخص في ذلك الزمن فهي تعطي انطباعاً بأنه شخص مدرك لطبيعة المرحلة".
وتحدث عزيزة عن تناقضات عدة احتوتها شخصية "جيفارا"، ومنها جمعه بين الهدوء المدهش والصفات الثورية التي تثير العصبية، موضحاً:"كنا نتعرّض لمشاكل وقضايا معقدة لم نتمكن من إيجاد حل لها، إلا أنه كان سرعان ما يقوم بذلك بهدوءٍ تام أثارَ اندهاشنا كثيراً"، مبيناً حرصه على سرية العمل لا سيما وأنه لم يكن معروفاً ولا مطارداً حينها، وغرس هذه الصفة لدى العناصر التي عملت في مجموعاته، بحيث لم تكن المجموعة منها تعرف الأخرى، وكان يقول لنا دوماً: عش مواطناً عادياً كي تستمر في العمل أطول".
مهندس "السراديب"!
تلك الفترة التي تلت انهزام الجيش المصري أمام "إسرائيل" كانت عصيبةً على المناضلين وعلى رأسهم "جيفارا"، إلا أن تمتّعه بالدراية والتجربة العسكرية ثبتت أقدامه، هذا ما أكده "عزيزة" الذي واصل حديثه عن صديقه بكل حنين ووفاء:"لقد وظف محمد مهاراته التي صقلها خلال دراسته في مجال الهندسة في التفنن وإبداع وسائل للمقاومة ومنها "السراديب، والخنادق" التي استخدمها في الاختفاء عن أنظار العدو ومقارعته".
وعن ذلك تقول زوجته وداد الأسود التي لم تحظَ بالعيش معه سوى عام وأربعة شهور:"كنت أعجب من كيفية اختياره لمداخل هذه السراديب، فبعضها يكون في مطابخ البيوت التي كانت تفتح أبوابها له، كأن يختار ناحية مسطحة ويفتح فيها مدخلاً ويغطيه ويضع عليه أدوات المطبخ العادية حتى يتبين بأنها مجرد أدوات مصفوفة".
وواصل جيفارا عمله الذي عشقه ولم يتوانَ عن البذل من أجله والبحث عما يضمن استمراره، فاعتمد في نجاح مهامه العسكرية على التخفّي والتنكّر الذي أثار حفيظة "إسرائيل" في ذلك الوقت، فلم يكن العدو يعلم بهوية هذا الرجل الذي تفنن في التمويه، يقول جلال عزيزة:"كان تارةً يتقمّص شخصية رجل مسن، وتارةً أخرى يظهر على هيئة رجل أنيق لا يمكن لمن يراه أن يشك في أمره، واستمر على هذا النحو حتى جاء اليوم المشئوم الذي وقع فيه أسيراً في أيدي عدوّه الذي تربّص به، وكان ذلك في 25/1/1968 مع مجموعة من المقاومين وصل عددهم 72 بعد أقل من شهرين على انطلاقة الجبهة، ولم يكن الاعتقال بناءً على كشف هويته التي لم تعرف إلا بعد خروجه من السجن..وكان قبل اعتقاله بخمسة أيام في لقاء مع مجموعاته للتحضير لعملية أخرى وبقي في السجن مدة عامين ونصف، ولكن الفترة التي تلت اعتقاله تقلّص فيها العمل العسكري، وعلاقتي به لم تعد كما في السابق لصعوبة التواصل بيننا، خاصة بعد اعتقالي".
وقبع في سجن عسقلان حيث اشتد عليه التعذيب وعلى بقية المعتقلين، وممارسة أساليب غير أخلاقية ولا إنسانية كانت نتيجة تصريح "موشيه ديّان" الذي قال فيه: "من يقدّر له الخروج من السجن فإنه سيخرج عالة على ذويه".
المطلوب رقم (1)
شهدت تلك الآونة حالة من تراجع العمل العسكري والفدائي لكي يوهموا العدو بأن المقاومة قد انتهت، فما كان منه إلا أن صرح بأنه تم القضاء عليها، ليردّ المقاومون عليه بعشرين عملية تمثلت بإلقاء قنابل على الدوريات الإسرائيلية، الأمر الذي أدخل الفرح إلى قلبه رغم ما عاناه في السجن، فعبّر من خلال رسالة مكتوبة عن فخره بتلك العمليات ومنفذيها، ومنهم رفيقه زايد مهنا الذي قال:"كانت بمثابة رد مؤلم على العدو، فقد استفدنا من خطط جيفارا التي كان يعدها لمقاتليه، ومنها توظيف الأراضي الشاسعة والبيّارات في نصب الكمائن والتربص له، وساعدنا في مواصلة عملنا مساندة الناس لنا".
وأوضح مهنا الذي نفّذ معه الكثير من العمليات أن "جيفارا" لم يعطِ لنفسه قسطاً من الراحة بعد خروجه من السجن فباشر عمله، حتى كشفت هويته من خلال أحد العملاء وتتبع الاحتلال له، فأصبح مطارداً والمطلوب رقم 1، ليجد في المقابل احتضان جماهيري واسع له ولمن معه، هيّأ له الأجواء، مبيناً أنه في ذلك الوقت أصبح أسطورة لا يكاد يخلو حديث بين اثنين من ذكرها، وأطلق عليه لقب "جيفارا غزة" أسوة بالثوري الكوبي "أرنستو جيفارا دي لاسيرنا"، وتعددت لقاءات الثوريين وتصاعد عملهم، ليزداد جنون المحتل الذي أضحى يتخبط في قراراته، فعمد إلى تطويق الأماكن المحيطة ومخيم الشاطئ تحديداً مدة ثلاثين يوماً، وقام بتفتيش البيوت بحثاً عن الأسطورة "جيفارا"، فدمّر منزله واعتقل أهله، إلا أن محاولات الضغط هذه فشلت أمام روحه الوطنية وعشقه لقضيته.
تخبّط إسرائيلي تستكمل وداد الأسود هذا المفصل الهام:"تعمّد الاحتلال تعذيبنا حينها، وكان يطلق النيران على أي شخص يتجاوز المدة المسموح بها للخروج خلال فترة الطوق، وضغط علينا من أجل الحصول على معلومات عنه، وبعد ذلك اعتقلوني وشبحوني وحاولوا ممارسة سلوكيات لا أخلاقية معي، إلا أنني تحملت كل شيء من أجل أن ينجو".
ويعود زايد لإمساك دفّة الحديث من جديد ليقول: (إسرائيل) في ذلك الوقت كثفت من عملها الاستخباراتي من أجل الحصول على معلومات تساعدها في القضاء على العمل المسلح لفدائي غزة، وفي التاسع من آذار عام 1973غادر "جيفارا" ملجأه الذي اختفى فيه طوال فترة مطاردته، وكان هذا الملجأ بالقرب من يدها حيث كان في السرايا –السجن المركزي-، ليترجم لشعبه المقولة التي كان يرددها كن قريباً من عدوك يحسبك بعيداً، وفي الساعة الخامسة من صباح ذلك اليوم الذي سجّل حدثاً تاريخياً، حاصرت الجيوش الإسرائيلية المهولة مستعينة بالدبابات وغطاء جوي مكثّف فوق المنزل الذي كان متواجداً به خلف مستشفى الشفاء بغزة مع اثنين من المناضلين وهما عبد الهادي الحايك وكامل العمصي، واقتحمته، فسارع المطاردون الثلاثة للنزول إلى الملجأ تاركين سلاحهم الشخصي بالخارج لضيق الوقت".
الحقد والهوس الإسرائيلي ترجم إلى أفعال همجية في ذلك المنزل، فأزالوا أرضيته، وكسروا أبوابه، ونفضوا كل أثاثه، وجرفوا سوره الخارجي، بحثاً عن جيفارا، واكتشفوا المخبأ الذي كان خلف جدار تعرّفوا عليه من خلال خبراء مهندسي الجيش، وما كان من الأبطال إلا أن يخوضوا معركة سريعة مع العدو دفاعاً عن شعبهم وكرامتهم، واشتبكوا معه إلى أن ارتقوا إلى العلياء مودّعين الثورة والنضال، وتاركين خلفهم تاريخاً مشرفاً لطالما أقضَّ مضاجع المحتلين....هذه النهاية المتوقعة كان لها وقعها في نفس كل من عرف "جيفارا" وعايشه نهاية الستينيات، وبداية السبعينيات...هذه النهاية المتوقعة كان لها وقعها في نفس كل من عرف "جيفارا" وعايشه وجالسه ، أو شاركه في تنفيذ العمليات النوعية التي رسخت لمن سلك طريقه معالم نضالية في التاريخ الفلسطيني لم يكن بوسع عشرات من السنين محوها...وهذا ما حاول الفيلم الوثائقي عن جيفارا الذي عرض الشهر الماضي إعادة إحيائه في نفوس الأجيال الشابة، وهذا ما حاولته "فلسطين" أيضاً في هذا التقرير كي يستلهم الثوار اللاحقون خطى السابقين.
هبت النار - فرقة اغاني العاشقين
أسطورة السبعينيات "جيفارا غزة" خرج من "ملاجئ التخفّي" ليدخل تاريخ الثورة