سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الاكارم
تحية وتجلة
اما بعد فأحب أن اشارككم
إذ قرأتُ مؤخرًا كتاب “هي هكذا .. كيف نفهم الأشياء من حولنا”
للمفكر الإسلامي المبدع الدكتور عبد الكريم بكّار،
الكتاب يبحث في ثلاثين سُنّة إلهية في الأنفس والمجتمعات، ويسلط الضوء عليها، ويبحث في كيفية الإستفادة منها، وكيف لنا ان نرتقي بفهمها وتسخيرها ..
أضاف لي الكتاب أبعادًا جديدة، وفهمًا أعمق للكثير من الأشياء من حولي، أنصحكم بإقتناء الكتاب، وقد قررت أن أتبعه بكتاب
“خمسون شمعة لإضاءة دروبكم” ..
يتكلم الكاتب عن 30سنة من سنن الله عز وجل ولكن سنن لم يسبق طرحها من قبل في الكتب أو الخطب سنن أقرب ما تكون إلى سنن النفس البشرية وكالعادة أسلوب الدكتور عبد الكريم يحتاج إلى الكثير من الصبر والوقت حتى ينفذ إلى دائرة
المعرفة ,بصراحة من أجمل الكتب التي قرأتها في حياتي سأعدد السنن المذكورة في الكتاب:
1- الإنسان حب غير محدود او مرهون للمال
2- تعارض المبادئ والمصالح معقد وهو ابتلاء
3- الإنسان كائن مستهلك
4- القوة تملأ الفجوة بين الناس والحق
5- الإسراف في النقد يعكّر مزاج صاحبه
6- الاختيار ينطوي دائماً على مخاطر الانقسام
7- التهميش طريق الاضمحلال والخسران
8- الإنسان صاحب رغبات متعارضة
9- رفاهية الروح رهن بالتطوع
10- نحن من نجس ما نهج سبه.
11- المشكل الأساسي في الضعف المحلي وليس في الهجوم العالمي
12- فهم الماضي شرط لفهم الحاضر
13- ضعف الإنسان شرط لفهم الحاضر
14- ضعف الإنسان في قوته
15- شدة الحاجة مع شدة الجهل تجعل صاحبها موضعاً للاستغلال
16- إرادات الناس ...محور الفرو قات بينهم
17- الإنسان ابن تربيته
18- ليس هناك شخص أو شعب هو مجموعة سيئات
19- الضخامة تبعث على الحذر
20- لكل شيء طاقة على التحمل.
21- ثقافة السلعة تهزم ثقافة الروح لا ازدهار من غير استقرار
22- المتعة بلا تكاليف موصولة بالتدهور
23- مع التقدم في السن يفقد الإنسان كثيراً من مرونته
24- العواطف .....ميالة إلى التطرف
25- كلما تقدم العلم .ازداد حجم ما نجهله
26- الوعي بالذات ..فرع عن الوعي لآخر
27- لكل مجال ....طبيعته الخاصة
28- أنت لا تستطيع ...أن تجمع بين كل الخيارات
29- المكان يصنع المشاعر - يحدد المجتمع السقف الحضاري للأفراد الذين يعيشون فيه. اود أن أشارككم بعض الأفكار التي استوقفتني
أشدد على أهمية قراءة الكتاب أو حتى ملخصه هذا:بسم الله نبدأ
..
# الفكر عبارة عن مفاهيم ورؤى ومنهجيات يمتلكها ويبدعها المفكر، ويجعل منها وحدة متماسكة، وهو من خلال تلك الوحدة يرى العالم ويفسّر أحداثه، ويكشف التداعيات المنطقية للأشياء، كما أنه من خلالها يطرح الحلول، ويحكم على الطروحات المنافسة. والعمل الجوهري للمفكر هو صناعة المفاهيم؛ ولذا علينا ألا نستغرب إذا رأينا المفكر يجادل في مسائل سياسية واجتماعية واقتصادية وتاريخية وحضارية؛ لأن من طبيعة الفكر تمكين صاحبه من إعمال منهجيته في معظم – ان لم نقل كل – القضايا التي تطرح أمامه.
# إن المعروض من المال سيظل أقل من المطلوب، وهناك دراسات تدل على أنه كلما انخفض المستوى التعليمي لدى الشخص فإن إقباله على الإستهلاك يصبح أشد، وربما كان ذلك من باب التعويض عن الجدب الروحي والفكري الذي يعاني منه.
# الإنسان كائن مستهلك، لكن الذي لا يعرفه كثيرون هو أن الإنسان يستهلك إلى جانب الماديات: الأفكار والأساليب والنظم والأشكال والكلمات ..
كثيرٌ من الوعاظ والمتحدثين واهل الخير والغيرة يكررون على مسامع الناس عبارات عظيمة مثل (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به اولها) و (علينا أن نعود إلى الله) وعبارات كثيرة جدًا من هذا النوع، وهذا الكلام كله – بشكل عام – صحيح لكن الناس مرَّ عليهم قرون عديدة وهم يسمعون هذه العبارات وغيرها، ولم يشعروا أنها أفادتهم في التخلص من الإنحرافات والمشكلات التي عانوا منها طويلًا، ولهذا فإنهم لم يعودوا يعلقون عليها اي أمل، ولم تعد تثير حماستهم للعمل، وصاروا يتطلعون إلى الكيفية التي تتمكن بها قيم الإسلام، ونظمه من تحضير الامة والإرتقاءبها، أي إن تكرار تلك العبارات أوجد نوعًا من التشبع بها والذي يولّد العزوف عن التفاعل معها في نهاية المطاف.
علينا ان ننظر إلى الأفكار على أنها أشبه بدرجات السلم، فنحن نرتقي عليها، ونصعد نحو الأعلى، أي نستفيد منها، لكننا لا نحملها معًا إلى السطح، إننا نتركها في مكانها ونصبح أعلى منها، وهكذا ما هو سائد اليوم من أفكار … مهمته أن يدفعنا إلى الأمام، ولكنه وهو يدفعنا يستنفد طاقته الذاتية، وعلينا ان نبحث عن شيء جديد من كل ذلك حتى نحصل على إندفاعات وانطلاقات متجددة.
لذا فإن استهلاك الناس للأفكار يشكّل مأزقًا لكل أولئك الذين يبغون التأثير في غيرهم (مفكرين، دعاة، مثقفين…) إن عليهم أن يقدموا شيئًا يتجاوز خبرات الناس ومؤلفاتهم وهذا يتطلب منهم درجة عالية من الدأب على التعلم والبحث والإبداع.
# الإختيار ينطوي دائمًا على مخاطر الإنقسام: حيث إن ممارسة الإختيار والتماسك شيئًا من التضاد، وهذا ما يجعل الدعاة في الساحة الواحدة يظهرون بمظهر المنقسمين على أنفسهم بل بمظهر المتنافسين في بعض الأحيان. وهذا شيء لا مناص منه ولا يمكن الفكاك من كل تداعياته، وإنما يمكن تلطيف آثاره.
الحرية هي القدرة على الاختيار، ولا يمكن للاختيار أن يكون حقيقة واقعة إلا إذا كان هناك خيارات، وحين نربي أبناءنا على الحرية في التعبير واختيار ملابسهم وحوائجهم .. فإن الأسرة تبدو في عين المراقب وكأنها مفككة وغير مهذبة بالقدر الكافي، وهذا ليس بعيدًا عن الواقع في بعض الأحيان، حيث لا يعرف الأطفال الحدود الفاصلة بين حرية الذات واحترام الأبوين، والحدود الفاصلة بين ماهو من حقوقهم وما ليس منها.
وتظهر الأسرة التي يمارس الأبوان فيها تربية صارمة بمظهر لائق، وتبدو أشد تماسكًا وانسجامًا، وقل مثل هذا في الدول والمدارس والجماعات … وهذا شيء طبيعي حيث إن الحرية تتصل بالحداثة واللذة والتجريب والعشوائية، ام الاستبداد فإنه متصل بالانسجام والاتساق والتزام الحدود، لكن من الماحظ أن التماسك الموجود لدى الحكومات والأسر المستبدة هو تماسك ظاهري ومؤقت، ويشتمل على عوامل إنقسامه بشكل نهائي، وعلى العكس من هذا فإن الأطر التي تأخذ بالشورى فإنها تبدو متصدعة وهشة، ولكنها تخفي تحت ذلك التصدع وحدة عميقة وصلابة عظيمة، بسبب الحرية والكرامة التي يشهر بها الأفراد.
المقصد أنه لا يمكننا أن ننمي لدى الناس الشعور بالحرية والكرامة دون ان نواجه مخاطر الإنقسام السطحي أو العميق.
# لدى كل فرد منّا وازع داخلي، هذا الوازع يقوى ويرتقي وينمو كلما أصغينا إليه واستجبنا لمبادراته وتحذيراته، لأننا بذلك نفسح المجال له في حركتنا اليومية، وهو يتنفس من ذلك المجال وينتعش … إننا حين نهمش ضمائرنا ندفع بها في طريق الإضمحلال، وبذلك نخسرها ونخسر الفوائد الجمة التي تعود علينا من وراء وجودها، ولا سيما أننا نعيش في زمان تتراجع فيه الرقابة الاجتماعية، وتزيد فيه إمكانية الغش والاحتيال والخداع والانحراف.
# أناقة الروح ورفاهيتها تتمثل في تلك المشاعر النبيلة والدافئة التي تغمرنا حين نتجاوز في أعمالنا مرحلة الواجب إلى مرحلة التطوع والتنفل والتضحية والعطاء المجاني.
إن الله جعل في كل ظاهرة عناصر داخلية تشكّل ذاتيته، وتمنحه قوامه، وجعل بيئة خارجية تؤثّر سلبًا أو إيجابًا، وقد قضت
حكمة الله أن يظل التأثير الأساسي للعناصر والعوامل الداخلية، وأن يظل تأثير العوامل الخارجية هامشيًا ومحدودًا ما لم يتمكن العامل الخارجي من تحويل نفسه إلى عامل داخلي، والله تعالى يقول في هذا الشأن {وإن تصبروا وتتقوا لا يضرّكم كيدهم شيئًا} {أولمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا؟ قل هو من عند أنفسكم}.
وكفهم لهذه السنة : فإن ضعفنا هو السبب في التآمر علينا، وليس التآمر علينا هو السبب في انحطاطنا وتخلفنا. ولا شك بعد هذا أن الغرب يستثمر قوته لنكون أضعف. إن الأعداء يطرقون الأبواب لكنهم لا يدخلون إلا إذا فتحنا لهم.
# فهم الماضي شرط لفهم الحاضر، وانطلاقًا من هذا فإن الأمم المتقدمة تهتم بتاريخ العلوم وتراجم الرجال العظام الذين كان لهم أثر بالغ في تطورها، أنا شخصيًا – يقول الدكتور – حين أقرأ في علم أعرف تاريخه على نحوٍ حسن أشعر وكأنني أتحرك في غرفة مضيئة على نحوٍ ممتاز، وحين لا يتوفر لي ذلك أشعر وكأنني أتحرك في غرفة مظلمة.
وهذا يتطلب منّا أن نجعل في بداية كل علمٍ نقرره في المدارس والجامعات مقدمة نشرح فيها تاريخ ذلك العلم والأطوار التي مرّ بها.
# لكل مجال طبيعته الخاصة، ففي المجال الفكري – مثلًا – العمل الأساسي للمفكّر هو صناعة الأفكار وإنتاج المفاهيم الجديدة، فمن طبائع المجال الفكري:
1- كثيرًا ما يبدي المفكّر لمن يتابع طروحاته نوعًا من الوثوقية الزائدة، حيث إن من طبيعة العمل في إنتاج المفاهيم أن يمنح صاحبه شيئًا من الزهو والاعتداد بالنفس، وهذا يعني أن على المفكّر أن يتواضع ويتهم نفسه.
2- يظهر المفكّر احيانًا وكأنه من مثيري الجدل والشغب الثقافي، وذلك لأن من طبيعة عمله القيام بإلقاء الحجارة في المياه الراكدة وحفز الناس على إعادة التفكير في مسائل يظنون أنهم قد فرغوا منها.
3- ليس من المستغرب أن يعاني من يتحرك في المجال الفكري من شيء من الجفاف الروحي والجمود العاطفي في علاقته مع الله سبحانه وتعالى، وذلك لان المفكرين يحاولون أن يكونوا موضوعيين على قدر الإمكان، كما أنهم يمارسون التعليل والتحليل بكثرة، مما يجعل فهمهم للأشياء يبدو وكأنه مادي. وبعض المفكرين يتمادى في ربط الأسباب بالمسببات، فيغيب عن طرحه بعض المعاني الإسلامية مثل التوكل والتوفيق ومثل تأثير المعاصي في تدهور الأوضاع والمشروعات. ولذا فإن على المفكّر المسلم ان يعمّق المعاني الإيمانية في نفسه، وأن يعيد شحن طاقته الروحية باستمرار.
# أنت لا تستطيع أن تجمع بين كل الخيارات، فمثلًا نحن لا نستطيع أن نهاجم الأعداء ونبرز مثالبهم وسلبياتهم، ونقوم بتشويه صورتهم أمام جماهيرنا، ثم نستفيد منهم، أو نفهمهم على حقيقتهم، لأننا نحاول الجمع بين خيارين لا يمكن الجمع بينهما. إننا حين نشوه سمعة العدو، وننظر إلى ذلك على أنه أداة لتعزيز ثقة جماهيرنا بأنفسها، فإننا نوجد حواجز نفسية تحول دون التفاعل مع فضائل العدو، ونلقي على الأعين غشاءً يحول دون رؤيتها، والخيار الصحيح هو أن نقف موقفًا عادلًا، نذكر ما لهم وما عليهم.
# المكان يصنع المشاعر، فنحن نُشكّل مساكننا، ثم تشكّلنا مساكننا، كما قال تشرشل.
وتدل الدراسات على أن الناس حين يكونون في مكان واسع وانيق ومنظم وهادئ يتبادلون بينهم مشاعر جميلة، مشاعر مشحونة بالغبطة والامتنان واللطف، فترى السلام الحار والعناق، وتسمع الكلام اللطيف المعبّر عن السرور والهناء، والعكس بالعكس.
وحين يزدحم الناس في مكان، فإن إحتمال احتكاك أجسادهم ببعضها يصبح أكبر، وهذا يثير لديهم مشاعر الضيق، وأحيانًا التوجس والعدوانية، كما أن الزحام يجعل الناس يشمون بقوة روائج الأجساد المزدحمة وهذا كثيرًا ما يثير النفور وعدم الإرتياح.
علينا أن لا نسرف في تكديس الأشياء في بيوتنا، لأنها حين تكثر توجد لها مجالًا حيويًا في عقولنا ونفوسنا، وتضغط بالتالي على أرواحنا، وسنكون من اهل الحكمة إذا عملنا بالمقولة التالية (استغناؤك عن الشيء، خير من استغنائك به).[size=24سوف أكتفي بهذا القدر من الإقتباس عذرا ً للإطالة فكل ما فيه جميل ،
من ..كتاب : هي هكذا ..كيف نفهم الأشياء من حولنا
أ.د عبد الكريم بكار
انما اريد أن أذكّر بأن هذه هي الطبعة الاولى من الكتاب، طبعة عام 2009م، وهي صادرة عن دور : وحي القلم، والمعراج، ودار السلام ايضا على أجزاء
والكتاب متوفر في المكتبات
موجود في مكتبة الصدقات ..القدس ..كمثال[/size]