في احدى الغابات كان يعيش اسدا وابنه الشبل الصغير، كان الاسد كل يوم صباحا عندما يفيق من نومه يقول ( اللهم اكفنى شر بنى ادم) وكان يكررها على مسامع ابنه الصغير كل يوم، وعندما كبر الشبل الصغير لم تعد تعجبه تلك الجملة فكيف لملك الغابة ان يخشى احد إلى هذه الدرجة فزمجر في والده الاسد بعنف كيف لنا ونحن ملوك الغابة ان نخشى ذلك المخلوق الضعيف وخرج غاضبا ولم يستمع لنصيحة والده .
واثناء رحلته وجد رجل عجوز يحطب في ال غابة وعرف انه هذا البنى ادم الذى يتحدث عنه والده، فصاح به أنت البنى ادم الذى يخشاه ملك الغابة انا الان ساثبت لوالدى انك اضعف من ان يخشاك اصغر حيوان بالغابة وليس ملك الغابة أنا ساقطعك فاستعطفه قائلا الرجل العجوز لما ايها الاسد أنا لم ااذيك في شيئا أنا حطاب مسكين
فزمجر الاسد غاضبا أنا اكرهك لكثرة ما سمعت الاسد الكبير يدعو الله ان يكف شرك عنه أنا اقوى منك ضحك الرجل العجوز مما جعل الاسد الشبل يستشيط غضبا، كيف لك ان تستهين بالامر فانا سوف اقطعك وآكل لحمك
قال له لا أنت ليس قويا قال له كيف تقل ذلك قال العجوز نعم انت تستفرد بى هنا لاننى نسيت قوتى بالبيت فكيف لى ان ادافع عن نفسى فسخر الاسد من العجوز حتى لو معك قوتك فأنا ملك الغابة رد العجوز قائلا اتركنى اذهب وآتى بقوتى ونرى من منا الاقوى
ضحك الاسد الشاب اذهب وانا انتظرك هنا قال العجوز وكيف لى ان اضمن ان لا تهرب ضحك الاسد ساخرا ماذا تقول يا هذا ملك الغابة لا يهرب فقال العجوز عندى حلا اندفع الاسد ما هو رد العجوز:ساربطك هنا إلى ان اعود، وافق الاسد على الفور وذهب الرجل العجوز وعندما عاد لم يعد لوحده بل عاد معه سبعة من الشباب مفتولى العضلات وهم ابنائه كلا منهم يحمل عصاة غليظة فهوى الشباب بالعصى على الاسد ضربا مبرحا إلى ان كسرو عظامه وفكو وثاقه وغادرو مع والدهم وتركوه غارقا بدمائه وتعلم الاسد درسا لم ينساه
وفى الصباح قام الاسد العجوز فقال جملته المشهورة اللهم اكفنى شر بنى ادم فرد عليه الاسد الشاب وهو كسيرا، واولاده يا ملك الغابة واولاده.
الفائدة
فنتعلم من ذلك اخوتى ان لا نستهين بأحد او شيئا فمن مستصغر الامور تحدث كوارث ومن مستصغر الشرر تشتعل نيرانا فان دعتك قدرتك على ظلم احد فاعلم ان الله اقوى من الجميع والقوى هناك من هو اقوى منه ولا تستهين باحد فربما رغم بساطته يكون عند الله اعظم شئنا ولا ترمى بنصيحة من هم اكبر منك عرض الحائط فهم اكثر خبرة منك ودراية .