أهلا وسهلا بك في موقع منتدى ومجموعة كنز المعرفة حيث المتعة والمعرفة ، يهتم الموقع بالقضية الفلسطينية والتنمية الشخصية وتطوير الذات من خلال مقالات وقصص ذات فائدة نرحب بمساهماتكم واقتراحاتكم
المنتدى: http://inof2200.gogoo.us
المجموعة: http://groups.google.com/group/info2200
للتواصل عبر الماسنجر : raed.2200@live.com
كنز المعرفة
أهلا وسهلا بك في موقع منتدى ومجموعة كنز المعرفة حيث المتعة والمعرفة ، يهتم الموقع بالقضية الفلسطينية والتنمية الشخصية وتطوير الذات من خلال مقالات وقصص ذات فائدة نرحب بمساهماتكم واقتراحاتكم
المنتدى: http://inof2200.gogoo.us
المجموعة: http://groups.google.com/group/info2200
للتواصل عبر الماسنجر : raed.2200@live.com
كنز المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع فلسطيني ثقافي بهتم بالشباب كما يهتم بالتنمية الشخصية وتطوير الذات
نتشرف بدعوتكم لزيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/info2200
لا غرفة التحقيق باقية و لا زرد السلاسل بقلم د.ديمة طارق طهبوب
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد الرسائل : 1849 عدد نقاط العضو : 4089 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
موضوع: لا غرفة التحقيق باقية و لا زرد السلاسل بقلم د.ديمة طارق طهبوب السبت أكتوبر 15, 2011 6:51 am
نشر الدكتور فايز أبو شماله قصة واقعيه بعنوان "حبيبي وسجني" روى فيها قصة عطاف المقدسية التي بقيت صامدة اثنين وعشرون عاما تثبّت بحبها خطيبها الأسير محمود الصفدي في غياهب السجن، وتزرع الأمل في نفسه أن النصر قادم والفرح قادم، وأن ظلام السجن لن يخيم وأن فجر الحرية سيتسامى، كان حبها اتصال محمود بالحياة، وبقايا الإنسانية في قلبه، كان سلاحه لمواجهة السجان، كتبت له في رسالة: "حبيبي، وعمري وحياتي وعيوني وأملي وقلبي، إذا ضاقت عليك المعمورة، وصانعتك الأشواك والصعاب والأحزان، خذ قلبي إليك أنيسا، خذ فكري إليك صديقا، وخذ يدي أقلع بهما الأشواك، أما إذا شعرت بالوحدة والفراق، فاعلم أن وجودي المرهف، وقلبي الحائر يجتاح الجو ليعيش ساعات حنان في خيالي، يتمنى أن تتحقق و لو بعد حين، أما المعنويات ففولاذ".
هذه القصة لها صداها في حياة كل الأسرى وتتعدد أشكال المأساة، فمن لم يفارق حبيباً فارق أهلا و أما وأبا وأبناء وكلهم فارقوا أرض الوطن الذي ضحوا من أجله بزهرة شبابهم فضيقه المحتل عليهم حتى أصبح زنزانة انفرادية أو جماعية لا يكاد ينفذ إليها ضوء الشمس.
ومع كل معاني الإكبار والشدّ على أياديهم و كل مفاهيم النضال والتحدي الذي مارسوه؛ كان هناك معاناة إنسانية غير مسبوقة، وكانت على الأسيرات أشد؛ فالعدو الصهيوني لم يراعي فيهن إلّا ولا ذمة و لا ضعفا ولا أنوثة ولا أمومة بل كان الضغط عليهن يشتد أملا أن يكون الانكسار والسقوط أسرع، ولما لم ينجح معهن شيء دخلوا عليهن من أعز وآلم المنافذ بالتفتيش العاري لأنهم يعلمون أن ثلاثية الدين والأرض والعرض مقدسة في نفوسهن.
كانوا في الزنازين وعائلاتهم وإن كانوا أحرار يشاركونهم السجن ويزيد ألم البعاد وانسداد الأفق إلّا من رحمة الله والأمل به أن تصبح الأحكام المئوية بطرفة عين أياما تكتحل بعدها عيونهم بحرية أحبابهم.
مات بعض الأحباب في الانتظار خارج السجن وداخله وبعضهم شاب شعره ووهن عظمه إلا أن عزيمته ما وهنت، وظلت معارك أمعاءهم الخاوية تحاول إسماع من به صمم ومن تحجر قلبه، فهموا أن لمحنة السجن فقه تعامل وتصبر، وأن السجن مدرسة لها آداب وآفاق وعزائم على سنة يوسف عليه السلام فتحولت المحنة الى منحة خرج منها الحفظة والمتعلمون والمتزوجون والعرسان وانتصروا بإرادة الحياة على أغلال السجان، وربما استطاع العدو أن يحب الجسد ولكن الروح بقيت محلقة في ملكوت الله الذي كان يعطيهم زادهم وزوادتهم من الصبر والثقة به يوما بيوم ينتظرون فيه يسرا بعد عسر.
كان السجناء يضربون المثل داخل السجون وكان أهلهم يمثلون القدوة خارجه، وكأنهم كتيبة قتال لها مقدمة ولها مؤخرة وكل يؤدي دوره، والسجين لا يدخل السجن إلا وقد خلّف مجاهدين وراءه من أهله قد تدمع عيونهم أحيانا على لوعة الفراق ولكن قلوبهم راسخة على الإيمان بقضيتهم.
أسماء حامد زوجة الأسير القائد إبراهيم حامد يراها المرء وأولادها فيخجل أن ينظر في عيونهم، ينكسر لقصتهم فينظر لحياتهم فإذا هي متابعة وتمسك بما سجن الزوج والأب لأجله، وغفران الزامل ترضى حبا وطواعية أن تربط مصيرها بحسن سلامة الذي يعرف فضله وجهاده ويعرف كذلك في حساب البشر مدة محكوميته بمئات السنين، ولعمري إنهما يريان عرسهما قريبا كما ظنناه نحن بعيدا.
نخجل من ضعفنا أمام تجلدهم وكأننا نريد أن نلبسهم من ضعفنا ونوقن من قصصهم أن المأسور حقا من أسرته الدنيا وهواه والوهن والمحبوس من حبس قلبه عن ربه والإيمان بقدره.
هي أعراس منظورة سنشهدها في الأيام القادمة بإذن الله لن تكون ساحتها فلسطين فقط بل في امتداد قلوب آمنت و عملت لقضية الأسرى وكان الهناء في الدنيا بالأهل والولد يصعب عليهم و هم يعلمون أن هناك قلوبا منكسرة و دموعا منهمرة و بيوتا خاويه تنتظر جبرا من رب العزة يجريه على يد عباده المؤمنين، ولكنها أعراس بطابع مختلف وصفه محمود درويش فقال:
هذا هو العرس الفلسطينيّ
في ليلة لا تنتهي
في ساحة لا تنتهي
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلاّ شهيدا أو شريدا
كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس
مرحلة بأكملها أفاقت_ ذات موت_
من تدحرجها على بطن الهزيمة
وهناك شركاء في الفرح غابوا عن مشهد العيان ولكن أطيافهم ما زالت ترفرف حولهم في حواصل طير خضر منهم شيخ السجناء أحمد ياسين -رحمه الله- الذي شاركهم حياتهم سنين وسنين، ومنهم الشهداء الذين قضوا في عملية أسر الجندي، ومنهم أهل الأسرى الذين قضوا في انتظار حرية أبناءهم، ولعلهم أسمع وأحضر لعرس الحرية منا نحن الأحياء.
نعرف أن المرء يشرق بالدمع فهل يشرق كذلك بالفرحة وهل نتعود الفرحة في ربيع العرب بعد سنوات من خريف الإذلال؟ أما الخيارات فكلها بإذن الله مشرقة فهمها سجين آخر في القدم فخط للسجناء سياسة في التعامل مع حياة السجن وما بعدها فقال ابن تيميه "مايصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري أنّى رحت، فهي معي لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة".
ستُفتح بوابة الحرية و تُقفل بوابة السجن وتبقى حلاوة الأجر وتُنسى مرارة الصبر ويبقى العهد هو العهد
هنيئا أيها الأحرار... ذهب السجن و ثبت الأجر إن شاء الله.
إنهاء معاناة شاليط.flv
لا غرفة التحقيق باقية و لا زرد السلاسل بقلم د.ديمة طارق طهبوب