.::. مرحباً رمضان .::.

.::. مرحباً رمضان .::.

مرحباً بك يا رمضان , جئت بعد عام كامل , مات فيك
أقوام و ولد آخرون , سعد أقوام و شقي آخرون و اهتدى أقوام و ضل آخرون ,
جئت يا رمضان لتقول للعيون صومي عن النظر الحرام و اسكبي الدمع في جنح
الظلام , و تقول للألسن صومي عن الغيبة و النميمة و الفحش و اللغو , جئت
تقول للبطون صومي من أكل الحرام و الغش .

مرحباً بشهر صيامه سر بين العبد و ربه , ( كل عمل ابن
آدم له إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به .. ) فيا من يريد أن يتعرف على
ربه , استبشر بقدوم هذا الشهر , و احرص على أن تكون من المعتوقين و
المقبولين فيه و حاول أن تصوم كل جوارحك عن كل ما حرمه عليك ربك .

كان السلف الصالح إذا دخل رمضان بشر بعضهم بعضاً و
تهيئوا له و قدوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم . فيا أيها
الأبرار الأخيار استقبلوا هذا الشهر بالتوبة النصوح و الاستغفار .

فيا أيها المسلمون يا من ولد على لا إله إلا
الله , و يا من شب على لا إله إلا الله , جاء شهر رمضان و أصبح منكم قاب
قوسين أو أدنى , فالله الله , لا يخرج رمضان منكم و قد خاب الكثير و خسر
الكثير , اغتنموا لكي يعتق الله رقابكم من النار . و خذوه فرصة لا تعوض
فإنه مناسبة للتوبة و القبول من الله , أكثروا فيه من الذكر و التهليل و
التسبيح و التحميد و تدارسوا فيه القرآن و أحيوا بيوتكم بآيات الله
البينات و اهجروا الأغاني الماجنات الخليعات التي أغوت القلوب عن ربها
سبحانه .

قال ابن عباس : " و يرسل ربنا ريحاً تهز ذوائب الأغصان " لمن حرم في الدنيا على آذانه استماع الغناء .

فاغتنموه عسى أن تعتق رقابكم من النار , و أن تبيض
يوم تعرضون على الواحد القهار , طوبى لبطون جاعت في سبيل الله , هنيئاً
لأكباد ظمأت لمرضاة الله هنيئاً لكم يوم أدرككم الشهر تصومونه إيماناً و
احتساباً , و يباهي بكم الله الملائكة من فوق سبع سماوات .

رمضان شهر التربية الروحية

إن هذا الضيف الكريم و الوفد العظيم , جاء لترتفع
النفس عن موبقاتها , و لتتوب النفوس من معصياتها و ليراجع الناس حساباتهم
مع ربهم تبارك و تعالى في أيام معدودات يتجرد فيها المؤمن من نوازع
الشهوات النفسية , و الدوافع الفطرية , و الرغبات الإنسانية , التي طالما
متعوا أنفسهم بها من طعام و شراب و جماع و نحوها , لا لشيء إلا رغبةً فيما
عند الله سبحانه من الثواب و خوفاً مما أعد للعاصين من العقاب .

و هذا فيه تربية روحية للمسلم تجلعه يضاعف الجهود في
سبيل استكمال فضائل الروح , و تخليصها من الشركيات المهلكة , و المعتقدات
الباطلة , و الوساوس الشيطانية اللعينة , و النوازع الشريرة , و النوايا
الخبيثة و جعلها عامرة بحب الله جل و علا , و التعرف إليه في كل حركة و
سكنه , والإقبال على كل ما يقرب إليه من قول جميل أو فعل حسن حتى تسمو
الروح , و ترتفع إلى مدارج الجمال الإلهي , معاني الكمال الرباني .

قال الشاعر :
لما علمت بأن قلبي فارغ **** عن سواك ملأته بهداك
و ملأت كلي منك حتى لم أدع **** مني مكاناً خالياً لسواك

فيا أخي المسلم .....

لنبادر إلى رحاب الرحمة الإلهية , و لنسارع إلى
المغفرة الربانية , و نصل الروح بخالقها في هذا الشهر الكريم فإنما هي
نفحة من الله سبحانه و تعالى , و كلما أقللنا من ربطها بالتراب و الطين ,
هاجرت إلى ملكوت رب العالمين .
جعلنا الله و إياكم ممن شرح صدورهم , و صلحت أحوالهم , و امتلأت قلوبهم
بحب الله رب العالمين , و حب رسوله المصطفى الأمين صلى الله عليه و سلم .

من فضائل الصوم

_ أنها سبب لمغفرة الذنوب و تكفير السيئات لما في
الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "
من صام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " يعني إيماناً
بالله و رضا بفرضه الصوم عليه و احتساباً للثواب و أجره لم يكن كارهاً
لفرضه و لا شاكاً في ثوابه و أجره فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه

_ أن ثوابه لا يتقيد بعدد و لا يحد بحد بل يعطى
الصائم أجره بغير حساب لما في حديث مسلم : " كل ابن آدم له الحسنة بعشر
أمثالها إلى سبعمائة ضعف . قال تعالى : " إلا الصوم فإنه لي و أنا أجزي به
يدع شهوته و طعامه من أجلي "

_ أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة . لما في حديث عبد الله
بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إن الصيام و
القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام أي ربِ منعته الطعام و
الشهوة فشفعني فيه , و يقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه . قال :
فيشفعان . رواه أحمد .

_ إن للصائم دعوة لا ترد : عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد " .

_ إن الصائمين يدخلون من باب الريان كما في الصحيحين
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " إن في
الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة , لا يدخل منه
أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون فيدخلون فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل
منه أحد " .

_ أن الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا .
فعلينا معشر الصائمين و قد أدركنا رمضان و صمناه أن نكون صادقين مع الله
راجين ثوابه بعمل الخيرات و الإحسان و البر و نحذر من التسويف فما بعد
التسويف إلا الحسرة و الندامة , فما أسرع أيامه و لياليه الدرر !
أيام و تنتهي بل ساعات و تنقضي , تذكروا من كان معنا يصوم و يقوم و لكن وافاهم الأجل قبل قدوم هذا الشهر المبارك فقطع عليهم الأمل ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثابك الباري كل خير أخي الفاضل
على الطرح المبارك

بس معلش تكبّر الخط

لأني بجد انحولت....

» رمضان قادم ..وهل انت راضي عن رمضان الفائت؟؟؟
» فضل شهر رمضان
» كيف نستقبل رمضان؟؟؟؟؟
» قبل ان تخسر رمضان.....
» البيت السعيد بين يدي رمضان