كان الليل دامسا حينما عاد (
رائد ) إلى بيته , ولكنه لم يكن وحده , كان قد وجد حصانا . ولما عاد إلى
منزله , توسل إلى أبيه لكي يحتفظ بالحصان
قال له والده إنه من الممكن له إبقاء الحصان لهذه الليلة فقط , حيث إن من
المتوقع أن يبحث صاحبه عنه ... ثم إستطرد الأب : ( في الصباح سأقول لك
ماذا تفعل )
لم ينم رائد أبدأ هذه الليلة ... وكان همه قضاء أطول فترة ممكنة مع الحصان
. ولما ذهب والده إلى الفراش كانت الشمس قد أشرقت واسيقظ الجميع في البيت
وجاء الأب ليرى إبنه وقال له : ( أعتقد أنه عليك الآن إرجاع الحصان إلى
أصحابه ) . وقال رائد ( ولكن ياوالدي لست أدري أين يقيم صاحب الحصان , لا
أدري كيف أرجعه )
فنظر الأب إلى إبنه بإبتسامة وديعة فترة ثم قال : ( رائد , سر إلى جانب الحصان ودعه يفتح لك الطريق )
إرتدى رائد ملابسه للرحيل وهو غير مقتنع بما سمعه ولكن بعد خروجه من
المنزل فعل مثلما قال له والده ومشى إلى جانب الحصان الجميل . وتعجب رائد
حينما رأى الحصان
يلف إلى اليسار ثم إلى اليمين بإفتخار , وتابع رائد الحصان . أخيرا وصل
رائد مبتسما وفرحا ومعه الحصان إلى القرية . ولما رأى القرويون الحصان ,
أتوا راكضين , وشكروا
رائد لإرجاعه الحصان , وأعطوه هدية . ولما عاد رائد إلى منزله , سأله والده إذا كان أرجع الحصان . فهز رائد رأسه قائلا :
( فعلت مثلما قلت لي , ووجد الحصان طريقه إلى صاحبه ) .
وبعد فترة من التفكير أضاف ( أتدري ياأبي , هناك شئ أريد أن أقوله لك - حينما وجدت الحصان أمس كنت سعيدا وكان عندي
أمل أنك ستسمح لي بإبقائه معي , ولكنني الآن أكثر سعادة لأنني وفقت في مساعدة هؤلاء الناس في القرية - ولكن ياأبي
, أعرف أنك طلبت مني إرجاع الحصان لسبب ) .
فقال الأب مبتسما : ( إن السعادة تنبع يارائد من العطاء والمساعدة وحينما ساعدت هؤلاء الناس , شعرت بالسعادة وهذا هو
الدرس الأول لك . ودرسي الثاني هو أنه عندما سرت بالقرب من الحصان , وجد سبيله إلى صاحبه بدون أي تأثير منك يابني ,
يجب أن تتقبل الناس على أحوالهم ولاتحاول تغيرهم بل غير ذاتك أولا )
إذا أردت أن يتقبلك الناس , تقبلهم كما هم , وإذا أردت أن يحترموك
فأحترمهم أنت , وإذا أردت أن يبتسموا لك فأبتسم لهم , وإذا أردتهم أن
يحبوك أحبهم
إذا أردت أن تأخذ فأعط دون إنتظار أي مقابل وسوف تعطى عشرات المرات بالزيادة من الله سبحانه وتعالى
عملا بنصيحة والده , إزداد رائد إدراكا وتفهما ... أنت أيضا بإمكانك عمل
الشئ ذاته إبدأ من اليوم في التأثير على نفسك , لأنك إذا حاولت التأثير
على الآخرين
سوف تشعر باليأس والتعاسة ... كما قال غاندي ( كن التغير الذي تريد حدوثه في العالم )