Admin Admin
عدد الرسائل : 1849 عدد نقاط العضو : 4089 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
| موضوع: قصة المسجد الأقصى المبارك عبر العصور المرحلة الثانية: العلو الفرعوني الأحد أكتوبر 11, 2009 3:22 am | |
|
قصة المسجد الأقصى المبارك عبر العصور
المرحلة الثانية: العلو الفرعوني وتسلط الجبارين
من حوالي 1550 ق.م - حوالي 1000 ق.م
هذه المرحلة من تاريخ بيت المقدس شهدت تسلط الفراعنة ثم الجبارين (العمالقة) على الأرض المباركة، وبعثة موسى وهارون عليهما السلام إلى بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، لتحريرها، وتأخر التحرير بسبب جبنهم عن دخولها.
تعتبر أقوى وأهم الممالك المصرية القديمة. فبعد أن هزم حاكمها، أحمس الأول، الهكسوس، أصبحت تسيطر على مصر كلها، ثم توسعت شمالا. وفي عهد تحتمس الثالث، الذي تولى الحكم حوالي عام 1479 ق.م، وكان أول حاكم مصري يلقب بالفرعون [1] pharaoh، بلغت الدولة المصرية أقصى اتساع لها فامتدت من الأناضول شمالا إلى القرن الإفريقي جنوبا، وخضعت يبوس بذلك للحكم الفرعوني المباشر.
ولكن المصريين القدماء لم يكونوا يؤمنون بالإله الواحد الأحد، بل إن قسما منهم اتخذوا حكامهم الفراعنة آلهة. فاتسم عهدهم بالإفساد والعلو في الأرض، وعم الظلام الأرض المباركة.
- قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص 4-6
أما بنو إسرائيل المؤمنون Children of Israel/ Israelites، والذين هاجروا إلى مصر أيام الهكسوس، فقد سامهم الفراعنة سوء العذاب، فكانوا يقتلون أبناءهم ويستبقون نساءهم للخدمة. وإزاء ذلك البلاء، كان من هؤلاء المؤمنين من تمسك بدينه، مثل آل موسى Musa (Moses) وهارون Harun (Aaron) عليهما السلام، ومنهم من تأثر بفرعون وجنوده، فبغى على قومه، مثل قارون، بينما طغت المادية على حياة الكثيرين منهم.
- قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) القصص 76
- قال تعالى: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) القصص 79
ومع عظم البلاء، جاء عظم المنحة، فبعث الله تعالى موسى عليه السلام، والذي نجى من بطش عدوه فرعون مصر، بعد أن تربى في بيته، وبعث معه أخاه هارون عليه السلام لدعوة هذا المتجبر إلى الكف عن ظلمه، ولإخراج بني إسرائيل من العذاب المهين، إلى أرض النجاة والأمل، أرض بيت المقدس.
- قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) إبراهيم 5
- قال تعالى: (أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) الشعراء 17
واستكبر فرعون وجنوده، ورفض دعوة موسى وأخيه عليهما السلام، فأهلكهم الله بآية عظيمة شهدها بنو إسرائيل بأعينهم، وهي آية فلق البحر. وخرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر إلى سيناء قاصدا الأرض المقدسة، حيث المسجد الأقصى المبارك، وكان ذلك إيذانا بزوال ملك الفراعنة.
- قال تعالى: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) البقرة 49-50
- قال تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) طه 80
- قال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) الأعراف 137
مسار خروج نبي الله موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر (المصدر: دورة علوم الأقصى الأولى على الإنترنت –د.عبدالله معروف)
ولعل رسائل تل العمارنة Amarna letters ، والتي شملت مداولات بين الإدارة المصرية، خاصة في عهد إخناتون الذي حكم مصر خلال العقد 1330 ق. م، وممثليها في أرض كنعان، ومنهم عبد حيبا، تدل على بداية تعرض الحكم الفرعوني للأرض المباركة للانحسار في تلك الفترة. حيث تضمنت مطالبات للفراعنة بتوفير الحماية لها من الأعداء الذين يعتقد أنهم كانوا من الحيثيين أو الهكسوس أو العبرانيين.
ومع ضعف دولة الفراعنة وانحسار حكمهم المباشر للأرض المباركة، انتقلت مقاليد الأمور فيها إلى قبائل تعرف بقبائل "بلستيا" Philistines، قدمت من جهة البحر المتوسط، ومن جزر كريت في بحر إيجه، إلى الأرض المباركة، واستوطنتها، ويعتقد أن الاسم "فلسطين" Palestine نسبة إليهم. وباندماج هذه القبائل، التي لم تعرف التوحيد، بأهل بيت المقدس من اليبوسيين والكنعانيين، انحرفوا جميعا عن دين إبراهيم عليه السلام، بل لقد كانوا على أشد درجات الفساد، وعرفوا بالعمالقة Amalekites.
ورغم تعدد نعم الله على بني إسرائيل، الأمة المسلمة آنذاك، والموكلة بتحرير الأرض من نير الظلم والفساد، إلا أن عصيانهم لموسى عليه السلام بعد خروجهم من مصر تكرر لأكثر من مرة، على ما فصله الله تعالى في سورة البقرة، وفي كثير من سور القرآن الكريم، وكأنما أفسد الذل الذي سامهم إياه فرعون نفوسهم، فجبلت على الإعراض عن المعالي. وكان من أبرز مظاهر عصيانهم وجحودهم للعهد مع الله تعالى عبادتهم العجل من دون الله، ثم جبنهم عن دخول الأرض المباركة وتحريرها وتحرير البيت المقدس من براثن العمالقة (والذين أشار إليهم القرآن الكريم باسم الجبارين).
- قال تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) المائدة 21 – 22
وتألم موسى عليه السلام كثيرا لهذا الجحود والعصيان، ولبقاء المسجد الأقصى محروما من وصال المؤمنين، دون أن تمتد إليه يد لتعميره أو إزالة المظالم حوله، فلجأ إلى ربه يدعوه أن يفرق بينه وبين القوم الفاسقين. وكتب الله عليهم التيه أربعين سنة، وذلك في أرض سيناء على الأرجح، حتى ينشأ جيل جديد لم يفسده الذل.
- قال تعالى: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) المائدة 26
ومات هارون عليه السلام في التيه. وبانتهائه، قاد موسى عليه السلام الجيل الجديد من بني إسرائيل الأكثر إيمانا نحو الأرض المقدسة، من جهة الأردن، ولكنه أيضا مات قبل أن يدخلها. ويروي الحديث الشريف أنه دعا الله تعالى أن يدنيه منها عند موته، فاستجاب عز وجل له.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أُرْْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ فَالْآنَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ.) صحيح البخاري/ حديث 1253 ترقيم العالمية
وبعد وفاة موسى عليه السلام، بعث الله تعالى نبيا آخر (تذكر التوراة المتداولة حاليا بيد اليهود والنصارى أن اسمه يوشع Joshua) قاد بني إسرائيل باتجاه الأرض المباركة، فعبر نهر الأردن حوالي عام 1190 ق. م، بحسب المصادر التاريخية[2]، وفتح أريحا.
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ لِبَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ) مسند أحمد/ 7964
ولكن بني إسرائيل جددوا عصيانهم، وخالفوا توجيهات الله تعالى لهم بطلب المغفرة عند فتح القرى، فكفروا بنعمة الله عليهم بدلا من شكرها. وهذا الموقف استتبع تأخر دخولهم بيت المقدس لسنوات طوال خلال ما يسمى بعصر القضاة، والذي اتسم بالفوضى والانحلال.
- قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ. فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) البقرة 58- 59
ويحفل القرآن الكريم بقصص بني إسرائيل، في حياة موسى عليه السلام، وفيما بعدها، ويفصل مظاهر عصيانهم لله ورسوله في كثير من آياته، وهو ما يشكك في صدق إيمانهم بهذا النبي الكريم وولائهم لبيت الله المقدس، ويكذب دعاوى اليهود الحاليين بهذا الشأن. كما أن هذا التفصيل لهذه القصة العظيمة يؤكد ارتباط النصر والفتح بقوة الإيمان والعقيدة والطاعة لله ورسله في نفوس الأمة المسلمة في أي وقت وحين، فضلا عن تأكيد ارتباط الأمن والسلام في العالم أجمع بسيادة العقيدة الصحيحة والمنهج القويم على هذه الأرض المباركة.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] موسوعة ويكيبيديا http://en.wikipedia.org/wiki/Thutmose_III_of_Egypt
[2] د. محسن محمد صالح، ، الطريق إلى القدس،(القاهرة، مركز الإعلام العربي،2003م)، ص: 27
| |
|
فلسطينية جريئة
عدد الرسائل : 68 العمر : 40 عدد نقاط العضو : 90 تاريخ التسجيل : 15/10/2009
| موضوع: رد: قصة المسجد الأقصى المبارك عبر العصور المرحلة الثانية: العلو الفرعوني الأحد أكتوبر 18, 2009 12:03 pm | |
| تِـسّـلـمْ إيـدكْ أخِـيّ عَـلـيّ الّـمَـوٍِضـوٍِعْ الرائع
وٍِرٍِبـنـآ يـنـصُـرٍِنـآ عَـلـيّ أعّـدآئـنـآ
الله يـعّـطِـيّـكْ ألـفْ عَـآفـيّـة
بـإنـتـظـآرٍِْ جَـديّـدكَـ
دُمّـتْ بـوٍِدْ | |
|