هل فلسطين في يد أمينة
هل فلسطين في يد أمينة , هل ينبغي أن نطمئن عل قضيتنا التي لم نرى لها بوادر أمل , و هل ينبغي أن نثق في كل يد تحمل قضيتنا مع أن قضيتنا لم تعرف يد مثل التي تحكم الخناق عليها بحجة أنها اليد الخضراء القادمة من خلف أسوار الجنة .
منذ أن وطأت أول قدم يهودية ملطخة بوحل الإحتلال و اليد الخضراء تحملها , و لا ندري هل تحملها لبر الأمان أو لبر النسيان , منذ أن تقدمت اليد الخضراء على الأيادي الحمراء منها و البيضاء , الصفراء,و السوداء و القضية لا تعرف يد سواها أم أن أيادينا ليس لها الشرف أن تحمل القضية مثلها مثل هته اليد المتغطرسة التي بنى لها الغرور و الكبر قصرا من الطموح الزائف , أليست هذه اليد الخضراء المدعية هي التي تبني الآن جدار الذل و المهانة , أليست هذه اليد لا تفتح معبر رفح حتى تتناقش مع سجان و مغتصب غزة و فلسطين ليمد لها يده المساعدة في تدوير المفتاح , أليست هذه اليد لا تقلب أي صفحة جميلة حتى تباركها يد الصهيون و تفسدها , أليست هذه اليد من تضغط على جرح غزة بشدة و تدعي المداواة , ألا سحقا لهذه اليد المتعفنة بمرور السنين , لابد للجسم العربي الشريف أن يقطع هذه اليد منه قبل أن يتفشى فيه المرض .
و هنا يأتي السؤال : هل قضيتنا في يد أمينة ؟
من قال نعم يفسر ما قال و يشرح لي كيف أن الآن غزة على وجه الخصوص تعيش هذه العيشة المهينة التي زادها مهانة جدار الذل و الهوان و أخص غزة لأنها قلب القضية من ناحية المقاومة و الصمود .
من قال نعم لابد له أن يقرأ التاريخ باللغة الإنسانية و سوف يدرك الدم الذي تلطخت به هذه اليد الخضراء .
من قال نعم يجهل تمام الجهل أن هناك ثنائي العنصرية العربية الذي ولد من رحم إسرائيل .
أما الذي يوافقني الرأي و يدرك أن قضيتنا ليست في يد أمينة , أقول له بكل بساطة اطلع على الأخبار الخاصة و الحكومية الغربية و العربية و خذ فكرة عن اليد الخضراء , و أبسط دليل بعد كل الخذلان العربي الذي تتقدمه مصر من صمت و رضوخ و تفويت الفرص بقصد أو بغير قصد و تشاور مع إسرائيل في السر و العلن , عار الهزيمة المؤكدة و هو الجدار الفاصل بين الأم و البنت هذه الأم التي تتبرأ من أطفالها يوم بعد يوم هل تستحق قول الأم و ثانيها منع المساعدات الدولية و العربية الفردية و الجماعية بطريقة غير مباشرة و بصورة سخيفة , ما هو الأهم أن تدخل المساعدات التي غزة في أمس الحاجة لها أم نضام المعابر الذي غنته مصر ببوق الهزيمة , و إذا كان الأولوية أن تدخل المساعدات من مناء العريش و لا يهم الوقت و لا يهم الأطفال و الشيوخ في غزة فإن مصر لا يهمها ما يجري لبنتها , أم أن الحكاية حكاية أم رفضت أن تغرم ابنتها بابن الجيران لأنه عنيف و غير مواكب لحضارة الأم , هكذا مصر هي لا تقبل لغزة أن تغرم بالمقاومة .
هذا من جهة , و من جهة أخرى عباس الرئيس يريد بعد إن انكشفت نواياه و تورطه في حصار غزة أن يلهي قليلا المتتبعين , و ما ناد له قبل قليل في قصر الرئاسة لدليل على ذلك و من تتبع خطابه يخلص بنتيجة فكاهية و بعد الضحك و الإبتسامات و تبادل النكت غير المكشوفة موجهة لحماس و تقمص دور القذافي الفكاهي قال من بين ما قال ندعو حماس لللحمة الوطنية , و بعدها مباشرة قال نحن نساعد بتوسيل المساعدات الغذائية و غيرها عربية و دولية لقطاع غزة و لكن حكام القطاع و هم حماس يصادرونها و يبيعونها كما يقال بالمثل الشعبي الجزائري( من هنا حامية و من هنا تكوي)
كيف يا عباس تدعو حماس لللحمة و أنت من يتهمهم بالسرقة و يتهمهم بالمساهمة في تجويع شعب غزة و هل من ضحي بالغالي و النفيس من أجل بلده يساهم في تجويعه أم أنك يا عباس كما قلت سابقا تريد إعادة قلب الأوراق لتجد لنفسك و من معك مزيد من الوقت .
و إن كان كما تقول فمن باب أولى عدم تبادل التهم يا رئيس للم الشمل مادام هدفك إنهاء المسألة , و كان كذلك من باب أولى عدم مباركة جدار الفكر العنصري التي تشيده مصر شريكتك في قلب الأمور .
و لنوافق عباس في الرأي , ما أول ما سيرد به كوادر حماس عن كل ما قيل
أ/ فيما يخص الجدار العازل المهين : لن تقبل حماس وضع يدها مع من ينادي بتجويع غزة ببناء الجدران الصهيونية الفكر و القصد .
ب/ فيما يخص المصالحة و الإمضاء على الوثيقة : لحماس مطالب لا تعود سلبا على القضية و لا على سير المقاومة و الوحدة الفلسطينية وافقو عليها إن كانت نيتكم مصلحة شعب فلسطين .
جـ/ فيما يخص الثقة السياسية : كيف تسرق شريكك في المصالحة علنا و تقول له هيا نتصالح و كأنك تمدح عدوك بالشتم .
و في الأخير أقول شيئا يا أعزائي :
عباس تغنى اليوم في خطابه بقول الأعداء و قال : قالت إسرائيل نحن ضربنا حماس ...و هي تجوع الناس
و في حقيقة الأمر هذا ما تريدة بعض الدول المتجهة مسلمة لإسرائيل للقضاء على المقاومة الشريفة و حصارها بكل الوسائل .
و أقول لحماس كل ثمن يقدم من أجل التحرير مالا أو أرواحا يعتبر ثمنا زهيدا لأن الحرية ليس كمثلها شيء أباؤنا و أجدادنا في الجزائر قاومو أكبر مستعمر في التاريخ في ذلك الوقت و ما فكرو في الجوع و لا فكرو في الأرواح التي إستشهدت بل فكرو في نقطة واحدة و هي الحرية و لا شيء سوى الحرية و بفضلهم تحررنا و نحن الآن أسياد و هم عند ربهم يرزقون و من بقي حيا يعتبر في الجزائر رمزا من رموز الحرية .
لذلك أقول لا مفاوضات بدون مقاومة احمل بندقيتك و اقتل من يغتصب أرضك و فاوض إن أردت لأن يا إخواني الفلسطينيين هذا ما تفعله للأسف إسرائيل تقتل الشيوخ و الأطفال و ترمل النساء و تعتقل الرجال و تفاوض و تحملكم أنتم المسؤولية , و ما تدعو له السلطة و مصر و بعض المنبطحين على أبواب إسرائيل المفاوضة دون القتال فهل يعقل هذا ؟؟؟......
و إن كان كلامي غير منطقي ضربت لكم مثل الجزائر ما رفع أصبع عن الزناد يوما و ما كل سياسيونا عن المفاوضات يوما و هكذا الجبال و الغابات و الصحراء تشعلها البنادق و الصحف و الملتقيات يلهبها الزئير الخارج من الحناجر , لذا قال مفدي زكرياء :
لذا قال مفدي زكرياء :
نحن ثرنا فحياة أو ممات .....و عقدنا العزم أن تحيى الجزائر
و أقول أنا :
لا حياة لا ممات دون عزة ..... لا جدار لا خذلان يقهر غزة
بقلم مراد خديمو / الجزائر