قيل في الامثال : لو ان الامور تقاس بطول الشوارب لاصبح الفأر سيدا على هذا العالم .. فشنبات الفأر متينة وقوية ، واطرافهما يمكن ان يقف عليهما الصقر دون ان يضطر لفرد جناحيه ، مما يؤهله لدخول موسوعة جينيس ..
اما سرعته في الجري فهي اكبر واوسع من سرعة القذائف الفسفوريه .. اما سياسته في استجلاب اناثه اليه فهي افضل الف مرة من السياسات التي تقال وتنفذ في مؤتمرات القمة العربية .
وقوة الفأر دائما تقبع في شنبه .. تماما مثلما هي قوة الرجل العربي بين فخذيه .. فقد اظهرت الدراسات ان شعرة واحدة من شنب الفأر يمكن ان تسحب سيارة لمتر واحد قبل ان تنقطع .. ولقد قيل في الفأر امثالا مفيدة منها انه سبع البرومبه .. و .. طويل عريض لو مد ايده ف حيطه .. يقدر يسلم بيها ع الجيران .. فهو يجوس خلال حيطان البيوت باحثا منقبا دون ان تمنعه طائرات الاباتشي من اختراقها . وينزلق من بيت الى آخر دون ان توقفه الصواريخ الذكية والغبية عن الوصول الى غايته .. مثلما قالت المرأة العربية في الرجل العربي امثالا مفيدة ايضا .. فقد قيل .. ظل راجل ولا ظل حيطه .. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيه مثلا اذ قال : ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل .. أو ارى الرجل فيعجبني فاذا قيل لا صناعة له سقط من عينه .. وصناعة العربي اليوم هي التي يمارسونها في غرف النوم فقط .. لاستجلاب اطفال يزيدون الاعداد كما حتى لا تنقطع ذرية امتنا .. ويجلبون البلاء للافواه الجائعة .. لذا فلا صناعة لهم لان النفط وموارده تكفيهم بلاء الصناعة والزراعة والعمل .
واوجه الشبه بين الفأر والقيادة كثيرة وكبيره .. فالفأر يستخدم عادة لاجراء التجارب على بدنه النحيل .. والقادة العرب تستخدمهم امريكا واسرائيل لاجراء التجارب على عقولهم .. والفأر يأكل الاجبان ايا كان نوعها . والقادة يقبلون على الاجبان الامريكية ويستبدلونها بالنفط بحجة انها لذيذة الطعم ..الفأر يحاصر في حاضنة لاجباره على تلقي الابر المقوية لاختبار عقار الفياجرا .. والقادة يحاصرون تكنولوجيا لكي تبقى اسرائيل هي السيد في منطقة الشرق العربي .. الفأر يحب العسل الى درجة الجنون .. والقادة لا يفطرون في الصباح الا على العسل المصفى .. اما شعوبهم فلا بأس من أن تأكل الهواء فطورا . اما اوجه الشبه بين الفأر والانسان العربي فيمكن ان يكون ادراجها فيه بعض الفائدة مع الاختلاف النسبي .. فشوارب الرجل العربي طويلة عريضة كثيفة يستخدمها عادة لتخويف زوجته واطفاله .. واحيانا للحلف بهما كذبا .. وشوارب الفأر ايضا تشترك في نفس الصفات ولكن الفأر يستخدمها مجسات للدخول في الجحور التي تجابهه ان كانت تسمح لجسمه ان يدخل فيها او يغير ( الخزق) الذي يريد الدخول فيه .. وهو بهذا اذكى من الرجل العربــــــــي الذي ما ان يرى (خزقا) حتى يحاول ان يدخل اصبعه فيه حتى وان كان بداخله افعى .. وحتى لا يغضب مني رجال العرب فاني واحد من هؤلاء .
شىء واحد يمكن ان يختلف فيه الفأر عن القائد .. الفأر يدافع عن انثاه اذا ما تعرضت للمعاكسة .. ويدخل المعركة غير عابىء بنتائجها .. فسيان عنده ان مات او عاش .. فالموت عنده (شهادة) ضد من يحاول الاعتداء على انثاه .. والعيش عنده رفع رأسه امام اقرانه بانه لم يتوان عن الدخول في حرب ضد جيرانه وممتلكاتهم ان تعرضوا لعرضه الثمين حتى وان كان العدو فيلا .. ولكن القائد بكل مسمياته يفصح عن رغبته بالرد المناسب في الوقت المناسبة في الساعة المناسبة .. ثم تحمل انثاه وتلد سفاحا دون ان يتدخل في الامر .. ويعلل عدم تدخله ان الميزان الاستراتيجي يميل لصالح الخصم .
ولقد قال لي احد الاصدقاء عندما قرأ هذه الكلمة قبل ان تنشر .. لماذا لانخرج في مظاهرات حاشدة نطالب ان يكون رئيسنا فأرا .. فالميزات التي يحملها تتفوق على ميزات الزعيم .. بل وتنتصر عليه .
فالفأر لا يسرق الطعام من (زميله) الا اذا كان جائعا .. اما الزعيم فيسرق الشعب الجائع .. والفأر مسلول رشيق القوام شكله متناغم مع خلقه .. ولكن الزعيم كرشه امامه مثل دبابة محترقه .. واسته خلفه مثل مقطورة ذات عجلات عشرين .. الفأر وسيم جميل رائق النظرة .. لكن الزعيم سيىء الخلق والخلقه وتقدح عيناه شررا اذا ما قامت مظاهرة في بلده تطالب بالحريه .. والفأر يا سيدي يتخذ القرارات السياسية بدخول الحرب حال الاعتداء على جحره . لكن الزعيم يغمض عيناه حتى وان سقطت القذائف في غرفة نومه ..
شىء آخر يتميز به الفأر عن الزعيم .. فهو ان رأى مذبحة تقام ضد بني جنسيه يكشر عن انيابه ويبدأ الهجوم دفاعا عنهم .. لكن الزعماء جميعا من اصغر صعلوك فيهم الى اتخن كرش يغمضون عيونهم عما يجري لابناء جلدتهم .. فلماذا لا يكون رئيسنا فأرا .
هنيئا للجرذان التي يحكمها فأر حكيم .. وهنيئا للفئران التي يحكمها جرذ مقاتل .. فلقد اثبتت الجرذان والفئران انها تقاتل كالرجال .. وتتوالد كالاناث .. وفيها من المروءة ما لا يمكن ان ينكره احد .. اما هم .. اولئك الذين يصدعون رؤوسنا عن الظرف المناسب والوقت المناسب والساعة المناسبة .. فهم الجرذان الحقيقيون الذين يتباهون فقط بطول شواربهم .. وكل شنب وانتم بالف خير .