الشهيد القائد القسامي محي الدين الشريف
المطلوب رقم ( 1 ) والمهندس رقم ( 2 )
قاد المقاومة في أوقات حرجة .. نفّذ عمليات هزّت الكيان الصهيوني
في الخامس من كانون الثاني يناير 1996 م استطاع الكيان الصهيوني اغتيال قائد مجموعات الاستشهاديين في كتائب عز الدين القسام المهندس يحيى عياش بعد مطاردة استمرت أكثر من ثلاث سنوات وابتهج الكيان الصهيوني بالحدث ظنا منه أنه وضع نهاية لأسطورة الكتائب ومسلسل الرعب الذي يعيشه الكيان منذ انطلاقة حماس ولكن لم يكد يفرح هذا الكيان حتى فاجأته الأحداث بوجود مهندس ثان هو محي الدين الشريف الذي أكمل درب معلمه فاستحق لقب المهندس رقم ( 2 ) ، فمن هو محي الدين الشريف ؟
اسم على مسمى ..
يقولون : " لكل اسم من صاحبه نصيب " .. واسم شهيدنا " محي الدين ربحي سعيد الشريف " .. ولهذا الاسم دلالات تعبر عن صاحبها .. فشهيدنا البطل تمثّل هذا الاسم الذي حمله طيلة حياته الجهادية التي سطَر خلالها أروع قصص البطولة والفداء حتى استشهاده .. فهو .. محيي الدين : كيف لا وهو من أحيا هذا الدين بجهاده وصموده . فيه معنى الحياة بكل ما تحمل الكلمة من معنى . ربحي : فقد ربح البيع بجهاده واستشهاده . سعيد : وهل هناك سعادة أكثر من أن يرزقه الله الشهادة .. الشريف : وأي شرف ارفع من الانتماء لكتائب القسام الجهادية .
مولده ونشأته ..
ولد الشهيد المهندس محي الدين الشريف في بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة عام 1966 م ، وفيها تلقى تعليمه الأساسي وحصل على شهادة الثانوية العامة .
كان متفوقا بين أقرانه ما أهله الدخول إلى كلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة القدس المفتوحة ، ليدرس هندسة الإلكترونيات ويتفوق في هذا المجال فيما بعد . انضم أثناء دراسته الجامعية إلى صفوف الحركة الإسلامية وكان فاعلا فيها ثم اعتقل خلال دراسته .
شخصية قيادية ..
كان شهيدنا البطل رجل عركته الأيام وصنعت منه هذه الشخصية القيادية الصابرة المتقدمة … فخاض الغمار بكل عزم وثبات ، وقرر ألا يقوم بتسليم نفسه لقوات الاحتلال ، فكان عليه إذاً أن يخوض مرحلة التحدي بكل العزم والبذل والمضاء ... ولذا أعدَ نفسه لتلك الأيام العصيبة بل ولأحرج الفترات التي مرّ بها العمل العسكري .. ولذا كان شهيدنا البطل يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع ، ويختم في كل ثلاثة أيام وإذا تجاوز ففي أسبوع ، وتلمس في ملامح وجهه صدق المبادئ التي يحملها ، تلك المبادئ الإسلامية الأصيلة التي ترفع كل من ينتسب لها ..
صفاته وحسن تعامله ..
*مع إخوانه : كانت أخلاق شهيدنا البطل عالية جدا مع إخوانه المجاهدين وكان حريص على إخوانه فما أن تذكر عمليات الثأر إلا وذكر معها شهيدنا البطل وبعد سماعه نبأ كل عملية لا يملك إلا أن يخر ساجداً لله رب العالمين يحمده على عظيم كرمه وهو يردد الآية الكريمة "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى".
*مع الأطفال : حبه للأطفال وحب الأطفال له حيث انه يحمل اسم أكرم وهو احد الأسماء التي كان يسمى بها أثناء رحلة المطاردة والحرص دائما على تقديم الهدايا المفيدة لهم بنفسه وكانت إحدى الفتيات التي لم يتجاوز عمرها في ذلك الوقت السنوات الست تقول " إن عمو أكرم هو كريم جدا " 0
*حتى مع النصارى : قال نصراني اعتقل مع على الشهيد محي الدين الشريف : " كان الشهيد رحمه الله يعاملني معاملة طيبة وهو يعلم أنني نصراني " .
*مع الناس : إحدى الأمهات الفلسطينيات التي كانت تتردد على البيت الذي يقيم فيه الشهيد ولم تكن تعلم من هو الشخص الذي يقيم في البيت وكان الأطفال المقيمون في البيت دائمي التحدث لجدتهم عن شهيدنا البطل وتشاء الأقدار أن تلتقي به في احد البيوت دون أن تعرف من هو وتذهب وتحدث زوجة الأخ وتقول لها من هذا الذي عند زوجك فتقول لها انه صاحب له ولكن لماذا تسألي ؟ فترد " أنها لم ترى مثله في حياتها قط فإن النور يشع من وجهه " 0
اعتقل فكان مدرسة في الصمود ..
حين انضم الشهيد محي الدين الشريف إلى صفوف الحركة الإسلامية أثناء دراسته الجامعية وكان فاعلا فيها تعرض -على غرار آلاف الفلسطينيين - لاعتقال دام سنتين ونصف السنة إبان الانتفاضة الأولى . ثم اعتقل سنة ونصف السنة عام 1991 م بسبب إيوائه مجاهدين من كتائب الشهيد عز الدين القسام . وكان الشهيد رحمه الله مدرسة في الصمود في غرف التحقيق . ولقد سطر شهيدنا البطل أروع آيات الصمود في أقبية السجون عند العدو في كافة مراحل التحقيق .. ولسان حاله يقول :-
فإما حياة تسر الصديق ….. وإما ممات يغيض العدا