كن مبادرا : ... قوة المبادرة في التفكير والعلاقات (1)
د.طالب ادكيدك – القدس – فلسطين
إشراقة للاستشارات والتدريب – www.ishraka.net
ماذا تعني المبادرة ؟؟
هي أن تكون أفكارك وتصرفاتك من نتائج قرارك وليست من نتاج تصرفات وأقوال الاخرين، وهي مهارة مكتسبة يمكن لأي إنسان أن يتعلمها ويتقن استخدامها... عندما تقرر أن تمتلك مهارة المبادرة عليك أن تتقن التمييز بين ما يقال ويحدث وبين ما تريد أنت لنفسك، هل تريد أن نحيا حياة مركزها تصرفات الاخرين وأقوالهم تنتظر فلانا أو فلانة ليقول أمرا أو يفعل شيئا لكي تقوم أنت بالرد عليه سواء بالكلام أو الأفعال أو حتى بالأفكار ... أو أن يكون تصرفك نابعا من داخلك باتجاه ما تريد لنفسك من أهداف في هذه الحياة وباستخدام بوصلة الأهداف والنجاح، أي كل ما أزعجك أحدهم ... ضع لنفسك هدفا جديدا تنمو بتحقيقه، واسعى جاهدا لتحقيقه ولا تلتفت للدوامات الجانبية فهي كثيرة وإن تعودت الانشغال بها فلن تصل إلى أهدافك بسرعة .
كيف يمكنني استخدامها ؟؟
بداية ضع لنفسك أهدافا محددة، واضحة ومكتوبة .
بعد ذلك ضع لنفسك خطوات التزام : أي ما هي الأمور التي قررت أو ستقرر أن تقوم بها وتسير بهديها في طريق وصولك إلى أهدافك وأريد منك أن تقوم بكتابة خطوات الإلتزام وتتذكرها جيدا ، لأنها ستكون بمثابة خريطة وبوصلة توجهك نحو أهدافك عندما تكون الرؤية صعبة لسبب من الأسباب.
مثال للتفكير ...
لنفترض أنك في زيارة لأحد المعارف أو في حفلة أو تجمع وهناك سمعت من شخص ما ( قريب لك أو غريب عنك ) كلاما سلبيا في نصه أو في موسيقاه أي في النبرة وطريقة لفظ الكلمات، فماذا ستفعل ؟؟؟
هناك شخص سوف يستاء من الأمر ويبدأ بالتحدث بينه وبين نفسه بما كان يجب أن يقوله ردا على هذه الاساءة بدلا من السكوت الجاف الذي وقع فيه ، وسيجد أن هذا الحوار قد امتدت دقائقه وساعاته وأحيانا أيامه، فهو يفكر فيما قيل له أو لها منذ أسبوع، والغريب الجميل في هذا الأمر أن هناك علاقة طردية بين ما تفكر فيه وبين شعورك وأحاسيسك، فكل ما فكرت في أمر أو سلوك ما بطريقة سلبية سوف تزداد مشاعرك وأحاسيسك السلبية سوءا ، وبعد فترة ستجد نفسك لا تنطيق التفكير في هذا الشخص وكل ما ذكر اسمه ستشعر بنفس الأحاسيس ولكن مع الفوائد ، فملف الأحاسيس سيكبر طردا كما ذكرنا وفي كل مرة جديدة تفكر في هذا الشخص أو تراه سيتم فتح الملف الخاص به من ذاكرتك مع كل محتوياته المتراكمة ( التي تم تجميعها في دقائق وساعات التفكير الذاتي )
وهناك شخص آخر لن يفكر بهذه الطريقة وسيأخذ الكلام بصدر رحب حتى وإن كان يعرف أن الآخر يتحدث أو يتصرف بطريقة سلبية، لكنه يعرف جيدا أن الوقت الذي سيمضيه في التفكير في هذا الاتجاه لن يؤتي ثمارا طيبة الطعم ولن يصل به إلى مكان منتج فيقرر أن يختصر الوقت ويجعل تركيزه منصبا على أهدافه، ويعمل ليصل إليها ... والغريب أنك بمرور الوقت وبعد وصولك لأهدافك ستجد أن من كان يعمل ضدك قد بدأ بالتقرب منك .
هاتان حالتان وطريقتان للتصرف ... فقرر أنت من تريد أن تكون .
مقولة جميلة تروى عن الشافعي
يُخاطبني السّفيهُ بكل قبحٍ فأكرهُ أن أكون له مجيبا
يزيدُ سفاهة فأزيد حلمـاً كعودٍ زاده الإحراق طيبا
في المرة القادمة سنكمل المسير مع سلسلة " كن مبادرا " ومع زاوية نظر جديدة بإذن الله .