كن مبادرا :قوة المبادرة في التفكير والعلاقات (2) د.طالب ادكيدك

ماذا تعني المبادرة ؟؟
هي أيضا أن تكون مبادرا إلى أفعالك وسلوكياتك لأنك أنت من قرر أن يفعل ذلك وليس لأن فلانا قال أو فعل شيئا فشعرت أن عليك القيام بالرد وإلا كانت خسارتك كبيرة ..ومرة أخرى هذه مهارة مكتسبة يمكن لمن يريد أن يتعلمها ويتقن استخدامها... عندما تقرر أن تمتلك مهارة المبادرة عليك أن تبدأ بتدريب إدراكك الواعي لما تقول وتفعل، فإذا كنت تنتمي لسكان أهل الأرض من بني البشر فعلى الأرجح أن معظم سلوكياتك لا واعية أي لا شعورية فأنت لا تدرك بوعيّ معظم ما تقوله أو تفعله وأنت في حالة الغضب أو العصبية، ولهذا عليك بتدريب نفسك على إدراك هذه الأمور بوعيّ .

كيف يمكنني استخدامها ؟؟
الإدراك الواعي وحده .. قادر على صنع تغيير حقيقي ... مقولة سمعتها من أحد المدربين العالميين الذين تدربت معهم وفهمت منها أن إدراكي لأفكاري ولألفاظي ولتصرفاتي ساعة حدوثها كفيل بأن يجعلني أقوم بتغيير أي من هذه الثلاثة في حال أنني لم أرغب بها أو أنها كانت تتناقض مع معتقداتي، فأنت لا تدرك بوعي نبرة صوتك وأنت غضبان أو حزين أو مستاء أو حتى فرحان وقد تتقول بألفاظ لا تعنيها ولكن الكلمات عادة ما أن تخرج من بين شفاه صاحبها لا تعود إلى أن تصل أذن وعقل سامعها.

من الأمور الهامة في بدايات التدريب ألا تُخطّئ نفسك، أي لا توبخ نفسك على هذا التصرف غير الصحيح والذي أدركت الآن فقط أنك تقوم بفعله، وبدل ذلك اكتف في البدايات بملاحظة وإدراك ما يحدث معك بوعيّ وإدراك لما تقول أو تفعل وأنت تقوله أو تفعله.

أمثلة للتفكير ...
لنفترض أنك في جدال مع أبيك أو أخيك أو زميلة لكِ أو والدتك... أحيانا وفي خضم الحوار المفعم بالحماسة والقوة، قد يعلو صوتك فوق صوتك والدك أو والدتك ولكنك تستمر في التحدث بنفس النبرة ظنا منك أنه مثل صديقك أو زميلك في الدراسة أو العمل، ولكن.. إذا أدركت نبرة صوتك ونوعية ألفاظك بوعيّ وأدركت أنك تتحدث إلى أحد والديك وأنت تتحدث فعلى الأرجح أنك ستقوم بتعديل نبرة صوتك وألفاظك. فإدراكك الواعي لسلوكك حين القيام به كان كفيلا بأن يجعلك تقوم بتغييره.

مثال آخر.. عادل يقود سيارته في الصباح متوجها إلى عمله وفجأة تخرج سيارة من إحدى المداخل على جانب الطريق، وتنطلق من جانبه مسرعة ولولا أن عادل قام بالضغط على المكابح لكان هناك اصطدام، هل تعرف أحدا حصل معه أمر مشابه؟ أنا أعرف بعض الأشخاص وعادة هم يضغطون المكابح وزامور السيارة ويبدأون بالصراخ مع إخراج إحدى اليدين من نافذة السيارة في آن واحد وهذا ما فعله عادل تماما Smile

:

" أيها ..... ، لقد كدت تتسبب في حادث وكدنا أن نقتل، والغريب أن ذلك السائق استمر في سيره بسرعة كبيرة غير مدرك وجودك أو وجود عادل على وجه هذه البسيطة، وأنت أخذت تفكر بالأمر بعصبية وغضب واستاءت نفسك من استهتار الاخرين بأرواح الناس، ووصلت إلى عملك وأنت غضبان وبدأت تتحدث مع هذا وذاك حول ما حصل وكيف أنك سلمت من حادث خطر .... ( طبعا أنا أقصد عادل وليس أنت ) Smile

وهنا يكمن لب الأمر.. لقد جعل عادل شخصا لا يعرفه يتحكم في سير حياته ليوم كامل وربما لأيام، وهناك أشخاص يجعلون الاخرين يتحكمون في سير حياتهم لأيام وأحيانا لشهور وربما لسنوات... لا لشيء إلا لأن فلانا أو فلانة قال أو فعل شيئا وقرر صاحبنا أن يجعل من هذا التصرف مركز حياته وأخذت تصرفاته تدور حول هذا المركز بدل أن يكون مبادرا يأخذ قراره بنفسه، ويقرر كيف يكون سير حياته لذلك اليوم. هل تعرف طريقا بديلا كان يمكن لعادل أن يقوم به بحث يكون مبادرا؟؟؟ أخبرنا به لكي نستفيد ...
وهل تستطيع أن تتعرف بإدراك واعٍ على بعض الجوانب في حياتك أنت حيث سمحت أو تسمح لأحد بأن يُشكّل سير حياتك لفترة قد تطول وتقصر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ نحن بانتظار تعليقاتك ...

في المرة القادمة سنكمل المسير مع سلسلة " كن مبادرا " ومع زاوية نظر جديدة بإذن الله .

في الحقيقة هذا موضوع جدا جميل لو كنت مكان عادل لغضبت مثله لكن اذا فكرت بوعي سأكمل يومي كأن شيئا لم يكن وأحمد الله على نجاتي وقدرتي على التحكم بالسيارة وادعو الله ان يصلح سائق السيارة المتهور .اعتقد ان هذا ما سأفعله وشكرا على الموضوع الرائع وجزاك الله كل خير. Smile

» كن مبادرا : ... قوة المبادرة في التفكير والعلاقات (4) د.طالب ادكيدك
» كن مبادرا : ... قوة المبادرة في التفكير والعلاقات (1) د.طالب ادكيدك
» كن مبادرا : قوة المبادرة في التفكير والعلاقات (3) د.طالب ادكيدك
» انفلونزا التفكير.....!
» روعة التفكير.....