نور العين
عدد الرسائل : 192 العمر : 37 عدد نقاط العضو : 418 تاريخ التسجيل : 10/04/2009
| موضوع: وقفات على الطريق ...... فكرة ومنهاج الإثنين أغسطس 17, 2009 2:13 pm | |
| وقفات على الطريق ..... فكرة ومنهاج
الوقفه الاولى
صحوَة ليسَ بَعدَهَا سُبَات
لو كان مقدراً لهذا العالم الإسلامي أن يموت لمات في خلال القرون الطويلة التي مرت به، وهو مكبل بالقيود وهو في حالة إعياء عن الحركة، بعد أن حمل عبء الحضارة الإنسانية طويلاً، وبعد أن تعب فاسترخى ونام، والاستعمار الغربي إذ ذاك فتى فتهيأت له الفرصة، ودانت له معظم أطراف الأرض. وكان ثقله كله على صدر العالم الإسلامي النائم!
لو كان مقدراً لهذا العالم الإسلامي أن يموت لمات في خلال فترة الاسترخاء والإعياء. وفي إبان فتوة الاستعمار وقوته...ولكنه لم يمت... بل انتفض حياً كالمارد الجبار، يحطم أغلاله وينقض أثقاله، ويتحدى الاستعمار الذي شاخ.
وحيثما مد الإنسان بصره اليوم شعر بهذه الانتفاضة الحية وشعر بالحركة والتوفر للنضال، حتى الشعوب التي ما تزال في أعقاب دور الاسترخاء، والتي ما تزال مرهقة بأثقال الاحتلال. حتى هذه الشعوب يدرك المتأمل في أحوالها أن الحياة تدب في أوصالها ويرى خلال الرماد وميض نار، توشك أن يكون لها ضرام.
ما الذي احتفظ لهذه الشعوب بحيويتها الكامنة بعد قرون طويلة من النوم والاسترخاء ومن الضعف والخمود، ومن الضغط والقسر، ومن الاحتلال البغيض الذي بذل جهده لتقطيع أوصالها وإخماد أنفاسها.
إنه عقيدتها القوية العميقة. هذه العقيدة التي لم يستطع الاستعمار قتلها على الرغم من جهود الاستعمار الفكري والروحي والاجتماعي والسياسي... هذه العقيدة التي تدعو معتنقيها إلى الاستعلاء لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. كما تدعوهم إلى المقاومة والكفاح لتحقيق هذا الاستعلاء، وعدم الخضوع للقاهرين، أياً كانت قوتهم المادية، لأن القوة المادية وحدها لا تخيف المؤمنين بالله، جبار السموات والأرض، القاهر فوق عباده أجمعين.
هذه العقيدة الحية هي التي حفظت لهذه الشعوب المترامية الأطراف قوتها الكامنة، وبعثتها بعثاً جديداً. والذي يراجع جميع النهضات والانبعاثات التي قامت في هذه الرقعة لمقاومة الاستعمار يجدها تستند أصلاً إلى هذه العقيدة.
هذه حقيقة كبيرة تستحق الالتفات لكي ندرك قيمة هذه العقيدة في كفاحنا، ولكي ندرك أن الاستعمار لم يكن عابثاً، وهو يحاول تحطيم هذه العقيدة وتحطيم دعاتها في كل أنحاء العالم الإسلامي. فالاستعمار كان يدرك خطر هذه العقيدة على وجوده، وما قدره الاستعمار كان حقاً، وقد وجده حقاً، والصيحات تأخذه من كل جانب، وأصحاب العقيدة في الله القهار الجيار يقودون الصفوف المكافحة ضد الاستعمار.
لقد بذل الاستعمار أقصى ما كان مستطيعاً أن يبذل، وظن الناس فترة أن الاستعمار قد أفلح، وأن هذه العقيدة قد نامت إلى غير يقظة. فإذا بها تنتفض في صحوة إلى غير سبات!
وإذا بالعالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه يتجاوب بصيحة واحدة ضد الاستعمار. ويمد يده إلى كل قضايا التحرير ومعاركه في أطراف الأرض. لأن قضية الحرية واحدة لا تتجزأ. والعقيدة الإسلامية تتبنى كل قضايا التحرير في الأرض، وتشد أزرها في كل مكان.
وإن يوم الخلاص لقريب. وإن الفجر ليبعث خيوطه. وإن النور سيتشقق به الأفق. ولن ينام هذا العالم الإسلامي بعد صحوته، ولن يموت هذا العالم الإسلامي بعد بعثه. ولو كان مقدراً له الموت لمات. ولن تموت العقيدة الحية التي قادته في كفاحه، لأنها من روح الله، والله حي لا يموت.
يتبع ........
| |
|
نور العين
عدد الرسائل : 192 العمر : 37 عدد نقاط العضو : 418 تاريخ التسجيل : 10/04/2009
| موضوع: رد: وقفات على الطريق ...... فكرة ومنهاج الإثنين أغسطس 17, 2009 2:15 pm | |
| مًنهًج للأدَبْ الأدب - كسائر الفنون - تعبير موح عن قيم حية ينفعل بها ضمير الفنان. هذه القيم قد تختلف من نفس إلى نفس ومن بيئة إلى بيئة، ومن عصر إلى عصر، ولكنها في كل حال تنبثق من تصور معين للحياة، والارتباطات فيها بين الإنسان والكون، وبين بعض الإنسان وبعض.ومن العبث أن نحاول تجريد الأدب أو الفنون عامة من القيم التي يحاول التعبير عنها مباشرة، أو التعبير عن وقعها في الحس الإنساني. فإننا لو أفلحنا - وهذا متعذر - في تجريدها من هذه القيم لن نجد بين أيدينا سوى عبارات خاوية، أو خطوط جوفاء، أو أصوات غفل، أو كتل صماء.كذلك من العبث محاولة فصل تلك القيم عن التصور الكلي للحياة والارتباطات فيها بين الإنسان والكون، وبين كون الإنسان يشعر بأن له تصوراً خاصاً للحياة أو لا يشعر، لأن هذا قائم في نفسه على كل حال. وهو الذي يحدد قيم الحياة في نظره، ويلون تأثراته بهذه القيم.عمر الخيام مثلاً كان له تصور معين للحياة والارتباطات فيها بين الإنسان والكون. ومن هذا التصور انبعثت كل إيقاعاته، وتلونت قيم الحياة في نفسه. لقد تصور الكون كتاباً مغلفاً لا ينفذ العلم البشري إلى سطر واحد من سطوره، وغيباً مجهولاً يقف الإنسان أمام بابه الموصد يدقه بلا جدوى. وفي هذا التيه لا يعلم الإنسان من أين جاء، ولماذا جاء؟ ولا يدري أين يذهب ولا يستشار في الذهاب! لبست ثوب العمر لم أُستشر *** وحرت فيه بين شتى الفكر وسوف انضوه برغمي ولم *** أدرك لماذا جئت أين المفر! أفنيت عمري في اكتناه القضاء *** وكشف ما يحجبه في الخفاء فلم أجد أسراره وانقضى *** عمري وأحسست دبيب الفناءمن هذا التصور الخاص للعلاقة بين الإنسان والكون استمد الخيام كل تصوراته لقيم الحياة التي تأثر بها فنه. فهذه الحياة المجهولة المصدر والمصير، في هذا العماء الذي يعيش فيه الإنسان لا تستحق أن يحفلها ويعني نفسه بها. وإذن فلا ضرورة للوعي الذي لا يؤدي إلى شيء.أفق وصب الخمرة أنعم بها *** واكشف خبايا النفس من حجبها ورو أوصالي بها قبلما *** يصاغ دِنُّ الخمر من تربها سأنتحي الموت حثيث الورود *** وينمحي اسمي من سجل الوجود هات اسقنيها يا سنى خاطري *** فغاية الأيام طول الهجودولو اختلف تصور الخيّام للحياة والارتباطات فيها بين الإنسان والكون، لاختلفت قيمها في حسه، واختلف اتجاهه الفني بكل توكيد، لو تصور مثلاً أنه قطرة في نهر الحياة، ولكنها قطرة تحس بأهداف النهر، من المضي والتدفق والإرواء والإحياء، لكان للحياة في نظره قيم أخرى. ولو تصور أنه نفخة من روح الله تلبست بجسد، ليكون خليفة الله في هذه الأرض، ينشئ فيها ويبدع لكان للحياة في نظره قيم أخرى.. كذلك لو تصور أنه فرد في طبقة، وأن هناك صراعاً بين طبقته والطبقات الأخرى على نحو ما يتصور بعض الناس لاختلف الأمر.. وهكذا..كل تصور خاص للحياة. وللإرتباطات فيها بين الإنسان والكون، من شأنه أن ينشئ قيماً تتأثر بها الآداب والفنون، سواء شعر أصحابها أنهم متأثرون بهذه القيم أم لم يشعروا.. ولكن التصورات تختلف وفقاً لعوامل ودوافع غير متفق عليها حتى الآن.والإسلام تصور معين للحياة، تنبثق منه قيم خاصة لها، فمن الطبيعي إذاً أن يكون التعبير عن هذه القيم، أو عن وقعها في نفس الفنان، ذا لون خاص. وأهم خاصية للإسلام أنه عقيدة ضخمة جادة فاعلة خالقة منشئة، تملأ فراغ النفس والحياة، وتستنفد الطاقة البشرية في الشعور والعمل، وفي الوجدان والحركة، فلا تبقي فيها فراغاً للقلق والحيرة، ولا للتأمل الضائع الذي لا ينشئ سوى الصور والتأملات.وأبرز ما فيه هو الواقعية العملية حتى في مجال التأملات والأشواق. فكل تأمل هو إدراك أو محاولة لإدراك طبيعة العلاقات الكونية أو الإنسانية، وتوكيد للصلة بين الخالق والمخلوق، أو بين مفردات هذا الوجود، وكل شوق هو دفعة لإنشاء هدف، أو لتحقيق هدف، مهما علا واستطال. وقد جاء الإسلام لتطوير الحياة وترقيتها لا للرضى بواقعها في زمان ما أو في مكان ما. ولا لمجرد تسجيل ما فيها من دوافع وكوابح ومن نزعات وقيود. سواء في فترة خاصة، أو في المدى الطويل.يتبع ... | |
|