أهلا وسهلا بك في موقع منتدى ومجموعة كنز المعرفة حيث المتعة والمعرفة ، يهتم الموقع بالقضية الفلسطينية والتنمية الشخصية وتطوير الذات من خلال مقالات وقصص ذات فائدة نرحب بمساهماتكم واقتراحاتكم
المنتدى: http://inof2200.gogoo.us
المجموعة: http://groups.google.com/group/info2200
للتواصل عبر الماسنجر : raed.2200@live.com
كنز المعرفة
أهلا وسهلا بك في موقع منتدى ومجموعة كنز المعرفة حيث المتعة والمعرفة ، يهتم الموقع بالقضية الفلسطينية والتنمية الشخصية وتطوير الذات من خلال مقالات وقصص ذات فائدة نرحب بمساهماتكم واقتراحاتكم
المنتدى: http://inof2200.gogoo.us
المجموعة: http://groups.google.com/group/info2200
للتواصل عبر الماسنجر : raed.2200@live.com
كنز المعرفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موقع فلسطيني ثقافي بهتم بالشباب كما يهتم بالتنمية الشخصية وتطوير الذات
نتشرف بدعوتكم لزيارة صفحتنا على الفيس بوك https://www.facebook.com/info2200
ليلة من ليالي الحرب على غزة بقلم الدكتور:- مدحت دردونة القدس المفتوحة
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد الرسائل : 1849 عدد نقاط العضو : 4089 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
موضوع: ليلة من ليالي الحرب على غزة بقلم الدكتور:- مدحت دردونة القدس المفتوحة الأحد سبتمبر 26, 2010 11:56 am
ما كاد معتز يلقي ظهره إلى الحائط لاقتناص لحظة تغفو فيها عيناه الغائرتان حتى عادت موجة القصف أكثر شدة وعنفًا ، وبدأت أصوات الانفجارات تقترب شيئًا فشيئًا . إلى أين نذهب ؟ ! لقد رحلنا من منزلنا لأنه يقع في خطوط المواجهة ، وها نحن في بيت العائلة القديم في وسط البلد ، ولا نعرف إن كان هذا البيت سعيدًا بعودتنا أم أنه حزين لحالنا ،فغرفه مكتظة ، وأجساد النيام في كل ركن وزاوية ، معظمهم يصحون من النوم لحظة انفجار القذيفة فقط ليتمتم بعبارات غامضة لا يُفهم منها إلا الاستعانة بالله ، ثم يغلبه النعاس ، وكثير منهم لا تقوى أجسادهم على الانتفاض ، عيونهم فقط تنزاح عنها الجفون ثم تنسدل من جديد ، أما أنت يا معتز فوعيك ينهش أعصابك ولا يترك لك فرصة لالتقاط الأنفاس ، المذياع لا يفارق أذنك علك تلتقط إشارة من هنا أو هناك إلى قرب وقف الحرب ، ولكن لا فائدة ، آه يا معتز ! يبدو أن هذه الحرب ستطول أكثر مما كنت تتوقع ، هذا إن خرجت منها حيًا ، لقد كان القصف في بداية الأمر بطائرات ال إف 16 ، وقد علمت عنها أنها تصوب قذائفها نحو أهداف معينة ، أما هذه الليلة فقد تغير الحال ، فهذه قذائف عمياء تطلقها الدبابات ، وها هي تصدم بمنازل المواطنين فتمزق أجسادهم ، وليس أمامك إلا أن تحصي آلاف القذائف التي تنفجر قبل وصولها إليك أو بعد مرورها من فوقك ، وأن تخمن القذيفة التي ستسقط عليك ، يا الله ! لو أن قذيفة سقطت على منزلنا فكم سيموت من أبناء الأسرة ؟! تملك الرعب قلب معتز وهو يفكر في ما بعد القذيفة التي يمكن أن تنزل في أية لحظة ، ولم لا تنزل ؟! فها هي جارتنا أم عزام قد مزفتها قذيفة وهي نائمة في كوخها ، وهذا أبو عبدالله ودعناه ظهر اليوم هو وجميع أفراد عائلته إلى المقبرة الشرقية ، إذن لماذا تخطئنا وهي كتلة من المتفجرات انطلقت من فوهة مدفع دبابة والآن هي تحت رحمة القصور الذاتي ، ولا يستطيع أحد أن يوقف مسيرتها ؟! وليس هناك مكان آمن ، فالقصف يطال المدارس والمساجد حتى سيارات الإسعاف لم تنج من الاستهداف ، إذن لم يبق إلا المستشفيات ، والأقسام الداخلية منها بالتحديد ، فهل ستستوعب كل الناس ؟! لا فائدة ، اشتد القصف واقتربت أصوات الانفجارات فشعر معتز أنها تدب تحت جسده المتقوس على أرضية الحجرة ، وفي لحظة خاطفة تنبه إلى أن رأسه يحاذي الحائط الخارجي للحجرة ، لا للهول !! لو أن القذيفة جاءت من هذا الاتجاه فإنها ستصيب رأسي مباشرة ! ربما إصابة القدمين أهون ، هه ، هكذا أفضل ، اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه .
ما هذا الصوت الذي يزاحم ضجيج المدافع ونعيب غربان السماء ( الزنانات ) ؟! آه ، إنه مكبر الصوت ، لقد اعتادوا أن ينعوا الشهداء في المساجد عبر مكبرات الصوت ، بسم الله الرحمن الرحيم " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون " من ؟! من الذي ارتبط اسمه بهذه الآية الآن ؟! وا مصيبتاه ! إنه جارنا أبو محمود الذي سقطت عليه قذيفة قبل لحظات ، آه كم قرأنا هذه الآية ورتلناها وتعبدنا بتلاوتها ! واليوم ماذا أصابني ؟! ينقطع الصوت فجأة قبل تكرار الخبر وتتطاير حجارة المئذنة على منازل الحي ، رحماك يا رب !! حتى المئذنة التي بناها المماليك انتظرت قرونًا كي تلقى مصيرها على يد أحد المرتزقة المخنثين وراء المدفع !! لماذا يحدث لنا هذا ؟! لماذا يتركنا إخواننا العرب نموت بهذه البشاعة ؟! خارت قوى معتز تمامًا ، وأصبح لا يسمع إلا دوي انفجارات متتابعة ولا يرى إلا أشلاءه التي قد تتبعثر في أية لحظة ، فحاول أن يجمعها في مكان واحد داخل أحشائه حتى يقلص من المساحة المعرضة للخطر من جسده ، حاول وحاول ، ولكن لم يستطع أن يقلص هذه المساحة إلى أقل من الحجم الذي يتسع لكتلة لحم تكفي لملء فراغ إنسان ، فتمنى لو أن بيده آلة سحرية تنقله في هذه اللحظات إلى أي مكان غير هذه البقعة ، ولكن عصر علاء الدين قد ولًى ، والخيال العلمي ما زال خيالاً . بدأ معتز يختنق وبدأت أشياء غريبة تدخل في حلقه طعمها حمضي ومشبعة بالتراب ، فحاول أن يحرك يده ليتحسس فمه وأنفه فلم يجد فراغًا تتحرك فيه ، حاول زحزحة قدمه فصدها حدود المكان ، يا إلهي أنا محاصر !! غالبه السعال فدخل في نوبة متواصلة لم يوقفها إلا طرق الفؤوس الملتطمة بكتل الأسمنت وحناجر تجأر بقول الله أكبر ! الله أكبر ! عندها أدرك معتز أن آخر قذيفة سقطت على غرفته وانهار المبنى على من فيه، ولم يبق إلا المساحة التي التصق بها كقطعة أثاث .
اغنية ارفعوا الحصار .. غزة
ليلة من ليالي الحرب على غزة بقلم الدكتور:- مدحت دردونة القدس المفتوحة