Admin Admin
عدد الرسائل : 1849 عدد نقاط العضو : 4089 تاريخ التسجيل : 08/01/2009
| موضوع: هوامش على دفتر ثورة الشعوب بقلم الأستاذ الدكتور:- محمد أبو زيد الفقي الإثنين فبراير 28, 2011 1:21 am | |
| الهامش الأول: كان اللص سيد عيد يعيش في (خرابة) بين المزارع وتعيش معه أخته فاطمة التي تقوم بجمع الطيور من قرية البلحة [ كفِردة ] أو [ أتاوة ] يدفعها بعض أهل القرية للنجاة من شره وتأمين ماشيتهم وزروعهم من السرقة... وكانت فاطمة تدخل البيت من هذه القرية سيدة متوجة تنتقي من الطيور أجملها وأفضلها ثم تعود إلى الخرابة وتعد طعامًأ كثيرًا يكفي أخاها ومَن يحضرون إليه في كل ليلة من أجل القيام معه بعملية السرقة, وكانوا يذهبون إلى قرية (البلحة) في أوقات متباعدة ويسطون على البيوت التي لم ترسل الطيور إلى سيد عيد.. ومع تحمل القرية عمليات السطو المتفرقة أعوام وأعوام, قرر سيد عيد ذات ليلة القيام بسرقة كل ماشية القرية دفعة واحدة, وعندما قام معاونوه بالتنفيذ كان مجموع ما سرقوه عبئًا عليهم, وتنبه أهل القرية فإذا القرية تُسرق بأكملها, وعلى يد مَن؟ على يد حفنة قليلة من اللصوص, فزال خوفهم, وانفجر الغضب الكامن بداخلهم, واشتبكوا مع اللصوص, فزالت أسطورة سيد عيد, وبدأوا يعيشون الحياة الحرة الكريمة.
الهامش الثاني: وضعت صابرين – أوزتها – التي كانت تأمل في بيضها وفراخها – في مقطف, وأعطتها لزوجها حامد – القروي الفقير – ليذهب بها إلى السوق لبيعها, وشراء دواء بثمنها لابنتها المريضة, خرج حامد إلى السوق, ولم يكن يذهب إلى أي مكان خارج القرية, ووقف مع الناس حتى جاءت الحافلة – الأتوبيس – وركب الجميع, وجلس حامد على مقعد بجوار النافذة, ينظر إلى الخارج, وتتسع عيناه بقدر سير الحافلة وتنوع صور الواقع الخارجي, وفجأة وجد مَن يضع يده على كتفه, فعاد حامد إلى الداخل من دنياه الواسعة, فإذا المحصل يطلب منه الأجرة, وهو ليس معه نقود, لأنه كان يتصور بسذاجة أن الحكومة تقوم بنقل الناس مجانًا, فقال للمحصل: ليس معي نقود, فقال له المحصل مَن ليس معه نقود لا يستطيع الركوب معنا.. انزل، فنزل حامد وبدلاً من أن يعود لصابرين بالنقود عاد إليها فاقد الوعي متأثراً بحروقه.
الهامش الثالث: كان الحاج عباس عمدة قرية "سردينة " يعتمد في السيطرة على قريته والتحكم فيها على إحدى العصابات التي نشرت الرعب والفزع بين الأهالي, حتى استسلم له الناس, واعتبروه من قضاء الله تعالى كما قال لهم بعض علماء الدين, وحاولوا إرضاء الحاج عباس, بالخضوع والخنوع، لكنه قابل ذلك بالظلم والقهر والطغيان ولم يكتف بذلك, سلط جملاً له على أهل القرية يأكل محاصيلهم ويعض أولادهم.
اجتمع أهل القرية في منزل أحدهم وقالوا: لا بد لنا من إبلاغ العمدة بما نتعرض له من أذى, بسبب جمله الهائج دائمًا المؤذي دائماً, وفوضوا الأستاذ سعيد للتحدث مع العمدة باسمهم وسار أهل القرية جميعاً في اتجاه منزل العمدة وعلم العمدة بما يحدث بين الناس, فأرسل الخفراء لتخويف الناس وإرهابهم كي لا يرفعوا مظلمتهم إلى العمدة, فبدأ الخوف يشيع في نفوسهم, وبدأوا يتسللون لواذاً ولم يصل إلى بيت العمدة إلا الأستاذ سعيد وعندما وقف أمام العمدة نظر خلفه فلم يجد أحدًا من أهل القرية, فوقع في حرج شديد إلا أنه تشجع وقال: يا حضرة العمدة جملك. فقال العمدة: ماله؟ يا حضرة العمدة جملك. أجاب العمدة: ماله؟ فقال الأستاذ سعيد وهو ينظر خلفه بحسرة: يا حضرة العمدة جملك.. فقال العمدة بنظرة ماكرة: ماله؟ فقال الأستاذ سعيد: يحتاج إلى أنثى – ناقة – تؤنس وحدته. | |
|