لو كنت ستبيع.. ماذا ستبيع؟! بقلم الدكتور ساجد العبدلي

اليوم صباحا، وأنا في طريقي إلى عيادتي، وفي هدوء الطريق الجانبي الذي أسلكه، وصخب الأفكار التي تصيح في رأسي كل صباح، جائني هذا السؤال الغريب مطلا بأنفه الفضولي، كعادة كثير من الأسئلة التي تشاغب فكري طوال يومي المزدحم: ماذا لو سنحت لي الظروف وأعطيت كل الإمكانات، لافتتاح محل ما… لبيع شيء ما.. فماذا سأبيع؟!
طبعا، واقعيا لا أتخيل نفسي بائعا لشيء ما أصلا، ولا في عالم التجارة إطلاقا، فأنا فاشل جدا في هذا المجال، بدليل كل التجارب الخرقاء التي اقترفتها.
ولكن سأفترض هذا.. ماذا لو تم هذا فعلا؟! ماذا سأبيع؟!
وجدتني أمام خيارين رئيسيين..
الخيار الأول هو بيع الكتب، فأنا عاشق للكتب وللقراءة، وأراني سأكون مبدعا في هذا الأمر، وسأكون سعيدا حتى ولو كانت البضاعة كاسدة، فليس أجمل من الجلوس طوال اليوم في مكتبة بين آلاف الكتب، وتصفح هذا الكتاب وقراءة ذاك، وحمل هذا ورفع ذاك!
ويا لها من رائحة، رائحة الأوراق المختلطة بالأحبار… أعتقد بأني سأكون كالسكران الحالم!
الخيار الثاني هو بيع الورد… نعم بيع الورد، ولعل بعضكم يضحك الآن، ولكنها بالفعل حرفة لطالما أعجبتني وأسعدني التفكير فيها.. فكلما دخلت إلى محل لبيع الورد، كنت أرى عشرات الأفكار التطويرية تتقافز أمامي، وعشرات الألوان والتنسيقات الممكنة لباقات الورود والزهور تلوح في مخيلتي… خصوصا وأني أكون حينها قد ثملت تحت وطأة رائحة الزهور التي تملأ المكان، وتلك الرطوبة الخفيفة الرائعة التي تحيط بي…
كم هو جميل، ومفيد للصحة أن نتخيل ونحلم ونسعد.. أليس كذلك؟
لكن ماذا عنك أنت؟ ماذا عنكِ أنتِ؟ ماذا ستبيع/ستبيعين لو سنحت لك الفرصة أن تبيع/تبيعين؟!