اللعب على المكشوف في ملعب القضية الفلسطينية
ــــــــ
في مواجهة مباشرة لا تختفي فيها النوايا بين أمريكا وإسرائيل والسلطة الفلسطينية , وفي صراع سخيف لفرض السيطرة على مقاليد الأمور وتقويض عملية الإعتراف بدولة فلسطين , وممارسة إعداد الحملات الدعائية لإجهاض الإعتراف بدولة فلسطين .. تسعى أمريكا مجدداً وبطريقة مستفزة من أوباما رئيس أكبر دولة تدعي اعتناق مبادئ الحرية والديمقراطية والعدل الإجتماعي والوعي السياسي والدفاع عن حقوق الإنسان .. تسعى بكل ما لديها من قوة إلى تقويض عملية التصويت بإقناع الدول الحليفة لها التصويت ضد القرار أو الإمتناع عن التصويت للوصول إلى عدم أهمية القرار , وهذا الفعل تراه الأفضل من استخدام الفيتو والذي يمكن أن يسبب لها كما قال البعض إحراجاً أمام دول العالم , وأمام الدول التي سوف تصوت لإقامة الدولة الفلسطينية .
هذا هو أوباما يعترض بشدة على المبادرة أحادية الجانب من قبل الفلسطينيين , وهي حجة واهنة يريد بها التملص من وعوده والتزامه تجاه حل القضية , وهذه إسرائيل هي الأخرى تتوعد وتهدد بنسف المفاوضات , ولو تأملنا جيداً لوجدنا أن المفاوضات مع إسرائيل ما هي إلا هذا الضياع في الوقت , والتهويد لكل ما هو فلسطيني , والتوسع لإسرائيل على حساب الأراضي الفلسطينية , وتمكين إسرائيل من كل شيء حتى لا يبقى للفلسطينيين أي شيء , ويفرض عليهم ما تريده إسرائيل وأمريكا وهذه هي المفاوضات ..!! وكيف تعترف إسرائيل بدولة فلسطين , وتصبح دولة فلسطين لها من الإستحقاقات التي يجب أن تؤديها إسرائيل لها , وتعود إلى حدود 67 وتتخلى عن القدس لتصبح عاصمة للدولة الفلسطينية , وبالعربي الفصيح كيف تتخلى إسرائيل عن يوتوبيا وضعتها في تلمودها من قديم الأزل وتسعى بكل ما لديها من وسائل مشروعة وغير مشروعة لتحقيقها ..!!
كل هذا يحدث والنار تأكل البلاد العربية بفعل ما فيها من اضطرابات وثورات وتدخل أجنبي يثير الفوضي والفتنة .. كل هذا يحدث في غياب الوحدة العربية المطعونة بنصل الأنا والزعامة الملعونة .. كل هذا يحدث والغرب وأوروبا وأصدقاء السوء يتحدون ضد الدول العربية والإسلامية ويقفون في وجه اتحادهم وضد عودتهم تحت راية الإسلام .. كل هذا ويعلم العرب والمسلمون جيداً من هو عدوهم ويتعاملون معه .. !!
هذا قبل ذهاب أبو مازن لتقديم أوراق الإعتراف بدولة فلسطين إلى الأمم المتحدة ,وأما بعد قرار الأمم المتحدة ماذا سوف نرى من أمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط وفي العالم .
إن الأمر أخطر مما يتصوره عقل فاللعب على المكشوف يجعل أمريكا وإسرائيل أكثر شراسة وأكثر بجاحة وأكثر استفزازاً , وكل هذا يحدث في غياب الضمير الإنساني العالمي .
نبيل مصيلحي