الجرة
إعداد: عماد عمر
يحكى أن رجلاً كان يحمل على رقبته جرتين كبيرتين معلقتين على طَرفي عصا، وكانت إحدى الجرتين سليمة تعطي نصيبها من الماء كاملاً بعد نهاية طريقه الطويل من النبع إلى البيت، أما الأخرى فقد كانت مشققة لا تكاد توصل نصف حمولتها دائماً..
استمر هذا الحال يومياً مدة عامين، والجرة السليمة فخورة بإنجازاتها التي صُنعت من أجلها، بينما الجرة المشققة خَجِلة من عِلتها وتشعر بالتعاسة لأنها تؤدي نصف ما يجب أن تؤديه من عمل..
وبعد مرور عامين من إحساسها بالفشل الذريع, خاطبت الجرة المشققة حامل الماء عند النبع قائلة:
"أنا خجلة من نفسي وأود الاعتذار منك لأنني أعطي نصف حمولتي بسبب الشق الموجود في جنبي والذي يسرب الماء طيلة الطريق..
شعر حامل الماء بالأسى حيال الجرة المشقوقة، وقال في غمرة شفقته عليها: عندما نعود إلى المنزل أرجو أن تلاحظي تلك الأزهار الجميلة على طول الممر..
وعند صعودهما الجبل لاحظت الجرة المشقوقة أن الشمس تأتي من خلال تلك الأزهار البرية على جانب الممر، وقد أثلج ذلك صدرها..
فقال لها: هل لاحظت وجود الأزهار على الجانب الذي أنت فيه من الممر؟ وليس على جانب الجرة الأخرى؟
قالت بدهشة: نعم..
فقال: ذلك لأنني كنت أعرف دائماً عن صدعك، وقد زرعت بذور الأزهار في جهتك من الممر، وعند رجوعي يومياً من النبع كُنتِ تعملين على سقيها مدة عامين، وكنت أقطف من هذه الأزهار الجميلة لتزيين المائدة، ولو لم تكن الشقوق فيك لما كان جمالٌ يُزيِّن هذا المنزل..
معمل الصابون
ذات مرة باليابان وبمصنع صابون ضخم واجهتهم مشكلة كبيرة, وهي مشكلة الصناديق الفارغة التي لم تعبأ بالصابون وذلك بسبب خطأ في التعليب, فماذا فعلوا لكشف الصناديق الفارغة من الصناديق المعبأة؟
لحل المشكلة قام اليابانيون بصناعة جهاز يعمل بالأشعة السينية مخصص للكشف عن الصابون بداخل الصناديق، ووضعوه أمام خط خروج الصناديق بقسم التسليم، وقد تم تعيين عمال جدد ليقوموا بإبعاد الصناديق الفارغة التي فضحها الجهاز..
ولكن في مصنع آخر أصغر من السابق, عندما واجهتهم نفس المشكلة فإنهم أتوا بمروحة إلكترونية وضبطوا قوتها بما يناسب وزن الصندوق الفارغ, وتم توجيهها إلى خط خروج الصناديق بقسم التسليم بحيث يسقط الصندوق الفارغ من تلقاء نفسه بفعل اندفاع الهواء..
انظر إلى حل المشكلة ولا تنظر إلى المشكلة نفسها, وفكر في الحل الفاعل بأقل تكلفة.
ديون وحمير
طُلب من خبير مالي أن يبسط للناس العاديين أسباب الكارثة التي حصلت في أسواق البورصة (الأسهم), فقال:
إن رجلاً ذهب إلى قرية نائية، عارضاً على سكانها شراء ما لديهم من حمير، وجعل سعر الحمار الواحد عشرة دولارات, فباعه قسم كبير من الناس حميرهم.
بعدها رفع السعر إلى 15 دولاراً, فباع آخرون, فرفع سعره إلى ثلاثين، حتى نفدت الحمير من أهل القرية.
عندها قال لهم: أدفع 50 دولاراً لقاء الحمار الواحد, وذهب ليقضي نهاية الأسبوع في المدينة.
ثم جاء مساعده عارضاً على أهل القرية أن يبيعهم حميرهم بأربعين دولاراً للحمار الواحد، على أن يبيعوها مجدّداً لمعلمه بخمسين دولاراً في اليوم التالي.
فدفعوا كل مدّخراتهم ثمن تلك الحمير, أي إن كلاً منهم قد اشترى حماره بأربعين دولاراً, في حين كانوا قد باعوها بـ 10 أو 15 أو30 دولاراً, ومن لا يملك مالاً اقترض واستدان على أمل تحقيق مكسب سريع.
وبعدها لم يروا الشاري ولا مساعده أبداً..!
وعندما جاء الأسبوع التالي, صار في القرية أمران: ديون.. وحمير
هل تعلم
- زادت درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.7 درجة مئوية منذ منتصف القرن الثامن عشر حتى الآن.
- أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 6 آلاف طن متري من ثاني أوكسيد الكربون في عام 2004.
- أطلقت الدول العربية مجتمعة 1348 طن متري من ثاني أوكسيد الكربون في نفس العام.
حجر الزاوية
* من وضع نفسه مواضع التُّهمة فلا يلومَنَّ من أساء به الظَّنّ. (الإمام علي)
* الذي لا يجد اللذة في الأعمال الفاضلة, ليس في الحق فاضلاً. (أرسطو)
* الصمت فن عظيم من فنون الكلام. (وليم هنريت)
* لا تقس نفسك بأي شخص في العالم, لأنك إنْ فعلت ذلك فأنت تهين نفسك. (ألين ستريك)
* أمٌّ صالحة خيرٌ من ألف معلم. (مجهول)
* إذا أحس أحد أنه لم يخطئ في حياته أبداً, فهذا يعني أنه لم يجرب أي جديد في حياته. (ألبرت أينشتاين)
* إذا بدأت تقييم الناس, فإنك لن تجد الوقت لتحبهم. (الأم تريزا)